نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

الشهيد الكستوني .. واجه دبابات الاحتلال بالحجار ة في  "اجتياح جنين" وقاومهم بالرصاص وهو مطارد  

جنين – نبأ: قبل 21 عاماً، كان الطفل مصطفى الكستوني، يلاحق دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة، خلال اجتياحها مدينة ومخيم جنين عام 2002، وحينما اشتد عود ذلك الطفل الذي رآى ما يتعرّض له أبناء شعبه من مجازر وجرائم وعدوان، استبدل حجره بسلاح، سالكاً به طريق آلاف المقاومين والشهداء. 

فجر الخميس، كان المقاوم "الكستوني" على موعدٍ مع اللحظة التي عمل لأجلها طيلة حياته، كيف لا وهو المقاوم منذ نعومة أظفاره، هي لحظة يرتقبها بلهفةٍ كل مقاتل حمل روحَه على كفيّه في سبيل الله أولاً ودفاعاً عن وطنه ومقدساته ثانياً .

وكعادتهم كخفافيش الليل، تسلل عناصر الوحدات الخاصة بجيش الاحتلال الى مدينة جنين، عبر شاحنة ومركبة تحملان لوحات تسجيل فلسطينية سرعان ما تبعتهم تعزيزات عسكرية كبيرة من آليات الاحتلال، لتندلع اشتباكات عنيفة في المكان، حيث اعترف جيش الاحتلال بإصابة أحد جنود في الاشتباكات.

وتبيّن أن تلك القوات حضرت لاعتقال شقيق الشهيد مصطفى، هاني الكستوني، والشاب حسن هصيص، وحينما اكتشف الشهيد مصطفى أمر القوات بادر للاشتباك معها من نافذة المنزل الذي يتواجد به، وقاتل حتّى الرمق الأخير، ليرتقي شهيداً مقبلاً غير مدبر .

وقال شاهد عيان إن جيش الاحتلال بدأ بإطلاق النار بشكل هستيري نحو المنزل الذي يتواجد به الشهيد الكستوني دون أن يطلبوا منه تسليم نفسه، مشيراً إلى أن الجنود بعد تأكدهم من اغتيال الشهيد أبلغوا شقيقه الذي كان معتقلاً معهم منذ لحظة وصولهم المكان. 

وأضاف أن الجيش لحظة انسحابه قام بتفجير المنزل، دون تحذير أي من السكان القريبين، ما ادى لحدوث أضرار كبيرة فيه وفي المنازل المحيطة.

وقال جيش الاحتلال في بيان له، "إن العملية في جنين استهدفت خلية للجهاد الإسلامي تقف خلف سلسلة عمليات إطلاق نار "، مشيراً إلى أنه خلال محاولة اعتقال أحدهم قام بإطلاق النار وتم تصفيته. وفق قوله.

ويعتبر الشهيد مصطفى الكستوني أحد قادة كتائب شهداء الأقصى في جنين، وشارك في عدة اشتباكات مع جيش الاحتلال، ابرزها معركة بأس جنين الأخيرة، وكان قبل استشهاده أحد ابرز المطاردين لأجهزة أمن الاحتلال في جنين .

وذكرت مصادر محلية أن الشهيد الكستوني نجا من عدة محاولات سابقة لاغتياله، كما أنه رفض عروضاً من السلطة الفلسطينية لتسليم سلاحه مقابل الحصول على "عفو" يضمن عدم ملاحقته بعد ذلك.

وكان الشهيد الكستوني تعرض في العام الماضي لإصابة برصاص جيش الاحتلال خلال اقتحام منزل عائلته، ثم اعتقل مُصاباً في قدميه، وعانى في مستشفيات الاحتلال، دون أن يتم اجراء عملية جراحية، واصفاً المعاملة التي كان يتلقاها بأنها سيئة جداً.

وكالة الصحافة الوطنية