نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

جدّ الشهيد قصي معطان لِـ "نبأ" : "صمت العالم يقتل فينا كل يوم"

رام الله نبــأ:  رصاصاتٌ اخترقت جسد شاب في مقتبل العمر، قتلت أحلامه، ومستقبله، وجعلت جدَه يتحدث عنه بلغة الألم " ماذا عساي أن أقول؟" قُضي عُمره كلمح البصر برصاصةٍ سرعتها أعلى من الضوء. 

فمن هو قصي معطان؟

أجرت وكالة " نبأ" حديثاً مع جد الشهيد قصي، عبد المنعم مُعطان، حيث استهل كلامه متساءلاً لمراسلتنا : " ماذا عساي أن أقول لكِ في هذه الدقائق؟" 

قصي مُطعان 19عاماً، على لسان جدّه فقد كان من المُفترض أن يتقدم السنة المقبلة لمرحلة الثانوية العامة، مشيراً أنه كان يحلم بِـ شهادة ودراسة جامعية، يحلم بالعيش في حرية داخل وطنه ومنزله وقريته، وقبل أن يصمت قليلاً قال : "هذا هو حفيدي وأحلامه قضى عليها الاحتلال"

ثم تابع الحاج معطان أن قصي كان يُعرف بحركته الدائمة في خدمة الناس، وقلبه المفعم بحسن الطيب، فقد كان يلاحظ إقبال الناس عليه وحبّهم له، والآن أصبح محبوباً عند الله عز وجل


واستذكر الجد معطان موقفاً لا ينساه من حفيده الخلوق، فكان كلما يراه يُقبل يديّه.. يسأله بحنيّة "شو عاوز يا سيدي" وتساءل الجد بحزن ورجفة في الصوت كيف أنسى هذه المواقف؟ أٌأمرني بإشي؟ ايش بدك؟ شو أعملك؟

وقال مُعطان: " إن اعتداءات المستوطنين المتكرّرة على قريتنا، متوقعة دائماً، إلا أننا في كل مرة نتفاجئ بحالة ظهورهم التي تعقب الساعة وراء الساعة، واليوم بعد اليوم، أي نتوقع هجومهم في أي وقت".

وأشار أن هذه القرية " برقة" مُحاطة بالمستوطنات من الجهات الأربعة، ومؤخراً جاء مستوطن وصفه الحاج مُعطان بِـ "المجرم القاتل" ليستقرَّ بأغنامه وخيامه وكرفانه في المنطقة الغربية من أراضي برقة. 

حيث أّكد الحاج مُعطان على أحقيتهم في الأرض، وأنهم أصحابها، لافتاً إلى اقتراب موعد قِطاف الزيتون والأشجار المثمرة التي تجدر على المواطن زيارة أرضه للقيام بما يتوجد قيامه؛ إلا أنه في "برقة" يمنع دخول الأرض. 

وفي الحادثة الأخيرة التي تعرضت لها قرية " برقة " ارتقى قصي، فقد كانت بدايةً مجموعة صغيرة من المستوطنين و7 أو 8 شبّان وحدث بينهم اشتباك بالحجارة والأيدي، بعد دقائق، اقتحم أكثر من 200 مستوطن القرية، وسط الليل وفي مشهد مُرعب ومفاجئ ك "الثور الهائج".

موضجاً أنهم أطلقوا صوبه عدّة رصاصات، وعندما سمع الشُبّان صراخه، ورأوا دماءه تنزف، حملوه بالمركبة مسرعين نحو مجمع فلسطين الطبي، لكنه ارتقى شهيدا في الطريق بالقرب من حاجز DCO "بيت إيل".

حيث أكد ضيف "نبأ" على أن هذا التوحش الذي يقوم به المستوطنون وقطعناهم لا يوجد أمام الفلسطيني خيارات كثيرة إما الدفاع عن أرضه ونفسه، والعيش بحرية وكرامة أو الموت شهداء، وانهى حديثه بِـ " صمت العالم يقتل فينا يوم يوم"

ومن الجدير ذكره، أن ما تسمى بِـ " محكمة الصلح" (الابتدائية) بالقدس، "أطلقت سراح اليشاع ييرد إلى الحبس المنزلي"، موضحة أن ييرد "مشتبه بضلوعه في حادث إطلاق النار الذي قتل فيه الفلسطيني قصي معطان، في قرية برقة".

فيما ويتعرّض الفلسطينيون بشكل متصاعد لاعتداءات المستوطنين الإسرائيليين، التي تتم عادة تحت غطاء سياسي وفي ظل دعم معلن لأعضاء من الكنيست ووزراء الحكومة الإسرائيلية أبرزهم وزير الأمن القومي "إيتمار بن غفير"، ووزير المالية "بتسلئيل سموتريتش".

وكالة الصحافة الوطنية