نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

حرب شاملة على غزة أم لـ"إسرائيل" حسابات أخرى؟ 

 

نابلس - نبــأ: بعد موجة العمليات الأخيرة في الضفة، وغيرها عشرات الخلايا التي تم إحباطها قبل أن تتمكن من تحقيق أهدافها، والتي يحمل الاحتلال المسؤولية المباشرة عنها لحماس في غزة وقيادتها في الخارج، هل سيكون هناك تجاوب مع الأصوات الداخلية التي تطالب "الحكومة الاسرائيلية" بشن حرب على غزة واغتيال قياداتها؟

للإجابة عن هذه التساؤلات واستطلاع المستجدات في هذا المشهد أجرينا في "نبأ" حوارًا خاصًا مع المحلل السياسي سليمان بشارات الذي يعتقد أن لـ"سرائيل" حسابات دقيقة وتطلعات إقليمية.

يرى بشارات أن الحسابات "الإسرائيلية" الميدانية في الوقت الحالي ستكون دقيقة جدا لعدة أسباب، الأول أن "إسرائيل" لا تريد فتح مجال لارتفاع وتيرة المواجهة سواء بالضفة الغربية أو في قطاع غزة أو بأي مكان اخر. 

 و يعزو بشارت ذلك إلى أن ارتفاع وتيرة المواجهة سيشكل عبء كبير على الاحتلال "الاسرائيلي" في الوقت الذي ليس بحاجة له الآن أو غير مستعد له.

و يقول بشارات أنه حسب القراءات السابقة دائما عندما يكون هناك حالة من التوتر في الميدان يتصاعد العمل المقاوم أكثر، ومن الملاحظ أن "اسرائيل" تحاول بشكل كبير عدم فرض الإغلاقات حتى بعد العمليات.

 و بذلك يحاول الاحتلال أن يعالج الخلل بشكل موضعي، بمعنى أن يفرض الاغلاق على أماكن محددة مثلا على مدينة معينة أو على قرية معينة وحتى يبقي على نوع من التنفس فيها، حتى لا تتصاعد أعمال المقاومة. 

من جانب آخر، أشار بشارات، إلى أن الرسائل التي تبثها فصائل المقاومة، تداعياتها كبيرة جدا على المستوى الإقليمي وهي بحد ذاتها رسائل من الممكن أن تدفع الاحتلال "الاسرائيلي" للتراجع عن الذهاب لأي خطوة. 

 و دلل بشارات على ذلك من خلال العناوين "الإسرائيلية" التي تداولها الإعلام العبري اليوم بالتحديد والتي كانت تتحدث عن أن حماس تحاول أن تجر "إسرائيل" لمواجهة مفتوحة، وبالتالي وكأن "اسرائيل" تقول للمجتمع الداخلي "نحن غير معنيين بالذهاب لهذا الاتجاه".

و في السياق نفسه لفت بشارات إلى أن الامتداد الجغرافي أو الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط أهم بالنسبة لـ"إسرائيل" من الدخول في أي مواجهة، ذلك لأن ارتفاع وتيرة المواجهة الميدانية فلسطينيا من الممكن أن يؤثر على أي جهود أو خطوات خارجية خاصة أن هناك بعض الترتيبات السياسية في المنطقة وبالتحديد في الملف السعودي "الاسرائيلي". 

و ذكر أن خيارات "إسرائيل" بشكل أساسي التركيز على الضفة الغربية بالتحديد لإنهاء أي بؤرة مواجهة أو أي محاولة تكوين جسم موجه بشكل متكامل لها، حتى أنها تكثف عمليات الاعتقال التي جرت في الأيام الأخيرة وتحاول بشكل أساس أن تفهم طبيعة أو خارطة العمل هل هو فعلا عمل تنظيمي له امتدادات تنظيمية أم أنه عمل فردي.

مشيراً إلى أن بعض التنظيمات تحاول أن توفر نوع من الاستثمار له، إلا أن الاحتلال الاسرائيلي حتى اللحظة يدرك أن كل العمليات تجري بشكل فردي أو ربما ببعض الإمدادات الخفيفة تنظيميًا لكن ليس بالمعنى التنظيمي الكامل.

و لهذا السبب تحاول "اسرائيل" أن تنهي أي محاولة، وهذا دليل على أنها تستخدم عمليات القتل المباشرة لأي مطلوبين او أي مطاردين وتحاول أن تنفذ كم من الاعتقالات بحيث تشكل ضربات استباقية لأي احتمالية مستقبلية حسب بشارات. 

 

 

وكالة الصحافة الوطنية