بيت لحم – خاصّ نبأ:
ظنّت عائلة "مناع" في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، أنّ اقتحام جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لمنزلها فجر الإثنين، بعد تفجير أبوابه، واعتقال أحد أبنائها قد انتهى بانسحاب الجنود من المنزل، لكنّ ما حدث خلال عملية الانسحاب قلب حياتها رأسها على عقب.
فخلال انسحاب جيش الاحتلال من المخيم الذي اقتحمه بأعدادٍ كبيرة، لتنفيذ عملية اعتقال لعدد من الشبان، دارت مواجهات عنيفة مع الشبان، واستهدف القناصة المنتشرين على أسطح البنايات السكنية، الشبانَ بالرصاص الحيّ، ما أدّى لاستشهاد الشاب عمر مناع، وإصابة 6 آخرين، أحدهم بجروح خطيرة.
فور انتشار الأنباء عن استشهاد الشابة عمر مناع، وإصابة آخرين، ونقلهم الى مستشفى بيت جالا الحكومي، سارع المئات من الأهالي للمستشفى، وكان من بينهم والدة وذوو الشهيد .
على مدخل المستشفى حاول المتواجدون، تهدئة روع الأم المكلومة، لكنّها وأمام الخبر المفجع، شقت طريقها من بين الأهالي نحو قسم الطوارئ حيث يُسجى جثمان نجلها، الذي احتضنته، وأخذت تحمد الله على اختياره شهيداً.
ومع ساعات الظهيرة، شارك الآلاف من أهالي محافظة بيت لحم، في تشييع مهيب لجثمان الشهيد عمر مناع، حيث زفته والدته وشاركت في حمل جثمانه على الأكتاف، مع عناصر ملثمين من الجبهة الشعبية لتحرير لفلسطين التي ينتمي إليها الشهيد عمر.
تروي والدة الشهيد عمر مناع، ما حدث وتقول إن نجلها أيقظها من النوم، وأخبرها ان جيش الاحتلال يقتحم المنزل، مضيفةً أنّه احتضنها وطلب منها أن لا تخاف.
وتابعت أن الجنود اعتقلوا نجلها يزن، ودمروا محتويات المنزل قبل انسحابهم منه، ولاحقاً خرج "عمر" من المنزل، لكنّ القوة التي اعتقلت شقيقه وآخرين كانت لا تزال في المخيم.
وقالت والدة الشهيد، إنه مع مع انطلاق آذان الفجر، سمعنا صوت اطلاق النار على مدخل المخيم، ليتبين فيما بعد أنه استشهد، فيما أصيب آخرون معه خلال المواجهات.
وأضافت الأمّ: "الحمد لله .. طلبها ونالها، فقد كان أسيراً سابقاً وجريحاً ثم قضى اليوم شهيداً".
وقال شهود عيان لـ"نبأ" إنّ 6 شبان أصيبوا خلال المواجهات التي رافقت انسحاب قوات الاحتلال من مخيم الدهيشة، أحدهم جروحه وصفت بالخطيرة، ونقلوا جميعاً لمسشفيات المحافظة لتلقي العلاج .
وذكرت مصادر محلية أنّ قوات الاحتلال اعتقلت من المخيم يزن مناع وهو شقيق الشهيد عمر، والشقيقين عدي ومعاذ أبو نصار، وشهاب حسن مزهر.
وعمّ الإضراب الشامل اليوم محافظة بيت لحم، استجابةً لدعوة لجنة التنسيق الفصائلي.
وبحسب إحصائيات رسمية، يرتفع عدد الشهداء منذ بداية العام الجاري بارتقاء الشاب مناع إلى 212 شهيدا، بينهم 160 في الضفة و52 في قطاع غزة.