نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

بيّن أسباب تراجع القضية الفلسطينية إقليميا ودوليًا..

قدورة فارس يكشف لـ"نبأ" حقيقة الصراعات داخل "فتح" على خلافة الرئيس

نبأ – خاص

يستعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والمقررة خلال الشهر الجاري؛ وسط العديد من الأسئلة التي تدور حول مكانة القضية الفلسطينية على الساحة الدولية والأسباب التي أدت إلى تراجعها.

وفي هذا الشأن، أكد القيادي البارز في حركة "فتح" قدورة فارس، أن القضية الفلسطينية شهدت تراجعا ملحوظا على الساحتين الدولية والإقليمية بفعل عدد من العوامل بينها عوامل داخلية وأخرى خارجية.

وقال فارس في مقابلة مع وكالة "نبأ"، إن العوامل الداخلية التي أضعفت القضية الفلسطينية هي الانقسام وعدم العمل والنضال على قاعده الوحدة، لافتا إلى أن تعليق الآمال على الاجتماعات العامة للأمم المتحدة هو جزء من الأوهام ولا يمكن أن يكون هناك أمل ما لم يأتي العمل والفعل من الداخل الفلسطيني.

وأوضح أن الأعمال يصنعها الشعب بنفسه وتصنعها قواه الحية التي إذا عملت بشكل فاعل وبشكل مؤثر في الميدان سيكون لها الأثر الكبير على الساحة الدولية، ولا يتوقع أحد أن الحرية للشعب الفلسطيني يمكنها أن تأتي من الخارج.

وحذر فارس من استمرار "حالة الفرقة التي نعيشها واضطراب الرؤية وعدم القدرة على أن نكون لاعبين أساسيين في المشهد الوطني الفلسطيني وفي الساحة العربية الإقليمية التي انحرفت عن المحددات التي حددتها بنفسها في علاقتها مع إسرائيل".

وأشار إلى أن "الساحة الإقليمية الآن باتت مرتهنة بيد الاحتلال، فهناك اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل التي تتموضع كأنها جزء من المنطقة ودولة طبيعية وهي ليست كذلك بكل تأكيد".

وتابع: "الاحتلال خلق قضايا إقليمية باتت أكثر اهتماما لدى البعض من القضية الفلسطينية، كالبرنامج النووي الإيراني والقول إن إيران أخطر من الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة، وكل هذه المحاولات لتغييب حضور الفلسطينيين على الطاولة الدولية".

وعن دور القيادة الفلسطينية في التصدي لمحاولات طمس القضية الفلسطينية وممارسة الضغط على المجتمع الدولي من أجل استعادة الحقوق المشروعة، قال فارس إن "القيادة السياسية تعمل استنادا إلى حصيلة الجهد المبذول فلسطينيا وميدانيا في إطار الصراع مع الاحتلال، فهي لا تعمل في إطار منفصل ولكنها انعكاس للحالة الفلسطينية التي يمكن من خلالها تحقيق إنجازات سياسية".

وعن سبب رفض الرئيس محمود عباس تعيين نائب له في ظل الأحاديث المتداولة عن صراع بين القادة الكبار في حركة "فتح" حول خليفته المقبل، قال إن "الرئيس لا يستطيع تعيين نائب له؛ لأن الدستور لا يسمح له بذلك".

وأضاف: "تعيين نائب للرئيس يجب أن يكون ذلك بالقانون عبر المجلس التشريعي أو من خلال توافق وطني بين كل الفصائل ويترجمه الرئيس على شكل قانون بمرسوم".

 

وأوضح فارس خلال حديثه مع "نبأ"، أن هناك "مخاوف من الفراغ السياسي في حال وفاة الرئيس محمود عباس لا قدّر الله، وفيها شيء من المنطق؛ لكن يجب أن نؤمن بأن هناك مؤسسات وأعراف وقوانين فلسطينية يجب أن تكون الحكم والفيصل في اختيار خليفته وبعد ذلك مباشرة وفي فترة قصيرة من الواجب العودة للشعب ليقول كلمته".

وبيّن أن "الحديث المتداول عن تقاسم إرث الرئيس عباس، عبارة عن أقاويل لا أساس لها من الصحة، وفتح حركة عريقة لديها مؤسسات متماسكة وقوية وتستطيع التعامل مع أي حدث مهما كانت استثنائيته وخطورته والأصل أن ترد كل الأمور للمؤسسات، والحديث عن أشخاص كخلفاء للرئيس عباس كلام لا معنى له ويعمق الأزمات ولا يعالجها".

وشدد فارس على أن "المخرج الوحيد هو اللجوء للمؤسسات في مواجهة الظروف الاستثنائية والشعب صاحب الولاية وله الحق في تفويض أي شخصية يراها مناسبة لقيادته".

وأكد أنه "لم يتم تدارس أي شيء بخصوص مرحلة ما بعد عباس داخل أروقة حركة فتح"، مشيرا إلى أن "كل من لديه سيناريو يطرحه في الإعلام ويلعب به كما يريد".

ولفت إلى أن "المؤسسات في حركة فتح بطيئة في الرد مع تلك الشائعات وهذا يسمح بتداولها لأطول فترة ممكنة، وتلك المؤسسات لا ترد ولا تنفي وهذه مشكلة حقيقية تبقي الباب مفتوحا دون تدخل لحسم المسائل المتداولة في الرأي العام ويجب أن يطل أحد من المؤسسات الرسمية لحركة فتح من أجل حسمها وإنهائها".

وحول سؤال "نبأ"، عن الشخصية الأكثر ترجيحا في حركة "فتح" لخلافة الرئيس عباس، رفض فارس، الرد على ذلك، متسائلا عن الآلية التي ستكون حينها هل عبر المؤسسات أم الانتخابات؟

وكالة الصحافة الوطنية