نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

الأسيرات الأمهات في سجون الاحتلال.. معاناة مضاعفة وآلام عميقة

جنين – نبأ – علا مرشود

إن أصعب وأقسى نتائج الاحتلال في فلسطين هي قضية الأسرى في سجون الاحتلال فكم من شاب وفتاة، شيخ ومسنة، أم وأب وحتى أطفال تعرضوا للاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي وذاقوا ويلاته.

ولخصوصية المرأة كانت معاناتها في الاعتقال أكبر، وأكثر من ذلك كانت معاناة الأسيرات الأمهات أضعاف مضاعفة لهذا سنقوم في "نبأ" بتسليط الضوء على قضية الأسيرات الأمهات من خلال لقاءنا مع عدد من الأسيرات المحررات اللواتي ذقن مرارة الاعتقال.

يواصل الاحتلال اليوم اعتقال 7 أمهات يقبعن في سجن الدامون هن: إسراء جعابيص، فدوى حمادة، أماني الحشيم، عطاف جرادات، شروق البدن، ياسمين شعبان، ختام الطيطي، يمارس بحقهن شتى أنواع التعذيب النفسي والضغط بورقة "الأبناء".

لا يخفى على أحد ارتباط الأم الوثيق بطفلها حتى لا تطيق أن تبعد عنه ساعة واحدة، ولكن الاحتلال لم يكتفِ بسرقة الأم من حضن أبنائها فقط، بل تمنعهم إدارة سجون الاحتلال من الزيارات المفتوحة فلا تتمكن الأسيرات من احتضان أبنائهن أو لمسهم أو حتى استنشاق رائحتهم.

تروي الأسير المحررة آمنة اشتية لـ"نبأ" عن حديث الاسيرات الأمهات الدائم عن أبنائهن، فتقول: "كانت الأسيرات يعرفننا على أبنائهن من خلال الصور ويتحدثن عنهم لساعات فأصبحنا نعرف عائلاتهن بدون أن نلتقي بهم".

ولكنها تقول إن الأصعب كان حديثهن عن الفروقات التي لمسنها في أبنائهن منذ اعتقالهن، فالأجسام قد كبرت والملامح تغيرت وحتى العقول والتفكير لم تعد طفولية فالأولاد أصبحوا رجالا، والبنات أصبحن آنسات، أما الأم فلم تكن شاهدة على كل هذا.

وتزيد اشتية عن الخوف الذي يتملك الأسيرة عطاف جرادات على أبنائها الثلاثة الذين يقبعون في سجون الاحتلال أيضًا، وهم (عمر، وغيث، ومنتصر) جرادات وشوقها لرؤيتهم وسماع أصواتهم، الذي لم يكتف الاحتلال باعتقالها وأبنائها بل أقدم على هدم منزلها.

أما الأسيرة المحررة نسرين أبو كميل فكان لها تجربة مريرة مع الأسر والبعد عن الأبناء، فعند اعتقالها في العام 2014 كان لها من الأبناء 7 أصغرهم أحمد وكان عمره آنذاك 8 شهور، حيث قضت نسرين 6 سنوات في الأسر.

لم يعرف أحمد أمه إلا من خلال الصور فكانت تقول لرفيقاتها في الأسر والحزن يملأ عينيها والدمع يحفر خديها: "ابني مشى أولى خطواته ولم أراه تحدث بأولى كلماته ولم أسمعه، دخل إلى الروضة ثم إلى المدرسة ولم أشاركه في أي من هذه التفاصيل".

كانت نسرين تتمسمر على سريرها بموعد برنامج رسائل الأسرى "على جناح الطير" الذي تبثه إذاعة صوت الأسرى في حال لم تشوش عليها إدارة السجن، لتنتظر سماع صوت أولادها السبعة وزوجها الذين لم يقطعوا اتصالاتهم على البرنامج ليوم واحد خلال الـ6 سنوات.

أما المحررة ناريمان التميمي فتذكر لنبأ أن الصعوبة تكون أكبر في حال كان الاحتلال يترصد للأبناء ويحاول اعتقالهم ويقتحم منزلهم فتقول: "كانت أكبر المخاوف عندي ان يقتحموا المنزل ويطبقوا النار أو يعتقلوا وعد ابني وزوجي باسم كنت أفكر في ذلك كثيرًا".

ولكنها تؤكد أن الوسيلة الوحيدة للخلاص من كل هذا العذاب النفسي هي عدم التفكير فيما هو خارج أسوار السجن وإشغال النفس فيما هو داخل السجن حتى لا تصل الأسيرة إلى مرحلة الانهيار وتستطيع الصمود حتى الحرية

وكالة الصحافة الوطنية