نبأ – رام الله – رنيم علوي:
في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم والتي كانت بدايتها في فيروس كورونا وصولاً إلى الأزمة الأوكرانية، بدأت الأسواق تشهد ارتفاعاً ملحوظاً على أسعار الذهب، إذ شكلت نسبة الارتفاع 2000 دولار أمريكي لأول مرة منذ عام ونصف.
ومع اقتراب مواسم " الزفاف"، كيف يتعامل المقبلون على الزواج مع هذا الارتفاع؟
المهر موجود والذهب مفقود
شروق عزمي، ومحمد السيد، شابان في مقتبل العمر وهما مقبلان على الزواج، جمعهما نصيبها قبل عامين، وبالتحديد في شهر حزيران من عام 2020، تأجل حفل زفافهما الذي كان من المقرر أن يبدأ في أيلول العام الماضي، بسبب فيروس كورونا الذي قلب الكفة عن موقعها.
قالت شروق عزمي لـ"نبأ": "مهري معي من شهر 6_2020، وكنت أنتظر انخفاض سعر الذهب، عشان اشتريه؛ ولكن للأسف هو في ارتفاع مستمر لليوم، وبسبب هذا الارتفاع ما قدرت أبداً اشتري التلبيسة المتعلقة بفترة الخطبة، وتأجل موضوع شراء الذهب".
سنة ونصف وشروق في انتظار أسعار الذهب أن تنخفض، لكي تحظى بحلتها كأي عروسٍ مقبلة على الزواج، إلا أنه ما زال في طريق الزيادة المستمرة، وبحسب شروق، فإنهم دائمي السؤال للتجار عن أحوال الذهب وأن هذا الحال غير معلوم إذ أن الذهب في طريقه المستمر للارتفاع.
وذكرت شروق لِـوكالة " نبأ": " كثير مر علي فتيات مقبلات على الزواج وضعهن مثل وضعي، واضطررن على تأجيل شراء الذهب للوقت المناسب، وأضافت عزمي، بأن هذا يؤثر عليهن وذلك لسببٍ واحد؛ أن كل الفتيات ينتظرن الفرح يوم زفافهن والذهب مرافقهن في هذه الفرحة".
وأردفت: "أيضاً لا ننسى الشباب المقلبين على الزواج، البعض منهم عزف عن الزواج بسبب هذا الارتفاع الكبير على أسعار الذهب، ولا يملكون ما يعينهم على توفير هذه المتطلبات، وبالتالي فإن ارتفاع أسعار الذهب قادت إلى الكثير من النتائج السلبية".
الهجرة أو العزوف عن الزواج
على ذات السياق، الشاب العشريني يزن النوباني، عاملاً في الدخل المحتل، يقضي يومه في عمله، إذ يخرج في السادسة صباحاً ليعود بالثامنة مساءً بعد أن يكون قد استولى على جسده التعب، حلمه أن يجمع ماله ليتزوج به، إلا أنه وبحسب تعبيره: " إحنا الفلسطينية الشقا مرسوم على جبيننا"، فحال الفلسطيني يختلف عن أي حالٍ عربي، وكيف إذ ارتفعت أسعار أهم مقومات الزواج؟
يتحدث يزن لِـوكالة "نبأ": " أنا شاب عمري 28 سنة، وزي زي أي شاب أطمح لأن يكون عندي بيت وعلية استقر معها، ولكن الحال مبين شقى طول اليوم، وفي آخر الشهر كل تعبك بروح على الديون وهان وهناك، طيب وبعدين؟ شو رح يصير في حالنا؟ واليوم جايين بارتفاع أسعار الذهب، الحل إنه خلص الواحد ينسى قصة الزواج أو يترك البلد".
يزن حاله كحال مئات الشباب الفلسطينيين الذين يفكرون بنفس الطريقة، العزوف أو الهجرة، ولك الخيار أيها الشاب الفلسطيني، وعلى هذا الطريق يأتي أمامهم الارتفاع على أسعار الذهب، فأين مخرجهم بعد كل هذا؟