أريحا – خاصّ نبأ:
افتتحت حكومة الاحتلال اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو، العام الجديد، بتصعيدٍ على الأرض، في الضفة الغربية المحتلة، شمل تنفيذ عدة عمليات عسكرية في جنين ونابلس من جهة، وتصاعد وتيرة عمليات هدم المنازل والمنشآت وتوسيع الاستيطان، من جهة ثانية، ناهيك عن حملات الدهم والاعتقال اليومية.
ومنذ تشكيل حكومة نتنياهو، كان واضحاً بما لا يدع مجالاً للشكّ أنّ أولوياتها توسيع الاستيطان في الضفة والقدس المحتلتين، وهذا يأتي على حساب أراضي وممتلكات الفلسطينيين.
ومنذ بداية العام وحتى اليوم، نفذّت قوات الاحتلال عشرات عمليات الهدم في الضفة والقدس، كان آخرها قيام آليات الاحتلال الإسرائيلي بتدمير مسكنين في قرية الجفتلك شمال مدينة أريحا، بعد 4 أشهر من تسلم أصحابها بلاغات بالهدم.
ويعود المسكنان –وفقاً لمصادر محلية- للمواطنين: احمد ابو فلاح وهو اسير في سجون الاحتلال، وأبو سعود الكعابنة، فيما لم يكن هذا الاستهداف الأول للجفتلك عبر عمليات الهدم.
ففي شهر ديسمبر الماضي، هدمت قوات الاحتلال، أربعة منازل مأهولة في قرية الجفتلك شمال مدينة أريحا، تتراوح مساحة كل منها ما بين 120-150 مترا.
وتقدر مساحة الجفتلك بـ1242 دونماً، وهي من أكبر القرى الفلسطينية في الأغوار، بينما يبلغ عدد سكانها حوالي 4 آلاف نسمة، و هي منطقة مصنفة "ج"، بمعنى أنها خاضعة لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية، بموجب اتفاقية أوسلو.
وقبل أيام، وفي إطار محاولات المستوطنين وضع يدهم على المزيد من الأراضي، أقدم عدد منهم على حراثة أراضٍ تبلغ مساحتها نحو 100 دونم، بالقرب من مقبرة الجفتلك ، بهدف زراعتها والاستيلاء عليها، رغم أن هذه الأراضي حكومية.
وقال مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد "أريج" سهيل خليلية لـ"نبأ" إن منطقة الجفتلك والفارسية وتجمع المالح، كلها مناطق مستهدفة اسرائيلياً، وبات المستوطنون يستعينون بجيش الاحتلال ليس فقط للاستيلاء على المناطق هناك، إنما لممارسة كل أنواع العنف والعدوان على المزارعين .
وكشف عن أن الاحتلال يخطط في تلك المناطق لتفعيل الاستيطان بشكلٍ غير مسبوق، وسيعمل على ربط بؤر استيطانية، وبالتالي سيكون لذلك آثار كبيرة، كما يحدث تماماً في مسافر يطا جنوب الخليل.
وتعتزم حكومة نتنياهو، فرض مزيد من القيود على الفلسطينيين، وسنّ تشريعات من شأنها ضمّ أراضي الضفة الغربية وتشريع بؤر استيطانية والتضييق على الأسرى، وهي إجراءات من شأنها أن تقود الأمور لتصعيد أكبر.
من جهته، قال محافظ أريحا والأغوار جهاد أبوالعسل، إن الهجمة على الجفتلك منظمة من قبل الاحتلال، مشيراً إلى أن 54 منزلاً هدمتها جرافات الاحتلال خلال العام الماضي، إلى جانب تهجير المواطنين من منازلهم لإجراء مناورات وتدريبات عسكرية لجيش الاحتلال.
وأضاف أن الاحتلال "واهم" إذا اعتقد انّه بهدمه لمنازل المواطنين وتهجيرهم من أراضيهم، سيضعف من عزيمتهم، بل على العكس، سيزيد ذلك من تمسكهم بأرضهم وثباتهم فيها، واصفاً حكومة الاحتلال الجديد بأنها حكومة إرهابية.
وقال إن الاحتلال يصعد من حربه على المناطق المصنفة "ج" بغرض تهجير المواطنين منها، مشدداً على انه من الضروري التعامل فلسطينياً مع تلك المناطق بعيداً عن التصنيفات التي يريدها الاحتلال، داعياً لتفويت الفرصة على المستوطنين والاحتلال لفرض أمر واقع عبر تلك التقسيمات .
وتوجد 13 مستوطنة و4 بؤر استيطانية (غير حاصلة على ترخيص من الحكومة الإسرائيلية) و8 معسكرات لجيش الاحتلال في الأغوار الشمالية وحدها، بينما تبلغ مساحة الأغوار الفلسطينية، نحو 1.6 مليون دونم ويقطن فيها قرابة 13 ألف مستوطن إسرائيلي في 38 مستوطنة، في حين يسكن حوالي 65 ألف فلسطيني في 34 تجمعا.
وبدأ الاستيطان في الأغوار الشمالية منذ احتلالها عام 1967؛ بسبب قربها من الحدود الأردنية، ولخصوبة أراضيها، ووفرة مياهها، وقربها من مدينة بيسان المحتلة عام 1948؛ وأقيمت أولى المستوطنات عام 1968، وهي مستوطنة "ميخولا" الزراعية.