نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

عرين الأسود باقية تقاوم الاقتلاع والاحتواء

عزات جمال

عامُ مضى على انطلاق مجموعات عرين الأسود، التشكيل الفلسطيني المقاوم الذي أسسه ثلة من الشباب الصادق المحب لوطنه وشعبه من مختلف الفصائل، لقد انطلق العرين من حارة الياسمينة في نابلس جبل النار، وما لبث حتى دخل سريعاً حبه كل بيت فلسطيني، فشاهدنا الجماهير تنزل للشوارع والميادين استجابةً لدعواته، فقد عُقد عليه الأمل بإعادة إحياء روح الثورة بعد سنين عجاف تعرضت فيها المقاومة للملاحقة والاستهداف في الضفة الغربية المحتلة.

وكذا مر عام على رحيل مؤسس العرين الشهيد القائد محمد العزيزي أبو صالح ورفيقه الشهيد المشتبك عبود صبح والشهيد المشتبك محمد حرز الله، رحمهم الله جميعاً وأسكنهم الفردوس الأعلى، لقد خرجت نابلس في ذكراهم لتعلن المضي على ذات الطريق التي سار عليها الشهداء وتؤكد على أن أمانة العزيزي وصبح والنابلسي ووديع ومصعب اشتية، ما زالت في أيدٍ أمينة يتمسك بها الرجال السائرون على دربهم.

لقد أكد العرين بما لا يدع مجال للشك بأنه باقٍ يقود الاشتباك مع العدو ومستوطنيه في نابلس جبل النار ومعقل الثوار، وبأنه عصي على الاقتلاع على الرغم من كل محاولات القضاء عليه، والتي ارتقت فيها ثلة مباركة من مؤسسيه وخيرة جنوده الميامين، فهو باقٍ رغم سيل الاغراءات والملاحقات والاعتقالات التي نفذتها أجهزة أمن السلطة وما زالت تنفذها، في سعيها المحموم لتفكيك العرين من خلال استمالة شبابه رغبةً ورهبة، وإطلاق الشائعات المغرضة التي تستهدف أبطاله ومجاهديه.

هذه الهجمات والملاحقة وحملات التشويه والاغتيال المعنوي، دفعت العرين لتغيير آلية عمله وتكتيكاته القتالية، فقد أعلن في بيانه أمس بأنه انتقل للعمل بصمت منذ شهور تاركاً المجال للبنادق أن تتكلم، تفادياً للملاحقة والاستهداف الشديدين ولارباك أجهزة أمن الاحتلال، ولإبقاء جذوة الاشتباك متقدة في عموم الضفة الغربية المحتلة، ليكتوي بنارها المستوطنون المعتدون.

لقد أكد العرين في بيانه على أهمية الوحدة الوطنية الميدانية لمواجهة الاحتلال ومستوطنيه، كما أكد على فخره بشعبنا الفلسطيني الذي يحتضن العرين والمقاومة كما فعلت عائلة العزيزي الكريمة وعوائل شعبنا التي تساند الثورة المتصاعدة وتدعم المقاومين، وهو السبيل الوحيد لمواجهة كل ما يحاك للمقاومة من مؤامرات غير مسبوقة تهدف لاقتلاعها والقضاء عليها.

هذا السعي المستمر الذي يظهره العرين للبقاء والاستمرار في المقاومة هو ديدن شعبنا الفلسطيني المقاوم، الذي يتعرض اليوم لأبشع هجمة عدوانية من حكومة المستوطنين الفاشية التي تعمل على تقسيم المسجد الأقصى المبارك مكانياً وزمانياً، كما أنها تسعى في نفس الوقت لحسم الصراع والسيطرة على ما تبقى من الضفة الغربية، عبر إطلاق أوسع حملة استيطانية لمصادرة الأراضي والاعتداء على السكان المدنيين كما حصل في حوارة وترمسعيا وغيرها من القرى التي حرقها المستوطنون.

إن إسناد شعبنا للمقاومة الفلسطينية وعرين الأسود نابع من مسؤولية وطنية، وهذا ما يفسر حالة الاحتفاء التي تتبع كل بيان أو تصريح للعرين المقاتل وكذا لكل التشكيلات والكتائب المقاومة في عموم الوطن الفلسطيني، دامت المقاومة جدوى مستمرة، ودام العرين حاملاً لواء الاشتباك والثورة، وكتب الله النصر والتمكين لشعب فلسطين.

وكالة الصحافة الوطنية