( الشعب )

ربما كانت أكثر مُفردة لغوية تتردد على ألسنة الحكام والسياسيين ورؤساء الأحزاب والإعلاميين ..

في عالمنا العربي كله !

فمن أجل الشعب .. وفي سبيل الشعب .. ومن حق الشعب .. ولخدمة الشعب .. وباسم الشعب ..

والشعب يستحق كذا وكذا ..الخ !

لا .. بل ــ أحيانا ــ يسمون قصورهم التي لا يعرف الشعب طريقه إليها دعك من أن يصلها فضلا على أن يدخلها ..

يسمونها " قصور الشعب " !

وهذا مجلس الشعب .. وهذه شرطة الشعب ..

وحتى المحكمة التي تُطَوِّح أحكامها برموز الشعب الحقيقيين كانوا يسمونها " محكمة الشعب "

والتهمة التي ربما أودت برأس مَن تُوَجَّهُ إليه كانت " عدو الشعب " !

والمحصلة النهائية أن الشعب لا يرى شيئا من كل تلك الوعود !

فكله كذب في كذب !

ويبقى الشعب يعاني الفقر والأوجاع وحرمان الحقوق والظلم والاضطهاد .. بل وباسمه كانوا يجلبون الهزائم إليه !

ويسمونها انتصارات الشعب !

كلام مكرر وممجوج وتافه لا قيمة له ، ولم يَعُدْ ينطلي على أحد !

الشعوب لا تنهض بالشعارات ، ولا الشعارات تحل مشكلاتها .. وإنما هو الصدق وحسن التظيم والتخطيط والإدارة ..

إنما هو تقديم أهل الكفاءات والتخصص على المحاسيب وأهل الثقة ..

إنما هو نكران الذات والفناء في خدمة الناس وليس الإثراء الحرام على حسابهم .. وإثبات الذات من خلال معاناتهم وعذابهم !

إنما هـو قـول الله تعـالى : " فإذا عَـزَمَ الأمـرُ فَلَوْ صَـدَقُوا اللهَ

لكانَ خيراً لَهُمْ "

والسلام عليكم ..