نابلس – نبأ:
اعتبر محللان أنّ التبني الرسمي من قِبَل كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، لعملية "كدوميم" بين مدينتي قلقلية ونابلس، الخميس، والتي نفذها الشهيد أحمد ياسين غيظان، تحدياً صريحاً للاحتلال الاسرائيلي.
وقتل في العملية التي نفذها الشهيد "غيظان" جندي "إسرائيلي" في لواء "غفعاتي"، وقالت الكتائب إنها “تأتي كردٍ سريع على عدوان الاحتلال وتغوله على أهلنا وشعبنا في مخيم جنين، ورداً على تدنيس مقدساتنا، وتمزيق المصحف الشريف في بلدة عوريف بنابلس”.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق أن تبني كتائب القسام لعملية كدوميم، "ضربة مسمار قوية" في نعش الردع الاسرائيلي بما يشمل (الاعلامي والمعنوي) الذي كان يتبجح به رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وقال إنّ معركة جنين فتحت شهيّة المقاومة على الانتقال لجغرافيا جديدة، وتقنية جديدة تتخذها حالياً، بعد أن كان لديها تكتيك الاستنزاف والتوقيت والمفاجأة، وبات لديها الآن توجه للتوسع الجغرافي والدقة في تنفيذ العمليات وهو ما يربك المنظومة الأمنية الاسرائيلية.
وأضاف أنّ قيادة المقاومة تثبت صدق ما قالت ان ما قبل معركة جنين ليس كما بعدها، فالواضح ان التطور اللافت للمقاومة في جنين انعكس على معنويات جيش الاحتلال سلباً، وعلى نهوض المقاومة في الضفة ايجاباً .
ووصف رسالة كتائب القسام لوزير مالية الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش، في بيان تبني عملية كدوميم، بقولها إن "القسام كاد أن يطرق عليك باب بيتك“، بالجرأة الكبيرة وانّ الوزير المتطرق في مرمى رصاصها، وهو مؤشر خطير أن كل التطرف والتحريض ضد الفلسطينيين انعكس سلبا على من يقوده ويطلق يد العنان للمستوطنين للعربدة في الضفة المحتلة.
من جهته، أكد الناشط خالد دويكات أن تبني "القسام" للعملية حمل رسائل مؤلمة للاحتلال ومستوطنيه، فهي تقول إنها قادرة على الوصول إلى باب بيت الوزير المتطرف "سموتريتش"، وتؤكد انها من يقف وراء العمليات النوعية في الضفة، وأنها لا تترك ساحة الضفة المحتلة كما حاول البعض الترويج، فالتبني بشكل رسمي هو بمثابة "إخراس" لكل الأبواق الناعقة التي تحاول المزايدة على المقاومة في غزة بأن الضفة لا تعنيها .
وأشار إلى أنّ هناك دلالات على تطور العمل المقاومة في الضفة الغربية وانتقالها من مرحلة الدفاع الى الهجوم، بعمليات تثبت ان الاحتلال يفشل في كل مرة في اجتثاث المقاومة، والدليل انه يواجه عمليات رد سريعة، وصعود درجتها التنظيمية .
وأكد على أنّ الحاضنة الشعبية تلتف حول المقاومين في الضفة بشكلٍ جليّ، وأصبح من الواضح أن هناك تبني رسمي للعمل المقاوم، بعد ان كانت الفصائل تصدر بيانات نعي للشهداء منفذي العمليات، والكل يعلم بأن المقاومة في الضفة بدأت تأخذ منحى يؤذي الاحتلال، بدعم و توجيهات المقاومة في غزة، وقد كشفت وحدة المقاومين في معركة جنين هذا الدعم .
وبعد العملية في كدوميم، ولاحقا، قال الناطق باسم كتائب القسام"، أبو عبيدة، في تغريدة عبر تيليغرام: "عندما قالت كتائب القسام إن جنين ليست وحدها، كانت تعي ما تقول جيدًا، فجاء ردنا في ’عيلي’ على يد القساميين مهند شحادة وخالد صباح، لتدفيع العدو ثمن عدوانه على جنين الشهر الماضي، وتواصلت الضربات كردٍ سريعٍ على عدوانه على المخيم قبل أيام، بعملية بطل الخليل عبد الوهاب خلايلة في قلب تل أبيب، ثم بعملية القسامي أحمد ياسين غيظان في كيدوميم، التي جاءت اليوم، لتؤكد من جديد جاهزية القسام، والمقاومة الدائمة للرد على العدوان على أي بقعةٍ من أرضنا ومقدساتنا".
وبينما باركت الفصائل العملية، اعتبر الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، أن "العملية الفدائية بين قلقيلية ونابلس هي تطبيق عملي لما أعلنته المقاومة أن مخيم جنين لن يُقاتل وحده".
وأضاف "على الاحتلال أن يبقى في حالة انتظار لردود المقاومة على جرائمه".