رنيم علوي_ نبأ_ رام الله
أثار فيلم "فرحة" الأردني موجة كبيرة من الغضب لدى الاحتلال الإسرائيلي، والذي تحدث عن فتاة فلسطينية تبلغ الـ 14 ربيعاً، تكون شاهدة على اقتحام العصابات الصهيونية الإرهابية لقريتها وإعدام مدنيين إبان نكبة عام 1948.
وعرض مسرح السّرايا العربي في مدينة يافا القديمة وسط حضور واسع، الأربعاء المنصرم، فيلم "فرحة" لدارين سلّام، على الرّغم من حملة التحريض والتشويه التي قام بها متطرّفون سعوا إلى منع عرض الفيلم في المسرح، وكذلك على الرغم من قيام وزيرين في الحكومة الإسرائيلية بالتهديد بوقف التّمويل عن المسرح .
تدخل إسرائيلي
وزير المالية لدى الاحلال، أفيغدور ليبرمان، شن هجوماً على الفيلم، وقال في تغريدة على تويتر، إنه "من الجنون أن يبث فيلم هدفه خلق ذريعة كاذبة والتحريض على كراهية الجنود الإسرائيليين".
وأضاف الوزير المنتهية ولايته: "لن نسمح بتشويه سمعة جنود الجيش الإسرائيلي"، مكملاً: "وجهت القيادة المهنية في وزارة المالية لاتخاذ إجراءات لسحب الميزانية عن مسرح السرايا في يافا الذي اختار عرض الفيلم الأردني "فرحة".
واعتبر وزير الثقافة الإسرائيلي، حيلي تروبر، أن "تقديم مسرح إسرائيلي منصة لهذه الأكاذيب والتشهير هو وصمة عار، داعيا إدارة المسرح إلى العدول عن قرارها في عرض الفيلم.
ومن الجدير ذكره أن الفليم مستوحى من أحداث حقيقية لفتاة تحلم بالانتقال من قريتها الفلسطينية إلى المدينة لمواصلة تعليمها، لكنّ تعرض القرية للاجتياح يدفع الأب إلى إخفائها في غرفة صغيرة، وعلى مدى أيام يتغير مسار حياتها.
وعرض الفيلم في مهرجان "تورونتو" السينمائي الدولي العام الماضي، واختاره الأردن لتمثيله في المنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، في الدورة المقبلة للجائزة الأشهر عالميا في مجال السينما.
فيلم فرحة ... ودوره في فضح جرائم الاحتلال
الكاتب وليد الهودلي في حديثه لِـوكالة "نبأ" قال : إن فيلم فرحة، الذي فَضح جرائم "إسرائيل" خلال نكبة 48، شكّل رواية حيّة أبكت الجميع، مما وصل في نهاية المطاف إلى أزمة مع نتفليكس واتهام بمعاداة السامية، بعد عرضه في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي 2021، والذي اصبح الفيلم متاحاً للبث على نتفليكس اعتباراً من أول أمس الخميس.
وأردف الهودلي، أن قصة معاداة الساميّة لهذا الفيلم، يأتي في السياق الاتهام المستمر من قِبل الاحتلال لكل من يقف ضدهم، في منظورٍ خاص لهم أن الفلسطيني يعادي المنظور السامي وليس من حقه فعل ذلك.
ووصف اتهام الفلسطيني بمعادة السامية أنه "باطل"؛ وذلك لأنه من العنصرية أن يصنف البشر على أساس الجنس، ويعتبر أن كل من يعارض الاحتلال ف هو معادي للسامية، مشيراً أنهم بأفعالهم العنصرية هذه يضربون عمق الحضارة الإنسانية بكل أبعادها.
واسترسل القول، أن ضرب عمق الحضارة الإنسانية يبدأ من خلال محاولة إقامة دولة شرسة على أرض فلسطين والتي بدأت بالتطهير العرقي لسكان الأرض الأصليين، ثم سكنوا بيوتهم، وغيروا القرى والمدن، وصولاً إلى إقامة دولة على أنقاض المنازل والجثث الفلسطينية.
وتابع ضيف "نبأ"، أن الاحتلال ما زال يلاحق الفلسطيني في المهاجر والشتات، ولبنان تشهد على العدوان ، كالاجتياحات بحق المخيمات ، بالإضافة إلى ضرب المخيمات الفلسطينية التي تعتبر أصلاً في تشكيل اللجوء للفلسطينيين.
ويرى أن الاحتلال رغم كل ما يقوم به، يأتي ويتهم الفلسطيني بأنه معاد للسامية، بالإضافة إلى كل من يحاول كشف جرائمهم، كَ فيلم "فرحة"، وأشار إلى أن هذا نوعا من توراث أحقاد الحثالة البشرية؛ لتمارس عنصريتها بطريقة قاسية، ثم يظهرون بحملة إعلامية أنهم الضحيّة.
بيانٌ رسمي
وفي ذات السياق، جاء في بيان نشر على الصفحة الرسمية لفيلم "فرحة" على "إنستغرام"، أنه "خلال الـ48 ساعة الماضية، تعرض فيلم فرحة لهجوم عنيف من قبل مسؤولي الحكومة الإسرائيلية ووسائل الإعلام الإسرائيلية وكذلك من قبل أفراد إسرائيليين على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات".
ودانت المخرجة "كل الاتهامات لتشويه سمعة فرحة، والحملة المنظمة ضده على موقع IMDb لخفض تقييمه بشكل كبير، ومحاولات وقف عرض الفيلم في مسرح سرايا يافا، والتهديدات بإلغاء اشتراكات منصة نتفليكس في حالة بدء عرض الفيلم عليها".
ومن الجدير ذكره، أنه في عام 1948، شُرّد وطرد أكثر من 760 ألف فلسطيني خلال الحرب التي اندلعت أثناء قيام "دولة إسرائيل"، وترفض الدولة الوهمية اليوم الاعتراف بحق اللاجئين في العودة بعد ارتفاع أعدادهم إلى ملايين منتشرين في دول العالم