نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

الشهيد غيث .. وصيته الأخيرة أن يُدفن بجوار أطفال كي لا يبقى وحيداً

نبأ-نابلس-شوق منصور:

لم  يكن يعلم غيث يامين صاحب السادسة عشر عاماً أن رصاصة واحدة ستُنهي أحلامه التي كان يبنيها في مخيلته؛ وينسجها مع زملاءه في الصف العاشر.

الرصاصة التي اخترقت جسده وقتلت أحلامه، مزّقت وبِكلِّ إصرارٍ جميعَ قوانينِ الطفولة، رصاصةُ غدرٍ سلبت حياةَ غيث رفيق يامين لتقَضِيَ على أحلامٍ وطموحاتٍ كثيرة،  لكنَّ المختلف هنا أنَّ غيث كانَ قد أعَدَّ وصيتهُ المؤثرةَ ونشرها لتكون بمثابةِ كلماته الأخيرة لأحبائه قبل ارتقائه شهيدا فجر هذا اليوم.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت وصية للشهيد يامين، كان قد نشرها على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام": "إذا مت، لا تنسوا أن لا تضعوني في ثلاجة الموتى لأنني لا أحب البرد، واختاروا لي مكانا لدفن يوجد فيه أطفال لكي لا أبقى لوحدي".

وأضاف غيث في وصيته: "حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، اتركوها مفتوحة لأنني لا أريد أن ينساني أحد، وهناك إسوارتي المفضلة تحت مخدتي لا تضيعوها، عادي إذا وزعتوا قرآن عن روحي مكتوب في الصفحة الأولى إسمي، وتعالوا كل يوم زوروني واحكوا معي رح أكون اسمعكم، وما تبكوا لأنو ما بحب حدا يبكي بسببي".

والد الشهيد، السيد رفيق يامين قال لـ"نبأ": لقد أعدموا  ابني بدم بارد، طفل صغير برئ، لا يشكل أي ضرر عليهم، أطلقوا الرصاص عليه وفجروا رأسه، لقد تلقينا خبر استشهاده بحسرة وألم كبير، ولكن الحمد لله نال الشهادة.

وتابع والد الشهيد حديثه عن لحظة تلقيه خبر استشهاد نجله: "في تمام الساعة الواحد ونصف تلقينا مكالمة أخبرونا أن غيث قد أصيب في رأسه، ولكن عندما سمعت أصواتًا من حوله، عرفت أنه قد استشهد، وتوجهت أنا وزوجتي إلى المستشفى، ووجدنا فعلاُ حيث قد فارق الحياة.

وبحسب والد الشهيد فإن غيث كان محبوباً للجميع، وكان اجتماعيا، وحنوناً على أمه وأبيه وأخوته، فقد كان ينتظر أن ينهي دراسته كي يستطيع إعالة عائلته.

وأضاف: هذا كيان مغتصب، وعنصري لدرجة كبيرة، نحن أناس عزل، يستخدمون أسلحة محرمة دولياً، وأصبح أغلب من يطلقون النار عليهم هم من الأطفال، فأصبح كل طفل يحمل حجراً أو لا يحمل نهايته القتل.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية  قد أعلنت فجر اليوم الأربعاء عن استشهاد الطفل غيث رفيق يامين 16 عاماً، متأثراً بجروحٍ حرجة، أصيب بها برصاص جيش الاحتلال الحي في رأسه، في منطقة قبر يوسف بنابلس، خلال تأمين اقتحام المستوطنين للمنطقة.

وكالة الصحافة الوطنية