نبأ – الخليل – خاص
مع إتمام المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية، وترقب الاستعدادات للمرحلة الثانية في آذار/ مارس المقبل، تسلط وكالة الصحافة الوطنية "نبأ"، الضوء على واقع المجالس المحلية التي ستجرى فيها انتخابات المرحلة الثانية.
"نبأ" تحدثت إلى عدد من رؤساء المجالس المحلية في محافظة الخليل، أكبر محافظات الضفة الغربية المحتلة، حيث أجمع هؤلاء على سلاسة المرحلة الأولى من الانتخابات، وتطرقوا الى أبرز المعيقات والتحديات التي واجهتهم خلال فترة رئاستهم لتلك المجالس، وكذلك دور الحكومة في دعمهم، وإن تأثرت المجالس البلدية بتدخلات خارجية في أعمالها.
وأجمع رؤساء بلديات (الخليل، بيت أمر، دورا، السموع، الظاهرية، يطا، بني نعيم، صوريف، تفوح، سعير، بيت اولا، إذنا) على أهمية إجراءات الانتخابات في المجالس المحلية لتمكّن المواطنين من اختيار ممثليهم، مشيرين إلى أنّ الطابع العشائري كان لافتاً في المرحلة الاولى، ومن المتوقع ان يكون كذلك في المرحلة الثانية، نظراً لطبيعة التركيبة المجتمعية للعائلات.
وبرز من خلال الحديث مع رؤساء تلك المجالس، توجه لضرورة إدخال تعديل على نظام الانتخاب في المرحلة المقبلة، وأن يكون الاختيار فردي، وليس على شكل قائمة، كما جرى في المرحلة الأولى.
كما لفتوا إلى أنّ أحد اهم التحديات التي واجهتها المجالس المحلية، هو تأثير جائحة كورونا، التي ألقت بتأثيراتٍ سلبية على عمل المجالس، إضافة إلى انتهاكات الاحتلال خاصة في البلدات المصنفة (ج)، والتي يمنع على مجالسها القيام بأي خطط تطويرية بقرارات عسكرية اسرائيلية.
"أبواسنينة": بلدية الخليل واجهت محاولات لتدخلات خارجية
رئيس بلدية الخليل تيسير أبو اسنينة، قال لـ "نبأ" إنّ المجلس الحالي نفذّ 120% من البرنامج الانتخابي الذي طرحه، مشيرا إلى أنّ ذلك تمّ رغم أنّ الحكومة لم تصرف مستحقات البلديات.
ولفت إلى أن بعض القوانين كانت معيقة لعمل البلديات، وكان على رأسها نقل محاكم البلديات من البلديات الى محكمة البداية، ما عطّل تعطيل النظام في الهيئات المحلية.
وأبدى "ابواسنينة" تأييده لتعديل قانون الانتخاب، بإزالة نظام القائمة، معتبراً ذلك وصفة "لتفتيت المجتمع"، لافتاً إلى المجتمع الفلسطيني عشائري.
ورغم ذلك، قال إن البُعد العشائري في المجلس البلدي بالخليل، لم يكن ملموساً، حيث عملت البلدية كمجلس موحد، وليس ككتل وعائلات.
وعن التدخل في عمل المجلس البلدي، قال "أبواسنينة" إنه كان هناك محاولات منذ البداية لاستلام المجلس مهامه، محاولات للتدخل في أعمال المجلس، لكن وضعنا حداً لكل التدخلات، ولم نسمح لأيّ كان في التدخل بعمل المجلس.
"صبارنة": "بيت أمر لها وضع خاصّ"
رئيس بلدية بيت امر نصري صبارنة، قال إن بلديته، واجهت تحديات في عملها، كان من أبرزها الوضع الخاص للبلدة الواقع على الشارع الاستيطاني رقم 60 شمال مدينة الخليل، حيث يتعرض الاهالي لانتهاكات يومية من المستوطنين قوات الاحتلال .
ولفت إلى أن بلديته سعت لتقديم الخدمات للمواطنين ضمن الإمكانيات المتاحة، مشيراً إلى أنّ الأزمة المالية التي تعاني منها السلطة، أثرّ على قدرة الحكومة في دعم البلديات، لكن صندوق البلديات يقدم كل عام حزمة مشاريع للهيئات المحلية.
وفيما يتعلّق بقانون الانتخابات، أيدّ "صبارنه" الرأي القائل بتعديل قانون الانتخابات، بحيث يتم اختيار أفراد وليس قوائم معيّنة.
