نبأ - نابلس - نواف العامر

لفتت والدة شهيد الأمعري أـحمد الفهد صباح اليوم الثلاثاء، الأنظار برباطة جأشها وثبات إرادتها وضبط حزنها أمام الكاميرات والحشود وهي تودعه كأنه ذاهب في نزهة وليس الوداع الأخير.

وظهرت والدة الفهد كأوتاد الجبال تمسح بيدين من صبر وجه الشهيد ورأسه وهي تقرأ بلسان لا يتلعثم آيات من القران الكريم، ما أدهش الصحفيين والحضور من رباطة جأشها وصلابة وداعها له.

والدة الشهيد الفهد كانت تنتظر على أحر من الجمر زفاف الشهيد على عروسه بعد شهر من اليوم قبل أن توقف وحدات خاصة من قوات الاحتلال مركبته وتطلق عليه النار بعد إنزاله على قارعة الطريق وتركه ينزف حتى الشهادة ببرودة أعصاب.

وعلى وقع ثبات أم الفهد أجهشت الحاجة أم إبراهيم بالبكاء وهي تتابع لحظات الوداع، وقالت لـ"نبأ" إن هذه الأم ومثيلاتها في غزة من جيل غير جيلنا، إنه جيل ينتمي لتاريخ الصحابة وعظماء الأمة.

والدة الشهيد ياسين حمد من بلدة زيتا شمال شرق طولكرم فاجأت وسائل الإعلام بوداعها لابنها الشهيد وتبدي قوة وشكيمة المرأة تعلن استعدادها لتقديم اخوه الأول والثاني فوالدهم فداء للأقصى.

وتضيف وكأنها تقدم محاضرة أو درسا وعظيا بهدوء لافت: ياسين ليس خسارة بالأقصى، طلب الشهادة ونالها، أكرمه الله بالشهادة وأكرمني بأن أكون أم الشهيد، إبني ليس أفضل من غزة.

وذهبت والدة الشهيد حمد بعيدا وأعربت عن استعدادها النفسي وجهوزيتها لارتداء اللباس الأبيض فرحا بالشهادة لكنها تخشى أن يقول الناس لقد أصابها الجنون.

وبثت وسائل الإعلام ومحطات التلفزة المحلية والعالمية لقطات معبرة عن ثبات أمهات وزوجات الشهداء في غزة يودعنهم الوداع الأخير بالزغاريد أحيانا وكلمات تشير لعمق الرباط والصبر. والاستعداد للتضحية من أجل دحر الاحتلال ونصرة القدس والأقصى والمقدسات.

وظهرت من هؤلاء النسوة والدة شهيد من خانيونس من عائلة حمدان وزوجات الشهداء الدكتور جمال الزبدة ونجله الدكتور أسامة، خبراء التصنيع والتطوير لدى حماس في غزة.

وترى الصحفية أشواق المحمود أن صبر ثبات نسوة غزة باتت الواحدة ملهمة لبقية نساء فلسطين والعالم العربي في إظهار المزيد من التجلد والثبات في مواجهة مصيبة الموت.

واستدركت المحمود: لكن المرأة الفلسطينية هي ذاتها في الضفة أو غزة لكن حجم الاستهداف والشهداء في قطاع غزة وعلى شاشات الفضائيات جعل المرأة الفلسطينية في الضفة تقف هذا الموقف لتساند شقيقاتها في غزة بينما تقدم غزة فلذات أكبادها دفاعا عن شرف القدس وكرامة الفلسطيني.