خاص نبأ:
مع دخول إضراب الأسرى الستة، رفضاً لاعتقالهم الإداري في سجون الاحتلال، مرحلةً حرجةً للغاية، وسط تحذيراتٍ من ارتقاء أحدهم شهيداً، يبدو أنّ هناك قراراً "إسرائيلياً" بترك هؤلاء الأسرى لمصيرهم .
ويُصرّ الأسرى الستة على الاستمرار في خوض معركتهم، رغم ما وصلت إليه حالتهم الصحية من خطرٍ شديد، يقابل ذلك بتعنت اسرائيلي واضح في الاحتلال الاستجابة لمطلبهم، بإنهاء اعتقالهم.
واليوم الخميس، دخل الأسير كايد الفسفوس إضرابه عن الطعام يومه السادس بعد المئة، فيما الأسير مقداد القواسمة مضرب منذ (99) يومًا، وعلاء الأعرج (82) يومًا، وهشام أبو هواش (73) يومًا، وشادي أبو عكر(65) يوما، وعيّاد الهريمي (36) يومًا.
وإسناداً لهم، يواصل الأسير راتب حريبات إضرابه عن الطعام منذ (19) يومًا، وعاقبته إدارة سجون الاحتلال بنقله الى زنازين سجن "مجدو".
وفي هذا السياق، قال المستشار الاعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبدربه لــ"نبأ" إن الآلآم تتضاعف مع كل دقيقة تمر على إضراب الاسرى مع ارتفاع نسبة الخطورة التي تهدد حياتهم.
وقال إن الأسير مقداد القواسمة يُحتجَز في قسم العناية المكثفة في مستشفى كابلان "الإسرائيلي"، بينما يُحتجز كايد الفسفوس في مستشفى بارزلاي الاسرائيلي.
ويعاني الأسيران القواسمة والفسفوس من فقدان الوزن، ونقص السوائل في الجسم، وعدم انتظام دقات القلب، مع شعورهما بوخزات في الصدر، عدا عن انخفاض ضغط الدم لديهما.
ولفت إلى أن هذه الأعراض مصحوبة بالتشنجات تهدد أعضائهما الحيوية بالضرر، خاصة الكبد والكلى والقلب، وهذا من شأنه أن يجعلهما عرضة لانتكاسات صحية مفاجئة، قد تؤدي الى الشلل أو الإعاقة أو ضرر مباشر في الجهاز العصبي بشكلٍ تام، او ضعف في وظيفة الدماغ.
وأوضح أن ثلاثة أسرى آخرين هم: هشام أبو هواش وعلاء الأعرج وشادي أبوعكر، محتجزون في عيادة سجن الرملة، بينما يُحتجز عياد الهريمي في زنازين سجن عوفر.
ومددت سلطات الاحتلال الاعتقال الإداري للأسيرين أبوهواش وأبوعكر رغم إضرابهما، وما وصلت إليه حالتهما الصحية، ما يؤشر على استهتار سلطات الاحتلال بحياتهما، وبقية الأسرى المضربين.
وقال "عبدربه": يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي عبر سياسة ممنهجة، يريد أن يوجه رسالة واضحة للأسرى المضربين وعوائلهم، ولبقية الأسرى الإداريين ومن يفكر منهم بخوض إضراب عن الطعام، سيواجه هذا المصير المحتوم، والمحفوف بالمخاطر، وبالتالي قد يدفع أيّ منهم حياته ثمناً لذلك، وبالتالي هم يتعمّدون تجاهل مطالب الأسرى المضربين، لدفعهم نحو الإحباط واليأس والانكسار.
وعن دور الصليب الأحمر في قضية الأسرى المضربين، قال "عبدربه" إنّ موقفه "على الحياد"، معتبراً إياها موقفاً لا يرقى الى حقيقة المخاطر الجدية المحدقة بالأسرى، ويفترض بالصليب الأحمر اتخاذ موقف أكثر جرأةً في تحميل الاحتلال المسؤولية عن سلامة ومصير الأسرى.
من جهتها، اتهمت إيمان بدر، والدة الأسير مقداد القواسمة، الاحتلال بترك ابنها للموت، مشيرةً إلى أنه نجا قبل أيام من موت محقق عندما انتشر أكثر من نوع بكتيريا في الدم ما استدعى تدخلاً طبياً عاجلاً.
ولفتت الى أن مقداد خضع لعملية جراحية مركزة، وتم وصل أنبوب للقلب للسيطرة على الأوعية الدموية.
وطالبت والدة مقداد الجماهير الفلسطينية، بالتحرك على نطاقٍ أوسع وأشمل لإسناد ابنها، وتشكل ضغط حقيقي على سلطات الاحتلال، يُجبره على الاستجابة لمطلب ابنها وزملائه بإنهاء اعتقالهم الإداري.