حيفا-نبأ-رنيم علوي:

على مر السنين يحاول الاحتلال "الإسرائيلي" عزل الأسرى الفلسطينيين داخل أقبية التحقيق وزنازين المعتقلات عن محيطهم الخارجي، في سبيل عدم إيجاد أي تواصل بينهم وبين ذويهم إلا من خلال قنوات هو يوفرها ويتحكم بها.

عزلة أكثر من 4600 أسير وأسيرة يقبعون خلف القضبان كسرتها، مجموعة "نشطاء من أجل أسيرات الدامون" بما امتلكوا من وسائل تخترق جدران الاحتلال لتصل إلى الأسيرات، وتعود لهن برجع الصدى عبر محامياتهن، بأن الرسالة قد وصلت.

ولدت الفكرة، بحسب مسؤولة المجموعة سهير بدارنة، في عام 2021 بعد إطلاق سراح الأسيرة المحررة نسرين حسن، التي قالت خلال حديثها "إن الأسيرات منسيات ومن المهم أن يتم السؤال عنهن ومعرفة أحوالهن"، ومن هنا انطلقت فكرة مجموعة "نشطاء من أجل أسيرات الدامون".

 واختيار سجن "الدامون" تحديداً كونه يقع شمال فلسطين في أحراش الكرمل بحيفا؛ التي يقطنها غالبية نشطاء المجموعة ما يتيح لهنّ سهولة إقامة الفعاليات قرب أسوار السجن.

وتضيف بدارنة لوكالة "نبأ": "من الواجب ألا نجعل أسرانا في عداد المنسيين، وركزنا في حملتنا على الأسيرات نظراً لوضعهن الخاص، بحسب ما يصلنا من محاميات وأهالي الأسيرات أنهن يعانين من أوضاع صعبة".

وأقامت المجموعة المكونة من قرابة 100 عضو، احتفالاً بذكرى ميلاد الأسيرات في السجن، عبر مكبرات الصوت التي صدحت بأسمائهن من خلف أسوار الدامون.

وعبّرت بدارنة عن فرحها حيال هذه الحملة والتي تعتبر الأولى من نوعها: " الهدف من الحملة إيصال رسالة لكل الأسيرات أننا معكم ونقدّر صمودكم وأنكن لستن وحيدات، وأنه حتى في عيد ملادكن سنحضر الفرح لكنّ من خارج السجن".

وتابعت: " نحن كمجموعة نشطاء تصلنا رسائل من محاميات الأسيرات يعبّرن عن فرحهن وأنهن سمعن الاحتفالات، ونحن نحاول جاهدين أن يسمعن أصواتنا في مكبرات الصوت رغم التضييق والمنع الذي نلقاه؛ ولكنه من واجبنا الإنساني والأخلاقي والسياسي أن نقف مع الأسيرات".

وبحسب بدارنة فإن الحملات مستمرة إذ قامت المجموعة بإدخال بعض الكتب إلى السجن، مع تأكيدها أيضاً على الدور الكبير الذي يقع على مساعدة الأسيرات أيضاً.

واستمرت بالقول: " هناك مؤتمر من أجل الأسيرات في بروكسل وستكون صور الأسيرات موجودة في شوارع العاصمة البلجيكية، وهناك العديد من الجمعيات ستشارك في هذا المؤتمر، إذ أن مجموعة " نشطاء من أجل أسيرات الدامون ستكون من بينهم".