نبأ – غزة، نابلس، جنين، الخليل – شوق منصور، عزام حافظ، محمد إبراهيم، شروق طلب
مشاعرٌ من الترقب واللهفة والشوق الحارق وأفكارٌ مثل الأشباح لا تكف عن التحليق في منازل فلسطينية يبحث أفرادها عن أبناء لهم اختفوا في ظروف غامضة منذ أيام وأسابيع وبعضهم منذ سنوات.
معاناة واحدة وظروف مختلفة تجمع 5 أسر فلسطينية فقدت أبناءها في مكان واحد وهو الأراضي التركية التي ذهب بعضهم إليها للدراسة أو بحثا عن عمل أو للهجرة عبرها إلى الدول الأوروبية.
والمصير هو عدم معرفة المصير، إذ اختفى 5 شبان وهم علاء الدين حمادة، ورائد مبروك، وسلمان أبو طه وأحمد القيشاوي و سليمان أبو غبن، في تركيا ظروف غامضة إلى جانب اثنين آخرين أعدّت وكالة "نبأ" تقريرا سابقًا عنهما يمكن الإطلاع عليه من هنا.
وفي هذا التقرير تواصل مراسلوا نبأ في محافظات الوطن مع أسر المفقودين للوقوف على حالتهم وأوضاعهم والمساعدة في تقديم أي معلومات عنهم.
علاء الدين حمادة
وبدءًا من جنين، فكانت مشاعرٌ من الترقب والخوف والقلق تحاصر منزل عائلة حمادة في برقين قضاء جنين، شوقًا ولهفة لسماع أي معلومة عن ابنها علاء الدين المفقود في تركيا منذ نحو 10 أيام دون لا حس ولا خبر.
ذلك الاختفاء الغامض زاد من أوجاع العائلة التي تشتكي من غياب والده الأسير في سجون الاحتلال عبداللطيف حمادة المحكوم بـ12 مؤبدًا قضى منها 20 عامًا خلف القضبان.
ويفاقم من معاناة والدته التي تشتاق لاحتضان ابنها المعتقل منذ 4 سنوات والمقرر أن تفرج عنه سلطات الاحتلال خلال الشهرين المقبلين لانقضاء محكوميته.
حالة من الحزن الشديد تسود في المكان، ويصفها منير شقيق الشاب علاء الدين حمادة، الذي كشف في تصريح لوكالة الصحافة الوطنية "نبأ" عن تفاصيل فقدان الاتصال بشقيقه والظروف التي أحاطت بغيابه حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
ويوضح منير، أنهم فقدوا الاتصال بشقيقه علاء الدين في الساعة الـ6:30 مساء يوم 22 سبتمبر الماضي، ومنذ ذلك الوقت لم تصلهم أي معلومة أو خبر عن شقيقهم.
وقال إن شقيقه علاء حمادة كان يدرس في جامعة "بينكيت" في تخصص الترجمة، مؤكدا أنه يتقن 4 لغات وتبقى أمامه عامان لينهي دراسته في الجامعة.
وأضاف أنه يعمل في إحدى الشركات السياحية نظرا لإتقانه الحديث بأكثر من لغة ويتقاضى راتبا مجزيًا ما يجعل احتمال هجرته إلى إحدى الدول أوروبيا أمرًا ضعيفا، لاسيما مع اشتياقه لأسرته وحنينه الدائم للعودة إلى برقين.
وأكد أنهم تواصلوا مع زملاء له في تركيا ولكنهم جميعا أفادوا بعدم معرفتهم بأي شيء له علاقة بالاختفاء، لافتا إلى تقديم بلاغات للجهات الأمنية التركية ولكن ردودها كانت سلبية.
وفيما يتعلق بجهود السفارة الفلسطينية لدى تركيا، قال إن السفارة تتواصل معهم لتسأل عما إذا وصلت إليهم معلومات جديدة في هذه القضية أم لا.
ومع مرور أكثر من 10 أيام على اختفاء ابنها في ظروف غامضة، تتعلق عائلة حمادة بباب السماء وترجو من الله تعالى أن يعيد لهم ابنهم بكامل صحته وعافيته، ويناشدون أهل الخير من المقيمين في تركيا المساعدة في البحث عنه والعثور عليه.
ومن الجدير ذكره أن السفارة الفلسطينية لدى الجمهورية التركية والقنصلية العامة في إسطنبول قالت إنها تتابع حالات اختفاء عدد من المواطنين من أبناء شعبنا على الأراضي التركية.
وشكلت السفارة خلية أزمة لإدارة هذا الموضوع تتابع كل الحالات وتواصل اتصالاتها مع أجهزة الدولة التركية الرسمية عبر مخاطبات ومتابعات رسمية لكشف مصيرهم وبيان أسباب اختفائهم .
وتمنت السفارة على كل من لديه معلومة من مواطنينا في الجمهورية التركية حول هذا الموضوع، أن يتقدم بها إلى الجهات الرسمية، داعية كافة مواطنينا في تركيا إلى توخي الحيطة والحذر، والحرص على تسوية أوضاعهم القانونية من حيث الإقامات الرسمية في الدولة حسب القوانين المعمول بها.
