رام الله - نبــأ:
بصوت مرتجف مقهور تحدث الأسير المحرر ماجد حسن عن ظروف اعتقال نجله الطالب في جامعة بيرزيت عبد المجيد حسن الذي أتم اليوم السادس والعشرين في زنازين السلطة الفلسطينية.
في ظل هذه الأجواء شديدة الحرارة التي تشهدها البلاد يقبع عبد المجيد في زنازين سجن أريحا سيئ الصيت والسمعة حيث درجة الحرارة في الوضع الطبيعي تتجاوز الخمسة وأربعين درجة في أريحا التي تصنف كمشتى!.
حتى الأن لم يتم توجيه أي ادعاء لاعتقال عبد المجيد، او تهمة تستوجب أن يكون في السجن، سوى مشاركته في الانتخابات وفوز كتلته التي ينتمي إليها حسب والده.
وأكد المحرر ماجد حسن لـ"نبأ"، أن التحقيق مع عبدالمجيد استمر لمدة يومين فقط ومنذ ذلك اليوم لم يخرج من زنزانته ولم يتم التحقيق معه، وأن جميع أسئلة التحقيق تدور حول المناظرة الانتخابية، من كتب لكم المناظرة؟ من زودكم بالرايات؟ من أين جئتم باللافتات؟ ومن مول الحملة الانتخابية؟.
وفي بيان للناطق باسم الأجهزة الأمنية والمفوض السياسي العام، اللواء طلال دويكات، نفى وجود معتقلين سياسيين، قائلاً إنه "لا صحة للإشاعات التي يتم تداولها حول قيام الأجهزة الأمنية باعتقال أشخاص على خلفية سياسية".
وردًا على هذا التصريح عقب المحرر حسن: "بالأمس تم اعتقال الصحفي عقيل عواودة لأنه علق على البيان وقال 8 فصائل فلسطينية جزء منها مكون أساسي من مكونات السلطة قالت أن هناك اعتقال سياسي وكل منظمات حقوق الإنسان ومنها مؤسسة الضمير مؤسسة الحق ومحامون من أجل العدالة والهيئة المستقلة لحقوق الانسان قالوا أن هذا اعتقال سياسي".
ولفت حسن إلى مؤتمر عُقد لمنظمات حقوق الإنسان في جنيف قبل أسبوعين ااذي أحرج فيه المفوض العام لحقوق الإنسان وزير العدل الفلسطيني والنائب العام العسكري رائد طه الذين حضروا المؤتمر حيث وجه سؤال واضح لوزير العدل الفلسطيني وقال له: "أنتم وقعتم على كل الاتفاقيات التي لها علاقة بحقوق الإنسان لماذا تعتقلون طلبة جامعة بيرزيت، لماذا تعتقلون رئيس طلبة منتخب؟"
وقال حسن أنه لم يجب بأي كلمة وأن ذلك حدث بشهادة محامون من أجل العدالة ومنظمات حقوق الانسان، وقال أن كل ذلك يؤكد على وجود الاعتقال السياسي في الضفة وأن اعتقال طلبة جامعة بيرزيت اعتقال سياسي واضح.
وتعرض عبدالمجيد للسحل والضرب العنيف أثناء اعتقاله واستمر ذلك لساعة او ساعتين من الضرب داخل المعتقل إضافة إلى التعذيب النفسي، اما زملائه بالذات يحيى فرح على مدار خمس ايام وهو يشبح ويضرب وحتى أمام القاضي ضرب ضربا مبرحا على كل أنحاء جسده حسب حسن.
إلى متى سيستمر الاعتقال السياسي وكيف ستكون نهاية هذا السيناريو؟
يرى المحرر ماجد حسن أن الثابت الوحيد الآن في تعامل السلطة مع الشعب الفلسطيني هو الاعتقال السياسي، حتى في ظل أجواء التقارب التي كانت تعقب اتفاقيات المصالحة أو غير ذلك لم يتخلوا عن هذا النهج.
