نبأ-الداخل المحتل:
قال رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل الشيخ رائد صلاح اليوم الإثنين، إن سلطات الاحتلال حاولت كسر شوكته من خلال العزل الانفرادي الذي تم وضعه فيه.
وأضاف الشيخ صلاح في مؤتمر صحافي عقد عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال بعد قضائه 18 شهراً، أن "من لديه قوة العزيمة والثبات لا يمكن عزله عن كرامته أو مبادئه وأنها أمور لا يمكن عزلها عن الشخص المتشبث بها".
واستطرد "أسجل شكري لوالدتي وزوجتي ولمدينة أم الفحم وكل من وقف من أجل نصرة قضيتي العادلة في وجه غطرسة الظلم العالمي، إذ قضيت أيامي في السجن معزولا ومتنقلا من عزل لآخر حيث فرضوا عليّ في ظروف عشت بها أن أكون ليس في قسم عزل بل في عزل عن قسم العزل، حتى من الله علي واستبشرت أمام وجوهكم تحت شمس الحرية".
وتابع "لم يكن مفاجئا وقوف القيادات إلى جانبي سواء الوطنية أو السياسية أو الشعبية أمام ظلم السلطات "الإسرائيلية" التي كادت إلى هذا البلد جميعا وليس فقط للشيخ رائد صلاح، ثم أنهوا لم يتوانوا بالدفاع عن الثوابت أمام كل المخططات التي تحاك للبلدة كما لم يترددوا في الدفاع عن قضيتي العادلة".
وتحدث الشيخ رائد صلاح، لأول مرة عن الظروف القاسية التي خضع لها في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وتابع الشيخ صلاح: "والله لولا الله لكان الحال غير ما ترونني الآن عليه، أنا لا أتحدث ألغازا ولها تفصيلات في الوقت المناسب، أنا الآن بفضل الله وكرامة من الله، بتدخل رباني مباشر، أقف وأتحدث أمامكم بفضل الله رب العالمين".
واستدرك: "غرفة سجني الضيقة اتّسعت وأصبحت أوسع من الأرض، أصبحت تتسع إلى هذه المسافة الكبيرة ما بين الأرض والسماء، هكذا كانت حياتي مع القسوة والقهر ومحاولة فرض (حياة الأخرس) عليّ طوال الوقت، ولكن هيهات هيهات، قد يتحدّون ضعفي ولكن هل يتحدون الله تعالى؟ من الذي يتحدى الله تعالى؟ من هذا المجنون الذي تسوّل له نفسه أن يتحدى الله؟".
وأشار إلى أنه نجح خلال فترة سجنه الذي امتد 17 شهرا بتأليف 11كتابا وكتيبا، أهمها "قراءة سياسية في القرآن الكريم". وذكر أيضا أنه ألف ديوان شعر أسماه "الربيع النبوي"، تيمنا بثورات ما يعرف بـ"الربيع العربي".
وشدد على أنه ملتزم بقضية القدس والمسجد الأقصى المباركين.. نحن نملك الموقف الذي كان ولا يزال واضحاً حتى تقوم الساعة، ونستمده من مصدر ثوابتنا القرآن الكريم”.
مُردداً: “هذه الثوابت لا تشيخ ولا تموت ولا تخرج إلى التقاعد.. وتاجها القدس والمسجد الأقصى المبارك.. أنا على العهد مع المسجد الأقصى المبارك الذي ستكون لي زيارة شوق قريبة له وللقدس المباركة”.
يُشار إلى أن الشيخ رائد صلاح، قد دخل سجون الاحتلال في الـ16 من شهر آب/ أغسطس 2020، ليقضي مدّة حكمه البالغة 17 شهرًا فيما يعرف بقضية “ملف الثوابت”، حيث اتهمته محاكم الاحتلال بالتحريض.
وقضى شيخ الأقصى أحكامًا سابقة، أوّلها عام 1981، ثم 2003، و2010، فيما اعتقل بعدها بعام في بريطانيا، ثم أعيد اعتقاله عام 2016، ومنذ عام 2017 وهو ملاحق ضمن ما يعرف بـ”ملف الثوابت”.