نبأ-الخليل-لؤي السعيد:
هنا وفي بقعة نائية جنوب الخليل، يعيش قرابة الـ 30 شخصًا في منطقة تسمى مغاير العبيد شرق يطا جنوب الخليل، كهوف وخيام عاشت فيها هذه العائلات منذ عشرات السنين.
يعيش السكان هنا في كهوف حجرية تنعدم فيها أدنى مقومات الحياة البشرية، ويعتمدون على تربية الماشية والدواجن وزراعة المحاصيل الزراعية لتأمين مشربهم ومآكلهم في هذه البقعة.
رغم قساوة الحياة في خربة مغاير العبيد والتي تعد أقدم الخرب الموجودة في مسافر يطا، إلا أن قساوة وبطش الاحتلال ومستوطنيه أصعب عليهم من قساوة الحياة، اعتداءات كثيرة يشهدها سكان الخربة من المستوطنين بحراسة الجيش والشرطة الإسرائيلية، تخريب للمحاصيل الزراعية وحرق للممتلكات واستيلاء على الكهوف وتدمير ومصادرة مصادر المياه التي يعتمد عليها السكان وسط هذه الصحراء.
الحاجة نزهة النجار تسكن في هذا الكهف منذ أكثر من 60 عامًا، وترفض أن تخرج لحياة المدنية المتحضرة، فهي تقول إنها تربت هنا وعاشت أجمل أيامها وأتعسها، هذه التعاسة التي لم تزدها إلا إصرارًا على البقاء والتمسك بالأرض حتى أخر نفس.
وتقول إن الحياة في خربة مغاير العبيد، غاية في الصعوبة ونعاني من عدم وجود بنية تحتية ملائمة للسكن، فلا يوجد طرق سهلة للوصول لنا ونحتاج إلى أكثر من نصف ساعة من المشي بالسيارة في طرق وعرة للوصول إلى الخربة.
وتضيف أن هنالك عشرات العائلات التي هجروا الخربة بسبب ظروف العيش المأساوية، خاصة بعد أن بات الاستيطان يهدد أهالي الخربة من جهاتها الأربع ويهدد مصدر رزقها في تربية المواشي وزراعة المحاصيل الزراعية.
وتشير إلى أنها شهدت عشرات الاعتداءات على السكان، وكان أحد هذه الاعتداءات عليها شخصيًا حين كان ترعى الأغنام في أرضها وقام مستوطن بإطلاق النار عليها ما أدى إلى أصابتها بالرصاص الحي في منطقة القدم، وتقول" طخني وأنا برعى الغنم، وكانت معي زوجة إبني، حملتني إلى البيت ونزفت كميات كبيرة من الدم في الطريق، بفضل الله أنا اليوم لسى عايشة".
لا نخشاهم، تقول الحاجة نزهة.. وتتساءل كيف لمستوطن قادم من أوروبا أن يسكن في أرضي ويعتدي على أبنائي وأحفادي، بحراسة الجيش والشرطة، ويسرق أرضي التي هي من حقي والتي لن أخرج منها إلا إذا أتى أجلي.
يهاجم المستوطنين أهالي الخرب في مسافر يطا ويعتدون على السكان في سياسة واضحة تهدف لتهجير العائلات الفلسطينية من هذه الخرب لصالح توسيع البؤر الاستيطانية المحيطة في مسافر يطا مثل سوسيا ويائير وماعون وكرمئيل، إذ تعمل سلطات الاحتلال على مصادر البيوت الخشية والخيام من سكان المسافر بحجة أنها بدون ترخيص، وتحمي قوات الاحتلال المستوطنين خلال هجماتهم على السكان وفي كثير من الأحيان تعتقل سكان هذه الخرب في أعقاب أي هجوم للمستوطنين.
وخلال الأشهر الأخيرة تضاعف البناء في مستوطنة (متسفي يائير) المقامة على أراضي المسافر في الفترة الأخيرة، على حساب أراضي منطقة أم العرايش، وأنشأ المستوطنون أيضاً بؤرة استيطانية في منطقة العطارية قرب مستوطنة (سوسيا) المقامة شرقاً، وخلال الأسبوعين الأخيرين نصبوا في المستوطنات كرفانات، وأنشأوا بؤرة استيطانية بنصب كرفانات في منطقة أم زتونة، وشقوا شارعاً جديداً للمستوطنين".
ومنعت سلطات الاحتلال المزارعين من الوصول إلى أراضيهم في منطقة قواويس شمال المسافر وأطلق المستوطنون أغنامهم في أراضي المواطنين ما تسبب بخسائر فادحة بسبب تلف المحاصيل الزراعية التي تعد المصدر الوحيد لسكان هذه الخبر.
كما هدمت سلطات الاحتلال خيام في منطقة سوسيا ومغاير العبيد والفخيت ما أدى إلى تشريد أكثر من 22 فردًا من ثلاث عائلات بحجة أنها غير قانونية.