وقال: "نحن نتمنى ان نرى نهاية لهذا الاعتقال لأن هذا ظلم وعدوان على أبناء الشعب الفلسطيني والشعب الفلسطيني يجب أن يكون أكثر الشعوب حساسية تجاه الظلم لما نعانيه من الاحتلال".
ومن جهتها الصحفية والناشطة الحقوقية أسماء هريش أكدت أن مزاعم الأجهزة الأمنية بعدم وجود معتقلين سياسيين يعتبر تصريح كاذب بغير محله وقالت أن ذلك استخفاف بعقول الناس وبحرياتهم و حقوقهم.
وأشارت أن في ذلك إساءة للمعتقلين السياسيين الذي يوحي بأنهم معتقلين جنائيين واعتبرت ذلك اساءة للمعتقلين السياسيين أيضاً لأنهم أسرى محررين ونشطاء وصحفيين يقبعون في سجن أريحا حاليا يعذبون ويتعرضون لأبشع أنواع التعذيب، الأمر الذي ينفي هذه التصريحات ويكذبها.
وتحدثت هريش عن وجود ما يقارب 40 معتقل سياسي موجودين في سجون السلطة في كافة مناطق الضفة الغربية المتفرقة حسب لجنة اهالي المعتقلين السياسيين، فيما صرحت مجموعة محامون من أجل العدالة أنه منذ بداية العام وحتى اليوم رصدت أكثر من ثلاثمئة حالة اعتقال سياسي، غير الاستدعاءات وحالات الانتهاكات الأخرى التي يتعرضون لها أهالي المعتقلين والمعتقلين سواء من محاربتهم في أعمالهم وتشويه سمعتهم.
وذكرت هريش قمع الحريات العامة والحقوق الدستورية التي يكفلها القانون الفلسطيني والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان من خلال التضييقات التي يتعرض لها الصحفيين في الضفة، حيث شهدت الآونة الأخيرة حملة تحريض وتشويه لشبكة الجزيرة الإعلامية وشبكة القدس الاخبارية، واعتقال الصحفي عقيل عواودة والصحفي أحمد البيتاوي الذي أفرج عنه يوم الخميس بعد اعتقال لمدة عشرة ايام وبعد صدور قرارين افراج بحقه.
ولفتت هريش إلى تواطؤ القضاء حيث تقوم الأجهزة الأمنية بتطويع القضاء من اجل معظم القضايا السياسية التي لا يتم إحالتها للمحاكم بهدف التمديد للمعتقل وقالت: "يتم استغلال الجهاز القضائي ليضفي الشرعية على هذا الاعتقال من أجل مصلحة الأجهزة الأمنية".
ودعت هريش للمشاركة في وقفات ضد الاعتقال السياسي، ومنها وقفة دعا لها الصحفيين لزميلهم عقيل عواودة وايضا اهالي المعتقلين السياسيين ومن ضمنهم اهالي طلبة جامعة بيرزيت بالاضافة الى مجموعة من المحامين منهم المحامي مهند كراجة الذي يمثل محامون من أجل العدالة ونشطاء مثل عمر عساف وعن حركة حماس الشيخ حسين ابوكويك.
وفي السياق نفسه ذكرت هريش أن أفضل وسيلة ضغط للإفراج عن المعتقلين السياسيين تحرك الشعب، والتضامن الواسع هو الملاذ الأخير لوقف الاعتقال السياسي وتفعيل قضية الاعتقال السياسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الإعلام وعبر وقفات ميدانية.
وختمت بأن الاعتقال السياسي مستمر منذ وجود السلطة رغم وجود مؤسسات حقوقية سواء محلية او دولية لأن المؤسسات الحقوقية أيضا تعمل بالقواعد التي تمليها عليها الاجهزة الامنية بالتالي تضر لا تنفع.