رائد مبروك
بدموعٍ وحرقة لا توصف وحزن عميق يكاد ينزف دمًا من عينيها اللتين لا تكفان عن البكاء وبصوتها المثخن بمعاناة الفقد وحنين الأم إلى ابنها، تناشد والدة الشاب رائد مبروك، السفارة الفلسطينية والجهات المعنية وأهل الخير في الأراضي التركية بذل الجهود الممكنة لإعادة ابنها المفقود منذ عامين ونصف.
وتتحدث والدة المفقود رائد البالغة من عمرها 71 عامًا، لـ"نبأ" عن أملها في عودة ابنها إلى أبنائه وبناته الذين يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، حاول أن يخرجهم منها بسفره إلى تركيا بحثا عن حياة أفضل ومصدر دخل يعيلهم به ويخرجهم من بوتقة العوز والحاجة.
وتقول بلغتها البسيطة وهي متكئة على كرسي لا تستطيع الحركة بعيدا عنه: "أنا امرأة مريضة، ولم يبقَ من عمري الكثير، كل ما أريده أن يعود ابني إلى أبنائه وأرجو مساعدتنا في إعادة ابننا وليس لدينا مال لننفقه في البحث عنه ماذا نستطيع أن نفعل؟".
بدوره، قال مؤمن محمد مبروك، ابن شقيق المفقود رائد مبروك، إن عمّه فقدت آثاره بتاريخ 27-3-2021، في ولاية موغلا حينما كان ينتظر رحلة لمغادرة تركيا إلى إحدى الدول الأوروبية.
وأضاف لـ"نبأ" أنه كان يحدّث عمه قبلها بيوم قبل انقطاع الاتصال به وكان يتحدث عن السفينة التي ينتظر قدومها بعد أيام للهجرة فيها ولم تصل واختفى من ذلك الحين.
وأشار إلى فقدان الاتصال مع اثنين من رفاقه في تلك الرحلة وهم محمد الحساسنة وزياد راضي، وجميعهم لا توجد أي معلومات عنهم حتى يومنا هذا.
وأوضح أن عمه رائد كان نجارا وحاول من خلال تلك الرحلة أن يوفر مصدر دخل لأسرته يعينها على الظروف الصعبة في غزة والحصار الخانق عليها.
ورغم مرور عامين ونصف على فقدان ابنها رائد مبروك، لا زالت الأسرة مؤمنة بعودته إليهم وتأمل من الجميع أن يقدم لها يد العون والمساعدة في العثور عليه وإعادته إلى أبنائه.
سلمان أبو طه
وتعيش عائلة أبو طه من قطاع غزة حالة من الخوف والقلق والترقب لمعرفة مصير ابنها سلمان شريف أبو طه (23 عاماً) والذي فقدت أثاره في نهر ايفروس بين تركيا واليونان منذ 21 يوماً.
وفي هذا الإطار يقول شقيق المفقود في حديثاً له مع وكالة الصحافة الوطنية" نيأ" : إن سلمان توجه إلى تركيا منذ سنتين ونصف من أجل العمل، ومنذ فترة تعرف على مجموعة من الشباب الذين اقنعوه للذهاب معهم إلى اليونان بطريقة غير شرعية( تهريب).
وأضاف: أن هو والمجموعة التي كانت معه تعرضوا لإطلاق النار من قبل الامن التركي واليوناني، وهنا تفرقت المجموعة، البعض منهم يعرف السباحة وألقوا بأنفسهم إلى النهر والبعض بقية مع المعسكرات اليونانية، ولكن شقيقي سلمان لا أحد يعرف ماذا حدث معه.
وأشار إلى أننا تواصلنا مع بعض الأشخاص الذين كانوا معه والروايات التي وصلتنا منهم عديدة حول مصير شقيقي فالبعض أخبرنا أنه ذهب بالنهر، والبعض قال لنا استطاع الوصول إلى اليونان، والبعض قال أن المعسكر اليوناني أو التركي اعتقلوه، ولكن لغاية الآن لم نستطيع الوصول إلى معلومة مؤكدة.
وطالب المؤسسات اليونانية والتركية والصليب الأحمر بالوقف إلى جانبهم لمعرفة مصير أبنهم، مضيفاً" نحن كعائلة نعيش حالة من الخوف والقلق عليه، فوالدي منذ أن فقدنا الاتصال به وهم في حالة يرث لها، وخصوصاً أنهم يعانون من عدة أمرا ض، و وكانوا لا يريدون أن يسافر إلى تركيا وأبي كان طلب منه عدم السفر، فأن واخي وحيدان، ولكن أخي أصر على الذهب من أجل العمل والبحث عن لقمة العيش.
أحمد القيشاوي
لم تكن عائلة الشاب أحمد القيشاوي تعلم أن القدر يخبئ لها أياماً مظلمة من الفقد وانتظار أي خبر أو معلومة تطفئ النار التي اشتعلت في صدورهم بعد خبر فقدان نجلها.
