نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

بؤرة على أراضي بيت جالا

"شتاء استيطاني ساخن" مقبل على بيت لحم مع حكومة المتطرّفين

بيت لحم – خاص نبأ:

في الوقت الذي لا زالت حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة الجديدة آخذة في التبلور، ورغم أنّ الحقائب الخاصة بالاستيطان والأمن ذهبت إلى أيدي قادة أحزاب إسرائيلية يمينية متطرفة، تتسارع على الأرض وتيرة الاستيطان والعدوان في مدن الضفة المحتلة، ما يعطي مؤشراً واضحاً على ما تحمله  تلك الحكومة من سياسات تجاه الشعب الفلسطيني.

وفي هذا الإطار، أنشأ مستوطنون نواة لبؤرة استيطانية جديدة على أراضي تعود لأفراد من عائلة السقا تابعة لمدينة بيت جالا بمحافظة بيت لحم.

وبيّن مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم حسن بريجية في حديثٍ لــ"نبأ"، أنّه تم اكتشاف وجود بيتين متنقلين "كرفانيْن"، وضعهما مستوطنون، على أراضي بيت جالا بمحاذاة مستوطنة "غيلو" الجاثمة على أراضي المدينة.

وأقام الاحتلال مستوطنة "غيلو" في عام 1971، على أراضي بلدتي بيت صفافا والولجة جنوب غرب مدينة القدس، ومدينة بيت جالا في محافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، وبفعل مخططات توسعتها السابقة، تبلغ مساحتها حاليا أكثر من 10 آلاف دونم.

وحوّل الاحتلال المستوطنة إلى مدينة ضخمة، تضم العديد من المراكز الاقتصادية، والتجارية، والترفيهية، وكذلك التعليمية، فيما تجاوز عدد سكانها 50 ألف مستوطن معظمهم من المتدينين "الحريديم".

وفي آب/أغسطس الماضي، أعلنت سلطات الاحتلال، عن توسيع مستوطنة "غيلو" المقاومة على أراضي بيت جالا بمحافظة بيت لحم، بـ 1250 وحدة استيطانية جديدة.

وقال "بريجية" إنّه نظراً لصعوبة الوصول إلى تلك المنطقة التي جرى وضع الكرفانيْن فيها، تمّ تصويرهما عن بُعد، مشيراً إلى أنّ العملَ جارٍ للوصول إلى الأرض المستهدفة؛ للحيلولة دون إتمام مخطط المستوطنين بإكمال إنشاء البؤرة الإستيطانيّة. 

وأضاف "بريجية" انّ الأراضي المستهدفة لا تتبع لسيطرة بلدية الاحتلال في القدس، وهي تقع في أراضي مصنفة (ج)، مشيراً إلى أنّ الهدف من بناء هذه البؤرة، يأتي في سياق الهجمة الاستيطانية وإلحاقها بمستوطنة "غيلو"، والتي أصبحت إحدى ضواحي القدس حسب ادّعاء الاحتلال.

ومع قدوم حكومة "إسرائيلية" جديدة، توقع "بريجية" "شتاءً ساخناً" لمحافظة بيت لحم، لجهة زيادة هجمة المستوطنين على الأراضي الفلسطينية فيها،  تحديداً في الأرياف، على اعتبار أن أراضيها تقع –وفق تصنيف الاحتلال- ضمن ما يطلق عليه "القدس الكبرى".

وأوضح أنّ هناك تزايداً في استراتيجيات الإستيطان في محافظة بيت لحم، سواء عبر الاستيطان الرعوي أو الاستيطان الزراعي، وكل ذلك يتم برعاية "الإدارة المدنية الإسرائيلية"، من جهة، ومن جهة أخرى بحماية جيش الاحتلال.

وبحسب معهد الأبحاث التطبيقية "أريج" ومقرّه بيت لحم، فإنّه منذ بدء تفشي البؤر الإستيطانية في الضفة الغربية، أوردت العديد من المصادر إحصاءات متباينة لأعداد البؤر الإستيطانية ، وذلك اما لاختلاف تعريف البؤرة الإستيطانية من مصدر لآخر، أو بسبب القيود الاسرائيلية على الوصول للمعلومات لدى الجانب الاسرائيلي، أو القيود المفروضة على بعض وسائل البحث العلمي مثل صور الاقمار الصناعية عالية الدقة والتي تستخدم في تتبع نشأة وتطور المناطق العمرانية.

وذكر المعهد في آخر تقريرٍ له إلى أنّ تحليل الخرائط وصور الاقمار الصناعية المتوفرة أظهر  243 بؤرة استيطانية منتشرة في الضفة الغربية، تأسست عبر السنوات من منتصف التسعينيات حتى عام 2021.

وكالة الصحافة الوطنية