رام الله - نبأ - رنيم علوي - شوق منصور:
لطالما كانت انتخابات مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت تحظى باهتمام شعبي ورسمي وفصائلي واسع، لاعتبارها مقياساً لمدى شعبية كل فصيل سياسي، وتوجه الشعب نحو القضايا الوطنية، وتأتي انتخابات هذا العام في بعد أحداث كبيرة عصفت بالساحة السياسية الفلسطينية، سواء على صعيد العلاقة الداخلية بين السلطة والفصائل، أو على صعيد علاقة الفلسطينيين مع الاحتلال "الإسرائيلي".
المحلل السياسي طارق خضيري قال إن انتخابات مجلس جامعة بيرزيت على مدار السنوات لها أهمية وتحمل ثقلا بالغا تاريخياً، على صعيد شعبية الفصائل والأحزاب، فهي تعتبر استفتاء شعبي مصغر، فكما دائما يقال بأن جامعة بيرزيت هي مجتمع مصغر للمجتمع الخارجي، نظراً لجو الحرية التي تمنحه، وانفصال الجامعة واستقلاليته في صنع قراره عن الفصائل والسلطة الفلسطينية.
وأضاف في مقابلة له مع نبأ: أن هذا الزخم والتركيز التي تأخذه جامعة بيرزيت في الانتخابات لعدة ظروف أولها أن الجامعة الوحيدة في الضفة الغربية التي تستطيع أن تجري انتخابات حرة نزيهة دون تدخلات خارجية بمعزل عن الفصائل والسلطة، وفق قوله.
وتابع خضيري حديثه أن انتخابات بيرزيت تكتسب أهميتها أيضاً في ظل حالة الانقسام الفلسطيني وفي ظل تعطيل إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني ورئاسي أو حتى نقابات خارجية، وبالتالي جامعة بيرزيت هي الميدان، الذي قد يكون الوحيد في الضفة الغربية الذي يمارس فيه عمل سياسي حقيقي ومعارضة حقيقية.
يشار إلى أن الرئيس عباس ألغى الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في مايو 2021، الأمر الذي أوجد حالة غضب لدى الفصائل الفلسطينية، والقوائم المترشحة، باعتباره ارتهان لإرادة الاحتلال.
وأوضح خضيري أن الميدان في بيرزيت سمح بوجود حركة حماس والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطي، وهذا النشاط السياسي الغير موجود في خارج أسوار الجامعة، فأصبح لزاماً على فصائل المعارضة أن تظهر قوته المالية والشعبية والإعلامية في بيرزيت، كما وأصبح لزاماً على حركة فتح أن تضع ثقلها وقوتها من أجل إبقاء سيطرتها ونفوذها داخل الجامعة.
وأشار إلى أن الانتخابات في بيرزيت تؤثر وتتأثر، فهي تتأثر في الأحداث الخارجية، وتوجهات الناس كما رأينا في الأونة الأخيرة، معركة "سيف القدس"، ومقتل الناشط نزار بنات، وقمع السلطة، وأي حدث يأتي في الضفة الغربية أو قطاع غزة ينعكس سلباً أو إيجابا على حركتي حماس وفتح، وتؤثر أنها تعكس توجهات الناس ومدى إقبال الناس على الحياة السياسية ومد طوق الناس أن تشارك في العمل السياسي.
وأضاف أن الانتخابات تؤثر بشكل كبير على نشاط الفصائل في الخارج، وتجبرهم على إعادة النظر في كثير من سلوكياتها، وتعاملاتها الداخلية والخارجية والإعلامية.
من جانبه قال المحلل السياسي صلاح الخواجا إن جامعة بيرزيت كانت وما زالت وستبقى ذات معيار سياسي وطابع سياسي لانتخاباتها، رغم أن الحديث دائما يجري عن الانتخابات بالمعنى النقابي وأنه تمثل برامج انتخابية تعنى بشكل اساسي بمشاكل الطلاب وقضاياهم.
وأضاف الخواجا في تصريح له مع نبأ: أنه بحكم التداخلات السياسية وواقع جامعة بيرزيت ومكانتها المحلية والدولية، دائما تكون المنافسة أشد بالمعنى السياسي، ويكون هناك ضغوطات دائما من أجل إظهار القوى السياسية كنوع من الاعتبارات الخاصة بمعنى الحزبي أو معيار للواقع الحزبي في محافظة رام الله أو في الضفة الفلسطينية.
وأشار الخواجا إلى أنه في كل مرة لن تبقى الانتخابات داخل أسوار الجامعة، فدائما كانت تخرج عن الإطار وتصبح خارج أسوار الجامعة سواء من حيث التداخلات او المتابعات أو نوع المشاركة في الانتخابات، أو الاهتمام بالمشاركة السياسية من أعلى المستويات لكافة الأحزاب.
