نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"لا تعويل لتحريرهم إلا على المقاومة"

 عامان على أسطورة "نفق الحرية" .. ماذا قال ذوو الأسرى الـ6 الذين سحقوا "أمن إسرائيل"؟!

 رام الله – نبأ: لم يكن صباح يوم السادس من سبتمبر عام 2021، عادياً، عندما فاجأ 6 أسرى، العالم بأسره، بمعجزةٍ حقيقية، تمثلت في نجاحهم بكسر قيدهم، والتحرر رغماً عن أنف السجّان وإجراءاته الأمنية والتكنولوجية المعقّدة في سجن جلبوع، عبر "نفق الحرية"، الذي هزّ دولة الاحتلال، وأحدث فيها زلزالاً أمنياً غير مسبوق، يستحيل أنّ يُمحى من الذاكرة والتاريخ.

وتمرّ الذكرى الثانية لعملية "نفق الحرية"، على الفلسطينيين عموماً، وأهالي الأسرى بشكلٍ خاصّ، مستذكرين تفاصيل ذلك الانتصار، ومؤكدين مجدداً على فخرهم بصنيع أبنائهم الأبطال، وأنّ الحرية التي نالوها بعزيمتهم لأيام قليلة، ستكون يوماً ما إلى الأبد بهمّة المقاومة في صفقة تبادلٍ مشرفة، كما وعد الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة"، في أعقاب اعادة اعتقال الأسرى الستة .  

كان مهندس العملية الأسطورية، الأسير محمود العارضة، وإلى جانبه الأسرى: محمد العارضة، ويعقوب قادري، وأيهم كممجي، ومناضل انفيعات، وزكريا الزبيدي، وإلى جانبهم 5 آخرون ساعدوا في حفر النفق من السجن، وجميعهم يتعرضون لعملية انتقام مستمرة منذ ذلك الحين، عبر العزل الإنفرادي، والتفتيش الاستفزازي المتواصل، والنقل من سجن لاخر، في محاولةٍ يائسة لكسر إرادتهم وعزيمتهم التي نالت من السّجان في تلك العملية .

في هذا السياق، قال والد الأسير أيهم كممجي إنّ  "أسرى نفق الحرية زرعوا بذرة، سُميت كتيبة جنين، التي سقيت بدماء الشهداء والجرحى، وامتدت هذه البذرة إلى مناطق اخرى بالضفة، وسنجني ثمار هذه البذرة قريباً، حيث كان لافتاً الحاضنة الشعبية التي التفت حول المقاومين في كل مكان".

وأكد أن نجاح نجله "أيهم" في  الوصول إلى قريته كفر دان بجنين، بعد انتزاع حريته من سجن جلبوع، نصر بحد ذاته. 

وتشكلت "كتيبة جنين" في البداية، لاستقبال الاسرى حال وصولهم الى المخيم، وليعمل مقاتلوها على الحفاظ على الأسرى الستة وحمايتهم، من أي محاولة إسرائيلية للوصول إليهم واعتقالهم. 

من جانبه، قال يحيى الزبيدي، شقيق الأسير زكريا، إن شقيقه ورفاقه أسرى العملية البطولية يتعرضون للتنكيل والتضييق من قبل إدارة سجون الاحتلال، كما أنهم يتعرّضون للتهديد بالانتقام منهم ومن ذويهم، حيث اغتال الاحتلال شقيقهما داود الزبيدي، وابن عمهم نعيم الزبيدي (رجل الظل لأسرى النفق)، واغتال أيضاً شأس كممجي شقيق الأسير أيهم، وهددوا الأسير محمد العارضة بالمسّ بحياته والانتقام من أهله، لكنّه يؤكد أنّها انتهاكات لن تثني ذوي الاسرى عن طريقهم . 

فيما قالت ريم وفردوس قادري، شقيقتا الاسير يعقوب، إن الوضع الصحيّ له صعب حيث يعاني مرض السرطان، وبحاجة لعلاج، فبعد اعادة اعتقاله نكلّ الاحتلال به، وعذبه، انتقاماً منه، وأشارتا إلى أن الكلمات تعج عن وصف شقيقهن وبطولته.

في حين قالت والدة الأسير مناضل انفيعات، انها تفتخر بابنها، وترفع رأسها بما فعل، مشيرة إلى أنها لم تزره منذ فترة، حيث يتواجد الان في عزل سجن إيشل، ويتعرض لانتهاكات كما رفاقه الخمسة الآخرين. 

من ناحيتها، قالت والدة الأسير محمود العارضة إنها لم تر ابنها حتى بعد تحرره في عملية نفق الحرية، مشيرةً إلى أنها كانت تتمنى أن يصل الى المنزل وتحتضنه قبل أن يقع أسيراً مجدداً، فيما قال شقيقه إن سلطات السجون تقوم بنقل "محمود" من سجنٍ لاخر كل شهر تقريباً، خوفاً من أن يعيد نفس سيناريو "نفق الحرية"، مؤكداً أن أهالي الاسرى  يعوّلون فقط على المقاومة لتحرير أبنائهم من السجون بصفقة تبادل.

بينما قال باسل العارضة، شقيق الاسير محمد إن شقيقه أراد ورافقه الخمة أن يوصلوا عبر عمليتهم بحفر النفق والتحرر من السجن عبره، للعالم أجمع، أن قضية الاسرى إنسانية، وتحتاج لوقفة من المؤسسات الدولية التي لا وجود ملموس لفعلها على أرض الواقع، بدليل أن اسرى عملية نفق الحرية منذ عامين يتعرضون لعقاب متواصل ولا تقوم تلك المؤسسات بما هو مطلوب منها.

وفي هذه الذكرى، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس إن "عملية نفق الحرية اخترقت منظومة الأمن الإسرائيلية، وتحولت التجربة لمدرسة متنقلة".

وأضاف أن الأسرى الستة اجترحوا معجزة وبطولة، نسفت منظومة الأمن الاسرائيلية وسحقوها بأقدامهم، واثبتوا أنه لا شيء يمكن أن يقف أمام الارادة والإيمان.

 وبالتزامن والذكرى الثانية لعملية "نفق الحرية"، يعيش الاسرى في سجون الاحتلال أوضاعاً صعبةً، وتعقيداتٍ على معيشتهم، بتعليمات من وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال ايتمار بن غفير، الذي أعطى تعليماتٍ عدة لإدارة السجون بتضييق الخناق على الأسرى، كان آخرها تقليص الزيارات لتصبح مرة واحدة كل شهرين.

ومقابل ذلك، قرر الاسرى إعلان الإضراب عن الطعام يوم الخميس القادم 14/9/2023، ما لم يتراجع العدو وأدواته عن هذا القرار وعن كل ما يهدد به، ويلتزم بعدم المس بحقوق الاسرى التي انتزعوها بدمائهم ولحومهم وعذاباتهم.

وكالة الصحافة الوطنية