رام الله – نبأ:
مرّ أربعة أيام على استشهاد الأسير الشيخ خضر عدنان، مضرباً عن الطعام بعد 86 يوماً، ولا تزال سلطات الاحتلال تتجاهل كل التدخلات والمطالبات بتسليم جثمانه لذويه لتشييعه ودفنه بما يليق بكرامته الإنسانية والوطنية.
وقال المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه لــ"نبأ" إنه بعد نقل جثمان الشهيد خضر عدنان من مستشفى آساف هاروفيه إلى معهد الطب العدلي "أبوكبير"، تم التقدم بطلب عاجل إلى الجانب الإسرائيلي، استجابة لوصية الشهيد خضر عدنان، التي خطّها في اليوم الثامن والخمسين لإضرابه عن الطعام، والتي أوصى من خلالها بعدم تشريح جثمانه، واحتراماً لرغبة أسرته، لكن حتى الآن لا يوجد أي ردود واضحة حول هذا الطلب .
وفيما يخص استعادة الجثمان قال "عبدربه" إنّ هذا جزء أساسي من الجهد القانوني الذي يتم من خلاله متابعة الأمر من قبل هيئة شؤون الأسرى والمحررين، والمحامي الخاص بالشهيد الذي كان يتابع ملفه في المحاكم الاحتلاليّة جميل الخطيب، وحتى الآن لا يوجد أي تجاوب مع هذا الموضوع .
وأكّد "عبدربه" أن قضية استعادة جثمان الشهيد خضر عدنان، رُحّلت من الجهات المختصة والقانونية إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيشه، وعليه أصبحت قضية ذات بُعد سياسي وليس مجرد اجراءات قانونية محضة، ولا يتعاملون معه كحقّ انساني لعائلة الشهيد باستلام جثمان نجلهم وتشييعه ودفنه بما يليق بكرامته الإنسانية والقيمية والأخلاقية .
وشدد على أن كل الجهود المبذولة على المستوى السياسي والدبلوماسي، والتدخلات من الجانب المصري لم تُفضي إلى أيّ نتيجة، وعليه يبقى جثمان الشهيد الأسير خضر عدنان محتجزاً لدى الاحتلال، إلى الى جانب جثامين 12 شهيداً من شهداء الحركة الأسيرة من بينهم الشهيد ناصر أبوحميد .
وعن الشهيد خضر عدنان، قال عبد ربه: "حذرنا مرات عديدة بخطورة الحالة التي وصل إليها الشيخ عدنان، والتدهور في حالته الصحية مع استمرارية الإضراب وحالة الإعياء والإنهاك الشديد التي أدت إلى دخوله في نوبات من فقدان الوعي المتكرر، وهو ما أدى إلى استشهاده داخل زنزانته في سجن الرملة".
وكانت زوجة الشهيد خضر عدنان، أكدت رفضها والعائلة تشريح جثمان زوجها، بينما كان تسليم جثمان الشهيد "عدنان"، مطلبا مصريا ضمن اتفاقية التهدئة على جبهة غزة، التي تمّ التوصل إليها بعد رد المقاومة على اغتياله بإطلاق عشرات القذائف الصاروخية نحو مستوطنات ما يعرف بـ"غلاف غزة"، والغارات التي شنتها طائرات الاحتلال على القطاع وخلّفت شهيداً و5 إصابات وأضراراً مادية.
في السياق، قال نادي الأسير، إن حالة من التوتر الشديد ما تزال تسود أقسام الأسرى في سجون الاحتلال كافة، بعد جريمة اغتيال الأسير خضر عدنان، إذ تواصل إدارة السجون إغلاق الأقسام، تحسبا لأي مواجهة قد ينفذها الأسرى ضد السجانين، كما تهدد بفرض (عقوبات)، في حال لم يكن هناك تعهد من الأسرى بوقف التهديدات المعلنة.
يذكر أنّ سلطات الاحتلال أقرت منذ عام 2015 تشريعات تجيز لها احتجاز جثامين شهداء فلسطينيين، وعلى ضوء ذلك يحتجز الاحتلال أكثر من 100 جثمان لشهداء، عدا عن أكثر من 250 شهيدا يحتجزون في مقابر الارقام، منهم 13 جثمانا من الحركة الأسيرة من ضمنهم الشهيد خضر عدنان.