"العملة": المواطن بحاجة للتجربة الديمقراطية
محمد عبدالرحيم العملة رئيس مجلس بلدي بيت أولا، قال إن المواطنين بحاجة إلى ان يجرّبوا التجربة الديمقراطية.
وأشار إلى محاولات لتدخلات عشائرية في عمل المجلس البلدي، لكنه رفضها، مؤكداً على أهميّة أنّ يعمل الرئيس والأعضاء لخدمة البلدة ككل دون تأثير للبعد العشائري في ذلك.
وقال إنّ مجلس بلدي بيت أولا واجه مشكلة في خطوط المياه الواصلة للبلدة، وكذلك قطع التيار الكهربائي من الجانب الاسرائيلي، وهي معيقات تواجه أغلب المجالس البلدية. وفق "العملة"
ارزيقات: العشائرية طغت في المرحلة الأولى
رئيس بلدية تفوح محمود ارزيقات عبر عن عدم رضاه عن نتيجة الانتخابات في المرحلة الاولى؛ بسبب العشائرية التي طغت عليها .
وقال إن من أبرز المعيقات التي واجهها مجلس بلدية تفوح، كانت الإمكانيات المالية، مشيراً إلى أهمية وجود الانسجام بين أعضاء المجلس البلدي لخدمة أهالي البلدة.
ودعا الى تعديل النظام الانتخابي ليكون أنسب للمواطنين، والذي يصب في النهاية بمصلحة المؤسسة، بحيث يكون التصويت للفرد وليس للقائمة.
جرادات: جائحة كورونا أعاقت خطتنا الاستراتيجية في سعير
فتحي جرادات نائب رئيس بلدية سعير، قال إن المجلس وضع خطة استراتيجية للعمل عليها، لكنّ جائحة كورونا أعاقت المشاريع لفترة إلى ان عادت الأمور الى طبيعتها وباشرت البلدية بتنفيذ عدة مشاريع .
وقال إن الحكومة لا تدعم المجالس المحلية، لكن صندوق اقراض البلديات يقدم مشاريع إلى جانب منح تقدمها دول مختلفة عن طريق وزارة الحكم المحلي.
وذكر ان نظام القوائم الانتخابية قد يكون مفيداً للفصائل، لكن من الافضل ان يكون التصويت فردياً، مشيراً إلى أنه لا يوجد تحركات للبدء في عمل قوائم انتخابية للمرحلة الثانية حتى الان في البلدة.
سميرات: أعدنا الحياة لبلدية يطا
عيسى سميرات رئيس بلدية يطا، قال إنه منذ عام ونصف لتعيينه في رئاسة تسيير أعمال المجلس المحلي، تم انجاز عدد من المشاريع على مستوى المدينة، كان من أبرزها تأسيس نواة لشبكة المياه، وشبكة مجاري.
وقال إنه تم اعادة الحياة للبلدية على أسس من الديمقراطية والإدارة الحديثة، لتمكن البلدية من خدمة المدينة على مدار السنوات القادمة .
وعن الدعم الحكومي، قال إنه ليس كافياً، لكنه يلبي الحد الأدنى من احتياجات يطا.
ورأى أن نظام الانتخاب على أساس القائمة يحرم جزءاً كبيراً من الحصول على المشاركة في ظل التحالفات، معبراً عن أمله في يكون تعديل لنظام الانتخابات بحيث تشارك جميع الكتل التي وصلت للحسم في تشكيل المجالس البلدية.
وعن وجود تدخلات خارجية، قال سميرات إن هناك تدخلات لكنها كانت ايجابية ومكنت من استمرار عمل المجلس البلدي في الفترة السابقة.
وأشار إلى عدم وجود معلومات رسمية عن الترشيحات للانتخابات المقبلة، لكنه لفت إلى وجود بعض الاحزاب السياسية التي بدأت بالحشد والاستعداد للانتخابات .
فطافطة: التصويت للقائمة يؤثر على الاختيار الفردي
من ناحيته قال عبدالمنعم فطافطة رئيس بلدية ترقوميا، إن التصويت في الانتخابات للقائمة يؤثر على الاختيار الفردي للمقترعين، مفضلاً الدمج بين الطريقة النسبية والفردية لإفراز أشخاص ذو كفاءة أكثر للمجالس البلدية.
