نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

 (بينيت – لابيد) .. 

حكومة الضرورة والمصالح المتناقضة وهذا أول لغم في طريقها

بينيت لابيد

القدس – أنس عدنان – نبأ:

قبيل ساعاتٍ من التصويت في الكنيست على منح حكومة الاحتلال الجديدة برئاسة رئيس حزب "يمينا" نفتالي بينيت، وتناوب رئيس حزب "ييش عتيد"، يائير لبيد، تبرز عقبات وألغام تعترض طريق هذه الحكومة.

في هذا السياق، قال فؤاد اللحام المختص في الشأن الإسرائيلي لـ"نبأ"، إنه يستبعد حدوث مفاجآت دراماتيكية خلال التصويت على منح حكومة بينيت – لابيد الثقة في الكنيست عصر اليوم الأحد، رغم وجود بعض الأصوات المترددة في منح الثقة لهذه الحكومة.

وهدد عضو الكنيست سعيد الخرومي، من القائمة الموحدة الشريكة في الائتلاف الجديد، بالتصويت ضد تنصيب الحكومة، احتجاجا على الاتفاق حول النقب، ومطالبا بتجميد كافة عمليات هدم البيوت في القرى المسلوبة الاعتراف فورا.

والحكومة الجديدة مدعومة من 8 أحزاب، ممثلة في الكنيست بـ61 عضوا، لذا فإن أي عضو كنيست من هذه الأحزاب يعارض تنصيبها سيمنع تشكلها.

 وفي حال لم يصوت الخرومي ضد تنصيب الحكومة، وإنما يمتنع أو يتغيب عن الهيئة العامة للكنيست، فإنه ستكون هناك أغلبية لتشكل الحكومة الجديدة.

وقال اللحام إن الحكومة الجديدة ستجتاز امتحان الثقة الأول وتؤدي اليمين القانونية، لأن كل مكونات هذه الحكومة لا يوجد امامها خيار آخر سوى أن تمرّ هذه الحكومة، لأن الخيار الآخر معناه نتنياهو!.

ووصف هذه الحكومة بأنها حكومة الضرورة والمصالح المتناقضة، بمعنى أنّ ضرورة التخلص من نتنياهو هي التي جمعت كل هذه المتناقضات والاضطهاد في حكومة واحدة، وفي حال تم التخلص من نتنياهو ستجد الحكومة نفسها أمام صعوبات جمّة في أي قرار قد تتخذه.

وقال المختص إن أول الألغام التي تركها نتنياهو لحكومة بينيت – لبيد هي "مسيرة الأعلام" التي تم إقرارها يوم الثلاثاء المقبل.

ويوضح اللحام أن بينيت نفسه صبيحة الثلاثاء مضطراً لاتخاذ قرار بشأن المسيرة، فإن سمح لها فهو يغامر بتصعيد الأمور والأوضاع الامنية، إضافة لإمكانية حدوث خلافات مع شركائه في الائتلاف الحكومي، أو أن يصطدم مع الجماهير اليمنية إذا منع المسيرة.

ويقول إنه يمكن القياس على هذه القضية مستقبل هذه الحكومة، خاصة ما يتعلق بإقرار الموازنة العامة.

وبين أنّ هذه الحكومة أكثر حكومة إسرائيلية تحمل عوامل فنائها بداخلها، إذ ستصطدم بتقاطع وتعارض مصالح الأحزاب.

وبحسب اللحام فإن مصير الحكومة مرهونٌ أيضاً بما سيحدث في حزب الليكود، فإذا تم انتخاب نتنياهو رئيساً للحزب مرة جديدة، فسيكون هذا "رادع موضوعي"، سيتشكل أمام مكونات الحكومة يمنعهم من إسقاط الحكومة خشية عودة نتنياهو .

وذكر أن استمرارية نتنياهو التي امتدت لأكثر من 12 عاماً انتهت في هذه المرحلة، لكنه سبق وأن توجه إلى المعارضة وعاد إلى سدّة الحكم في جولات انتخابية أخرى.

ويشير المختص إلى أن الأمر منوط بالتطورات الداخلية التي قد تنشأ داخل حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، بمعنى أنّه اذا تم انتخاب نتنياهو لرئاسة الحزب مجدداً في الانتخابات الداخلية، فإنه لا يوجد ما يمنعه من العودة الى رئاسة أي حكومة مقبلة بشرط أن لا يصدر أي حكم قضائي ضده.

وفيما يتعلق بتعامل الحكومة الجديدة مع ملف قطاع غزة، قال اللحام إنّ هذه الحكومة لن تختلف عن أي حكومة سابقة في التعامل مع غزة؛ لأنّ خياراتها محدودة.

وقال إن أي حكومة إسرائيلية مهما كانت موغلة في اليمين، فإن خياراتها أمام ملف قطاع غزة محدودة، ولن تتعدى تنفيذ عملية عسكرية محدودة، نظراً لأن معادلة قطاع غزة اكبر من نفتالي بينيت والأحزاب الإسرائيلية.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال يطرح خيارات للتعامل مع غزة، ويرى أنه يمكن تغيير الواقع في غزة من خلال آليتين الأولى عبر الضغط على حماس من الدول التي تدعمها، لتغير منهجها من خلال ابتزاز الحركة في ملف إعمار غزة، والآلية الثانية الصعبة هي اجتياح تام لغزة عبر تدمير مقدرات المقاومة، لكنه خيار مستبعد نظراً لوجود إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وأمور أخرى.

وكالة الصحافة الوطنية