نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

تعاني من مرض نادر

الأسيرة جرادات.. يحرمها الاحتلال من العلاج والحياة الكريمة

نبأ-جنين-رنيم علوي:

على الرغم من محبة الفتيات الفلسطينيات للحياة بكل تفاصيلها، إلا أنهم يجدون أنفسهم في كثير من الأحيان ضحية إلى جوار الشباب الفلسطيني تحت مقصلة الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته التعسفية، سواء بالتنقل وتنغيص الحياة اليومية، وليس انتهاءً بسلب الحق في الحرية، فيُصبحن أسيرات خلف القضبان.

تحبُّ الأسيرة الطالبة في جامعة القدس المفتوحة دينا جرادات، أن تُنادى " ترسيان"، وقد رَسمت صورة عن نفسها بِأن " أثر الفراشة لا يزول"، تعشق الكتابة وهي عضو في منتدى الأدبيات الفلسطيني " مدى"، مُكافحة ومتمردة على اللاعادي، متيمة بوالدها الذي سرقه الموت منها مُبكراً.

تُعاني ابنة مدينة جنين، من مرض الاستسقاء الدماغي، وهي بحاجة كل فترة إلى سحب السوائل المتراكمة في الدماغ، اعتقلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في فجر السابع من آب الماضي، وكانت قد كتبت عبر منصتها الفيسبوك قبيل اعتقالها " قوات الاحتلال تقتحم منزلنا اللهم سلم".

صديقات دينا تحدثن عنها لمراسلة وكالة " نبأ"، فوصفتها نادين محمد بِـ " الجدعة" : " "ترسيان" مثل ما تحب أن يناديها الناس أجمع، هي ابنة جنين " الجدعة" التي واجهت الكثير من المصاعب في حياتها مُنذ صِغر سِنها، إلا أنها نجحت في أن تكون أكبر من مصاعب الدنيا ونجحت في تخطيها".

وأكملت نادين حديثها عن "ترسيان" بأنها تملِكُ عقلاً كبيراً، قالت: " كل من يرى  ترسيان يَشهد بأنها "جدعة" وهي الصديق الذي يتيح لَكَ أن تسميه " الصاحب الصح"، فهي موجودة دائماً وإن غيبتنا الظروف فِعند اللقاء تُشعرك بأنه وكأنها رأتك أمس".

عانت الأسيرة دينا كثيراً من مرض استسقاء الدماغ، ورغم التعب إلا أنها كانت تحمّل ألمها لوحدها ولا تشكو إلى أحد، وفي بعض الأحيان كانت تدخل إلى غرفة العمليات دون أن تخبّر أحداً كي لا تجعل الخوف يَستقر في قلوب من يعرفوها.

واسترسلت نادين حديثها وصولاً إلى الثانوية العامة: " نجحت صديقتي في الثانوية العامة على الرغم من أن البعض راهن على فلشها، بقولهم " لن تنجحي" إلا أنها كسرت الرهان ونجحت رغم مرضها وجسدها المُتعب، وما أن تعدّت هذا الطريق حتى بات تركض إلى حلمها هو أن تدرس الصحافة والإعلام والذي بدأت تطور فيه، وأولى نقاط التطور هي أن تجعل الاحتلال يعتقل طالبة إعلامية".

وأردفت: " من أكثر النقاط الفاصلة في حياة " ترسيان" هي وفاة والدها الذي كان الأقرب لقلبها، إلا أنه وبعد وفاته بات يشكل لها نقاط قوة فعندما تتذكره تعود لتكمل طريقها دون يأس".

ابتسامةُ دينا، وتفاعلها الجميل الذي شكّل لها فراشة لعائلتها حتى وهي معتقلة، ونجاحها في حياتها رغم معناتها وحبّ الخير لغيرها، هذا كلّه لم يَكن كافياً ليمنعها من الخذلان.

استطردت نادين القول، "تعرّضت دينا للخذلان في الكثير من الأحيان من قبل أصدقائها وشخصياتٍ قريبة منها، وهذا لم يزدها إلا حباً بالناس فمع كلٍ خذلانٍ تجدها تقترب ممن تراه أمامها، فهي مرحةً في التعامل وتمتاز بقلبٍ " حنون" ولينٍ في الكلام.

بعد الحديث عن دينا، تصفها صديقتها بأنها “خجولة" عندما ترى شخصا لأول مرة، مشيراً أيضاً إلى أنها تطمح للطريق الطويل والكبير، وتحلّم بأن يكون لها أثرٌ لا يمحي تردد اسمها بين كل الناس.

زاد الاحتلال من معاناة الأسيرة دينا جرادات من خلال مماطلته في علاجها، أو حصولها على العناية الطبية، وهو ما استدعى نقلها من معتقل "الدامون" إلى مستشفى "رمبام" الإسرائيلي أول أمس الإثنين نتيجة عدم السماح لها بأخذ دواءها في موعده.

وبحسب نادي الأسير، "إن سلطات الاحتلال لم توفر العلاج للمعتقلة جرادات طوال فترة التحقيق التي استمرت 15 يوما في معتقل "الجلمة" رغم المطالبات المتكررة، وذلك قبل نقلها إلى معتقل "الدامون".

وكان من المُقرر أن تُعرض الأسيرة جرادات على محكمة الاحتلال اليوم، وتأجلت إلى يوم غد الثلاثاء.

وكالة الصحافة الوطنية