أحمد القيشاوي 29 عاماً شاب أعزب من مدينة غزة وأحد الأبناء الثلاثة لعائلته، غادر القطاع بعد عدة سنوات من البحث عن عمل في تخصصه الهندسة الميكانيكية، فلم يُكتب له أي فرصة، فقرر السفر للبحث عن فرصة عمل في الخارج، وكانت وجهته تركيا، كحال كثير من الشباب الفلسطيني في قطاع غزة.
وكالة الصحافة الوطنية "نبأ"، تحدثت إلى شقيقه الأوسط محمد والذي أكد أن العائلة لا تعلم أي شيء عن نجلها منذ آخر اتصال مع والدته مساء الجمعة الماضية 24/09/2021، وغادر يوم السبت مساءً للقاء صديقه وتناول طعام العشاء معاً في منطقة "آسن يورت" وسط إسطنبول، وغادر لقاء العشاء متجهاً للمنزل.
ويضيف أن شقيقهم الأصغر الذي يقطن مع أحمد في ذات الشقة، فقده بعد عودته من عمله عند الساعة الثانية فجراً، وراسله عبر تطبيق واتس آب ولم يجب، فظن أن لديه انشغالاً، فذهب للنوم، وعند الصباح لم يجده قد عاد للمنزل فأبلغ عن فقدانه.
ويوضح محمد أن شقيقه غادر القطاع عام 2018 باحثاً عن العمل في تركيا، فعمل بداية بأحد المخابز لمدة عام حتى يُعيل نفسه خلال دراسة اللغة التركية، التي تسمح له سهولة البحث عن عمل، فأخذ الإقامة بعدها، وانتقل للعمل في محل لبيع قطع الغيار، ومن ثم انتقل للعمل في مجال التسويق الإلكتروني مع أحد أصدقاءه.
ويشير شقيقه إلى أن فكرة الهجرة لم تكن واردة لدى أحمد، بالإضافة إلى أن فقدانه كان في وسط إسطنبول، وليس في منطقة حدودية، وكان يستعد لاستقبال والدته في تركيا، ويقوم بتجهيز أمور السفر لها لزيارته وشقيقه في تركيا، وهي الآن في حالة صحية صعبة تنتظر أي معلومة تطمئنها عن نجلها.
وناشدت والدة المفقود أحمد القيشاوي في وقت سابق الحكومتان الفلسطينية والتركية بالبحث عن نجلها بكل السبل والطرق المتاحة، وأضافت ان احمد سافر من قطاع غزة قبل ثلاثة سنوات بحثا عن مستقبل أفضل وهو خريج الهندسة الميكانيكية.
سليمان أبو غبن
وفي لقاء مع شقيقة سليمان أبو غبن ميساء أبو غبن، قالت "والدتنا ترفض العلاج حتى عودة سليمان أو وصول خبر عنه، ناشدنا الرئيس وكل المؤسسات لعودة أخي سليمان أبو غبن"
وأضافت ميساء: "سليمان كان يعيش في تركيا ، أول شيء بكلس وبعدها اسطنبول وبعدها في ازمير، خرج من غزة أملا في الحصول على مستقبل جيد وتأمين المال لعلاج والدتنا، وفي تاريخ ٢٤ أغسطس خرج من منطقة سوجيكي بازمير عن طريق البحر ببلم، وكان متوجها لجزيرة ساموس بعرض بحر ايجا، وصلتنا معلومات أنه في السجون اليونانية وتواصلنا مع السفير مروان الطوباسي أكد لنا انه ليس في السجون اليونانية".
وتابعت: "والدتي ترفض العلاج من الحادثة وهي مريضة سكر وضغط وقلب، أمي ترفض أخذ الدواء حتى تصل معلومة عن سليمان الذي خرج من التعب والفقر للبحث عن مستقبل، حاول يعيش لكنه أختفى".
وناشدت أبو غبن كل المؤسسات للبحث عن شقيقها سليمان أو المساعدة في تقديم أي معلومة عنه.
يشار إلى أن المفقودين هم: محمد سهلب التميمي من مدينة الخليل فقدت آثاره في ولاية قونيا وسط تركيا في 10-9-2021 ، علاء الدين عبد اللطيف محمد حماده من مدينة جنين وهو أحد الموجودين في تركيا بغرض الدراسة، عبد الرحمن أبونواه من مخيم العروب في الخليل فقدت آثاره غرب اسطنبول في 15-9-2021، ناهض صابر الكفارنة من غزة مفقود منذ 13-9-2021 ، أحمد القيشاوي من مخيم الشاطيء في غزة ، اختفت اثاره في منطقة إسنيورت غرب اسطنبول في 25-9-2021، سامر اليازجي من غزة اختفت اثاره قرب حدود اليونان في 16-8-2021 ،سليمان ابو غبن من خانيونس اختفت اثاره على حدود اليونان في 23-9-2021 ،مها الشاعر سرحان ام لثلاثة اطفال اختفت اثارها في اسطنبول في 20-9-2021 ، سلمان ابو طه من غزة اختفت اثاره على حدود اليونان في 11-9-2021 .