وعن مجلس بلدي ترقوميا، قال إنه كان يعمل بشكل جيد في اول عامين، لكن في العامين الأخيرين مع أزمة كورونا، وتوقف الدعم للمشاريع، أدى ذلك للتأثير سلباً على عمل البلدية، لكنها كانت تعتمد على ايراداتها الداخلية لخدمة المواطنين .
وقال إن وضع الحكومة ليس سهلاً، حيث تمر بضائقة مالية، وهو ما ينعكس على دعمها للمجالس البلدية، وهو ما يؤثر على عمل البلديات.
وبين أن مجلس بلدي ترقوميا لم يواجه أي تدخلات خارجية في عمله سواء من مؤسسات السلطة او الاحزاب في البلدة.
ولفت الى ان العشائرية تسيطر على الانتخابات في البلدة، وان كانت معظم الكتل تابعة لحركة فتح، مبيناً انه حتى الان لم تتضح صورة الترشيحات المقبلة لانتخابات الدورة الثانية.
محاريق: نظام القوائم يخلط بين الكفاءات وغير الكفاءات
حاتم محاريق رئيس بلدية السموع قال إن تحديث نظام الانتخابات افضل، لأن نظام القوائم، اثبت انه يخلط بين الكفاءات وغير الكفاءات، حيث يتم فرض بعض الاشخاص على القائمة، رغم كونه ليس بالمستوى المطلوب.
وطالب بتعديل نظام الانتخابات بحيث يمكن المقترعين للتصويت لفرد بعينه يرى فيه الجدارة لقيادة المجلس البلدي.
وقال إن مجلسه لم يواجه أي ضغوطات او تدخلات من أي جهة، لكن هناك بعض ضغوطات اجتماعية او عشائرية يتعرض لها المجلس.
وذكر ان هناك حراكاً ضعيفا بين مكونات مجتمعية في السموع للاستعداد لخوض الانتخابات في مرحلتها الثانية، وحتى الان لم تتبلور أي قوائم واضحة المعالم.
سلهوب: التصويت بالترقيم أفضل
رئيس بلدية دورا أحمد سلهوب رأى وجوب إدخال تعديل على طريقة التصويت (بالترقيم) على اساس ان يتمكن المواطن من اختيار من يشاء ضمن القائمة ضمن ترتيب معين يرتئيه، رافضاً في ذات السياق ان تصبغ الانتخابات بصبغة العشيرة.
واضاف في شأن المعيقات التي واجهت مجلسه، انها معيقات مالية بالدرجة الاولى، حيث أن بلدية دورا تقدم من خلال المديريات المختلفة لـ 17 هيئة محلية خدمات، وهو وأمر يجب ان تنظر له الحكومة بشكل جدّي، بحيث يقدم لها دعم مختلف عن اي هيئة أخرى .
نائب رئيس بلدية صوريف: شحّ الدعم عائق لتنفيذ المشاريع
حازم غنيمات نائب رئيس بلدية صوريف، وصف الجولة الأولى من الانتخابات بأنها اتّسمت بالشفافية، والمشاركة كانت جيدة جداً.
واشتكى غنيمات –كباقي رؤساء الهيئات المحلية الاخرى- من شح الدعم المالي المقدم لمجلس بلدية صوريف، مبيناً أن الحكومة لم تقدم دعما مناسباً للبلدية، وهو عائق في تنفيذ المشاريع .
واضاف ان البلدية لم تواجه تدخلات خارجية او ضغوطات من مؤسسات السلطة والأحزاب، سوى تدخلات رقابية من الحكم المحلي.
وعن البعد العشائري وتأثيره، قال غنيمات إن هذا الأمر مسيطر على البلدية لكن ليس له تأثير على عمل البلدية.
مناصرة: الانسجام بين اعضاء المجلس البلدي مهم جداً
علي مناصرة رئيس بلدية بني نعيم قال إن مجلسه تمكن من وضع البلدية على الطريق الصحيح، خلال فترة عمله.
حجب الدعم الخارجي خاصة الامريكي عن الحكومة اثر على مساعدتها للمجالس البلدية، مشيراً الى ان صندوق البلديات قدم عدة مشاريع للبلدة.
وأيد مناصرة ادخال تعديلات على قانون الانتخاب، يمكن المقترعين من اختيار اي فرد مرشح وليس اي قائمة تفرض عليه.وأشار الى اهمية الانسجام بين اعضاء المجلس البلدي وهو في صالح البلدة وتقديم الخدمات للأهالي.