نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

ناشط سياسي: اعترافات لعناصر من الأجهزة الأمنية بتكليفهم بتصفيات أخرى

"مساومات عشائرية".. وفيديوهات جديدة ومتورطين جدد في قضية اغتيال الناشط بنات

نزار بنات

لؤي السعيد – الخليل – نبأ

بعد مرور أكثر من أربعين يومًا على مقتل الناشط السياسي نزار بنات في الخليل عقب اعتقاله على يد الأجهزة الأمنية، ما أشعل فتيل الاحتجاجات في الضفة الغربية في أعقاب الإعلان عن مقتله، طفت على السطح تفاصيل جديدة تتعلق بالتدخلات التي جرت لمحاولة احتواء ما جرى في أي إطار.

عائلة بنات نشرت صورة على صفحة "نزار بنات الرسمية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تظهر أن نزار كان مقيدًا ومجردًا من ملابسه خلال عملية اعتقاله رصدتها كاميرات المراقبة في المكان وقت وقوع عملية الاعتقال.

وقالت العائلة على لسان عمار بنات في حديث خاص لوكالة الصحافة الوطنية للإعلام "نبأ"، "إن العائلة عملت منذ وقوع الجريمة على نشر مقاطع فيديو مصورة وصور تظهر عملية اعتقال نزار "الوحشية" تأكيدًا لرواية العائلة التي تؤكد أن عملية اعتقال نزار كانت "اغتيال سياسي" مؤكدًا أن العائلة تحتفظ بمواد فيديو وصور غير منشورة تظهر تفاصيل اعتقال مروعة وبشعة".

وفي ذات السياق استهجن بنات ممالطة الأمن في التعامل مع قضية نزار، مؤكدًا أن العائلة تعتبر أن الـ14 عنصرًا المتهمين في الاشتراك بمقتل نزار هم ضحايا مستوى سياسي أعلى منهم، وأن كل مؤسسة أمنية في الحكومة لها هيكليه إدارية واضحة ومفهومة، وجهاز الأمن الوقائي الذي اعتقل نزار له أيضًا هذه الهيكلية التي تبدأ برئيس ثم نائب الرئيس ومسؤول العمليات والمدينة، متسائلًا أيضَا عن موقع المحافظ من المسائلة والمحاسبة، والذي تستر على عملية الاعتقال وأصدر بيانًا صبيحة عملية اعتقاله قال إن وفاة نزار جاءت إثر "نوبة قلبية".

وأضاف عمار بنات "أن الحكومة حاليًا تعمل باستمرار على إنهاء قضية نزار عشائريًا حتى يوم أمس، زارنا وفدٌ عشائري وعرض على العائلة المال ووظائف حكومية وإغراءات أخرى، إلى جانب التهديدات المرسلة إلى العائلة بفتح ملف فلان وفضح فلان، مشيرًا إلى أن هذه الوفود العشائري لم تقتصر على مستوى مدينة الخليل، إنما طالت والد نزار في الأردن وهنالك أكثر من وفد عشائري أردني زار عائلة بنات في الأردن وزار والد نزار في محاولة لحل القضية عشائريًا".

وعلى الصعيد الحقوقي والقانوني قال عمار بنات "إن العائلة مستمرة في العمل تحقيقًا لعدالة نزار القانونية المنشودة، ولكن العائلة تسير بحذر مع الحكومة التي تعمل على المماطلة وإعاقة سير عمل العائلة ومحامي العائلة والحقوقيين في المنظمات العالمية والمحلية".

وأضاف أن العائلة مستمرة في الاحتجاجات وتنظيم الوقفات المطالبة بتحقيق العدالة لنزار بشكل أسبوعي، مشيرًا أن الرسائل التي تحملها هذه الوقفات السلمية واضحة، تحقيق العدالة لنزار، وقف الاعتقالات السياسية والقمع والإشاعات التي تعمل أجهزة الأمن على بثها في ما يتعلق بقضية نزار بنات والمدافعين عنه.

وفي ذات السياق كشف عدد من النشطاء الفلسطينيين تهديد قوات الأمن لهم ومحاولة تكتيم أفواههم والتحقيق معهم منهم الناشط السياسي بهاء الفروج الذي تعرض للتحقيق في جهاز المخابرات والناشط محمد البلعاوي الذي اعتقله جهاز الأمن الوقائي في طولكرم على خلفية تضامنه مع نزار بنات والذي لا زال معتقلًا حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

وكشف الناشط ضد الفساد فايز السويطي عن معلومات حول اعترافات عنصريين من جهاز الأمن الوقائي، المتورطين في اغتيال نزار بنات، وادعى أنهم اعترفوا في التحقيق بإعطائهم تكليفًا بتصفيته، بعد تصفية نزار، إضافة إلى الدكتور محمد عمرو من دورا جنوب الخليل.


وأضاف "السويطي" في حديث خاص لـ"نبأ" أنّ السلطة تحاول إلصاق تهمة مقتل نزار بنات، لشخصين من المشاركين في القضية؛ لتُبرّئ الآخرين، لكن يبدو أنهما "تمرّدا" أثناء التحقيق معهما، وكشفا عن تكليفهما ليس فقط بقتل "بنات"، بل بقتل نشطاء آخرين، "السويطي" أحدهم والآخر "عمرو"، على حد قوله.

 

واعتبر الناشط أنّ هذا الاعتراف خطير، وله مدلولات كثيرة، من أهمها أن السلطة ربما تضغط في اتجاه تبرئة المسؤولين الكبار عن الجريمة من الدرجة الأولى، مشيراً إلى أن بعض المتهمين الموقوفين رفضوا محاولات إلصاق التهمة بهم، وأنهم يقولون إن الخطة واضحة وأنهم تلقوا أوامر بالتنفيذ، فما ذنبنا!.بحسب السويطي

 

وقال "إنه على الرّغم من أن هذه المعلومات خطيرة، لكنّها جريئة في ذات الوقت، ويجب أن يتبين المُخطط الأول للجريمة؛ لنعرف كيف تصرفت الأجهزة الأمنية والمستوى السياسي".

ولفت السويطي إلى أن "لجنة التحقيق التي شكلتها السلطة عليها خلافات كثيرة وقد انسحب منها 3 ولم يبق سوى اثنان هما وزير العدل وممثل الاستخبارات العسكرية".

وحول طبيعة الحراك المتواصل للمطالبة بمحاسبة قتلة نزار بنات، قال "السويطي" "إنّ هناك عدة فعاليات ستنظم هذا الشهر، من أبرزها تظاهرة على دوار المنارة وسط مدينة رام الله، يوم السبت المقبل، اضافة إلى دمج التظاهرة مع مطلب رفض النشطاء لـِ"التعيينات الفاسدة" في مؤسسات السلطة". حسب وصفه

يُشار إلى أن عائلة نزار بنات، نشرت قبل يومين، صورةً جديدة لحظة اعتقاله على يد قوة من الأجهزة الأمنية، وقالت إنها تظهر نزار مقيد اليدين، وقد مزقت ملابسه في نصفه الأعلى، ثم تم وضعه بالقوة في السيارة.

وقال محامي الناشط الراحل نزار بنات، غاندي أمين "إنّ نزار كان مقيدا ومع ذلك تم الإعتداء عليه بالضرب في تجاوز للقانون وخرق للسلوك، مُطالباً بأن تأخذه العدالة بعين الإعتبار خصوصا أن تقرير الطبيب الشرعي أكد الموت نتيجة الضرب".

 

وكالة الصحافة الوطنية