نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

هل يقدم الاحتلال على شن حرب على غزة؟ .. مراسل "عسكري إسرائيلي" يجيب

كتب "شاي ليفي" المراسل العسكري الإسرائيلي، أنه بعد تصريحات رئيس حكومة العدو “بنيامين نتنياهو” ووزير جيشه “يؤآف غالانت” في أعقاب عملية الخليل، بأن جيش العدو سيهاجم المنفذين من حماس والجهاد الإسلامي ومن يرسلهم، وفي حال تم اغتيال شخصيات بارزة ستصل المنطقة إلى إحدى أبرز جولات التصعيد.

هناك إدراك متزايد في الكيان لضرورة اتخاذ خطوة عسكرية ضد غزة، لأن المنظمات هناك تعمل على إشعال الوضع في الضفة الغربية، ولكن هناك تخوف من عواقب مثل هذه الخطوة في ضوء الأزمة السياسية، والاعتقاد بأنها سَتُدخِل أكبر منظمتين في قطاع غزة إلى جولة قتال بجميع مخزونهما الصاروخي.

منذ فترة طويلة، يعتبر “الشاباك” وجيش العدو أن حماس هي المسؤولة عن الزيادة الكبيرة في موجة الهجمات في الضفة الغربية، حيث في السنوات الأخيرة، تم إحباط العشرات من الخلايا المسلحة التي تم تفعيلها وتوجيهها بشكل مباشر من قبل نشطاء حماس من غزة.

العديد من البنى التحتية والأسلحة التي استولى عليها جيش العدو وصلت أو تم شراؤها من قبل النشطاء في الأراضي الفلسطينية بمساعدة حماس، ويجب أن نضيف إلى كل هذا أيضًا التحريض وتأجيج النيران من قطاع غزة، فحماس هي المحرك أو المولد الرئيسي لـ”الإرهاب” في قطاع غزة، وهي ليست وحدها.

أيضًا، حركة الجهاد الإسلامي، بتشجيع ومساعدة مباشرة وغير مباشرة من إيران، تساعد على العمليات ضد الكيان، حيث تنقل إيران من خلال هذا التنظيم الأموال والأسلحة والتعليمات لإشعال المنطقة، ولدى جيش العدو أدلة كثيرة على تورط تلك المنظمات من غزة.

ورغم ذلك امتنعت “إسرائيل” عن التحرك ضدهم بشكل مباشر، والتخوف واضح، فالعملية “الإسرائيلية” من المرجح أن تؤدي إلى تصعيد الأحداث الأمنية، مع التركيز على إطلاق الصواريخ والقذائف المضادة للدروع، ومن يحرضون على العنف ويدعمونه في غزة يتمتعون بالحصانة من أي عمل “إسرائيلي” ضدهم حتى اليوم.

والآن يبدو أن هذا سوف يتغير، على الأقل، بحسب التلميحات التي تخرج من الكيان كما هي مفهومة في غزة، بعد انعقاد المجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر ” الكابينت” ​​هذا الأسبوع، وبحسب ما نشرته صحيفة “العربي الجديد” فإن كبار المسؤولين في غزة وحتى في لبنان اتخذوا “إجراءات أمنية غير مسبوقة، خوفاً من اغتيالهم من قبل الكيان، وكتبوا أيضًا، أن كبار المسؤولين في التنظيمات بغزة يأخذون التهديدات على محمل الجد، لكنهم في الوقت نفسه يحذرون من أن “أي اعتداء أو اغتيال من جانب إسرائيل سيتم الرد عليه بحزم مهما كان الثمن”.

في “إسرائيل” هناك أطراف كثيرة تطالب بعودة سياسة الاغتيالات، والذين يطالبون بذلك يريدون اغتيال كبار المسؤولين في غزة، بمن فيهم زعيم حماس يحيى السنوار، والقائد السياسي إسماعيل هنية، وحتى محمد الضيف الذي لم تتمكن “إسرائيل” من اغتياله منذ التسعينيات رغم المحاولات العديدة.

لكن في “الجيش” يقدرون بأن مثل هذه الخطوة الافتتاحية، سواء كانت عملية اغتيال من الجو أو نشاط استخباراتي، ستجر المنطقة إلى واحدة من أصعب فترات التصعيد هنا على الإطلاق، إن استهداف كبار مسؤولي حماس، وخاصة هؤلاء، سيؤدي إلى أيام عديدة من إطلاق الصواريخ وحتى إلى ما هو أبعد من ذلك، ومن المحتمل أيضًا أن يحاولوا استخدام القدرات التي طوروها في السنوات الأخيرة والتي ربما تمكنوا من إخفائها عن “إسرائيل”.

بالمنظومة الأمنية في الكيان، يدركون أن عملية عسكرية جديدة ضد قطاع غزة ستكون ناجحة إلى حد كبير لو كانت الضربة الافتتاحية ناجحة، وأن بقية العملية لن تختلف عن كل العمليات السابقة، تبادل الضربات الصاروخية من جانب وهجمات “إسرائيلية” من جانب آخر، هذا في حال قرروا القيام بعملية، وعلى افتراض أنهم لن يقوموا بخطوة برية، لكن من المرجح أن تمتد مثل هذه العملية من غزة إلى مناطق الضفة وربما إلى لبنان أيضا، حيث سيكون الثمن هناك أكبر بكثير.

مثل أي عملية عسكرية، من الواضح أنهم يعرفون كيف ستبدأ ولكن لا يعرفون كيف ستنتهي، وتتطلب هذه الخطوة الاستباقية تحضيرات جيدة سياسيا لآلية انتهاء العملية ومواصلة عملية سياسية، وفي ضوء الوضع الذي يعيشه الكيان داخلياً ودولياً، ليس من المؤكد على الإطلاق أن هناك من يرغب في دفع الثمن.

وعلى الرغم من التكلفة الباهظة الا أنهم في المنظومة الأمنية يقدرون أن عملية عسكرية بهذا الحجم يمكن أن تحقق الهدوء على المدى الطويل، وانه يجب على المستوى السياسي في الكيان أن يستغلها لمواصلة النشاطات السياسية، الأمر الذي سيطيل فترة الهدوء.

ويزعم مسؤولون في جيش العدو، أنهم قدموا في الأشهر الأخيرة إلى المستوى السياسي عدة خطط لعمليات عسكرية مختلفة، ووفقا لهم، فقد تم رفضها جميعا في هذه المرحلة من قبل رئيس حكومة العدو ووزير جيشه، فقط في هذه الأشياء يوجد هروب معين من المسؤولية.

وذلك، لأن مهمة قادة جيش العدو هي العثور على الخطة التي تلبي الاحتياجات العملياتية و ويتقبلها المستوى السياسي في الكيان، ويدعم جيش العدو، في موقفه الرسمي أمام المستوى السياسي، حالياً إلى الفصل بين القطاعات في محاولة لتحقيق الهدوء، الهدوء الذي يبدو أنهم أصبحوا “مدمنين عليه بعض الشيء” وربما بدأوا يتعافون من الإدمان عليه.

وكالة الصحافة الوطنية