وأوضح أن جامعة بيرزيت يكون فيها تفاعل على المستوى الوطني، وتتداخل بها سواء الاجهزة الأمنية والقيادات السياسية والمنظمات خارج الجامعة، وهذا يعتبر حق لبعض القوى أن تضع امكانياتها لخدمة الطلاب ولكن ليس ان تحرف الانتخابات من طابعة الطلابي النقابي إلى الطابع السياسي وأن تصبح القضية الطلابية قضية هامشية.
وبحسب الخواجا فإن الانتخابات بصورة كاملة هي انتخابات أساسية للعملية الديمقراطية والتعبيرعن الناس حتى تكون المنافسة لخدمة الطلاب، يجب أن تكون هناك انتخابات دائمة تمثل حقوق الطلاب وتدافع عن حقوق التعليم والسياسات التعليمية، وضرورة أن تكون العملية الديمقراطية في جميع الأطر النقابية العمالية النسوية الطلابية وغيرها.
وأكد على أنه من الضروري أن تكون جزء من الانتخابات العامة باعتبار ان الانتخابات هي مفتاح التغيير وهي شكل من أشكال المحاسبة والرقابة على أداء الهيئات الإدارية سواء في الجامعة
وبالتزامن مع إغلاق صناديق الاقتراع لانتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت، مساء أمس الأربعاء، بدأت اللجان الخاصة بفرز النتائج، والتي تسير كلٌ حسب تصنيفه، بدءً بِـ كلتة الوفاء الإسلامية، ثمّ كتلة اتحاد الطلبة التقدمية، يليها كتلة الشهيد ياسر عرفات، وصولاً إلى كتلة القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي، وكتلة الوحدة الطلابية.
إذ بدأ فرز صناديق اقتراع كلية الاقتصاد والأعمال، وكانت النتيجة على النحو التالي: " كتلة الوفاء الإسلامية 804، كلتة اتحاد الطلبة 15، كتلة الشهيد ياسر عرفات 490، كتلة القطب الطلابي الديمقراطي 169، كتلة الوحدة الطلابية 23.
ومن الجدير بالذكر أن كلية الأعمال والاقتصاد تضم طلبة سنة رابعة فما فوق، وعليه فقد كان فارق فوز الكتلة الإسلامية بِـ 314 صوتاً.
وانتقالاً إلى كلية العلوم، فكانت نتائج الأصوات على النحو التالي: " كتلة الوفاء الإسلامية 1007، كتلة اتحاد الطلبة التقدمية 15، كتلة الشهيد ياسر عرفات 577، كتلة القطب الطلابي الديمقراطي 194، كتلة الوحدة الطلابية 20.
وبهذا يصبح مجموع فارق الأصوات بمجموع الكليتين لصالح الكتلة الإسلامية منافسة بباقي الكتل الطلابية.
وصولاً إلى كلية الهندسة، كانت على النحو التالي: " كتلة الوفاء الإسلامية 961، كتلة اتحاد الطلبة التقدمية 11، كتلة الشهيد ياسر عرفات 716، كتلة القطب الطلابي الديمقراطية175، كتلة الوحدة الطلابية 22.
وبناءً على ذلك تبقى كليتان للفرز، والنتيجة ما زالت لصالح الكتلة الإسلامية، فكيف هو حال كليتي الآداب، وكمال ناصر التي تضم كافة طلبة سنة أولى؟
إلى ما قبل النهاية، كلية الآداب تضم طلبة سنة ثانية، وكانت نتائجها على النحو التالي: " كتلة الوفاء الإسلامية 925، كتلة اتحاد الطلبة 14، كتلة الشهيد ياسر عرفات 621، كتلة القطب الطلابي الديمقراطي 151، كتلة الوحدة الطلابية 29.
3699 مجموع باقي القاعات لصالح الكتلة الوفاء الإسلامية مقابل 2404 صوت لكتلة الشهيد ياسر عرفات.
كمال ناصر القاعة الأخيرة، هذه القاعة التي تخشاها الكتل الطلابية كاملة، وذلك كونها تشكل نسبة كبيرة من طلبة سنة أولى الذين يصعب توقع أي الكتل الطلابية سينتخبون، فقد كانت النتيجة على النحو التالي، " كتلة الوفاء الإسلامية 1319، كتلة اتحاد الطلبة 21، كتلة الشهيد ياسر عرفات 975، كتلة القطب الطلابي الديقراطي 199، كتلة الوحدة الطلابية 38 صوت.
وعليه فإن مجموع الأصوات النهائية، كانت بمجموع على النحو التالي، كتلة الوفاء الإسلامية 5068، كلتة اتحاد الطلبة 76، كتلة الشهيد ياسر عرفات 3379، كتلة القطب الطلابي الديمقراطي 888، كتلة الوحدة الطلابية 132.
ومن الجدير بالذكر أن الكتلة الإسلامية في عام 2016 فازت في مجلس طلبة جامعة بيرزيت واستمرت 3 سنوات على التوالي، وفي عام 2019 تساوت الكتلتان بعدد المقاعد بـ23 مقعدًا لكل كتلة.