نابلس - نبــأ:
على غير ما عهدته جامعة النجاح ومجلسها وطلبتها، فبعد أن كان مجلس الطلبة كالابن المطيع لإدارة الجامعة ومنفذًا لرغباتها وسياساتها حتى فيما يتعارض مع مصلحة الطلبة، ها هو اليوم يقف في وجه القرارات التي تضر الطالب وينادي بحقوقه ويعلن الاضراب ويقاطع الامتحانات ويعتصم وأخيرًا يحقق مصالح الطلبة.
لسنوات طويلة عانى طلاب المجمع الطبي في جامعة النجاح من ارتفاع سعر الساعة الدراسية وضغط الحياة الأكاديمية والأكثر من ذلك تعنت إدارة الكلية والجامعة في التعاون مع الطلاب حتى في تحديد اوقات الامتحانات والالتفاف على حقوق الطلبة.
لكن الأخطر حسب طلاب سابقين ومصادر من داخل الجامعة لم تصرح عن اسمها ذكرت أن المجمع الطبي يشكل أحد أهم مصادر الدخل المادي للجامعة، وبالتالي فإن ترسيب عدد من الطلاب سنويًا يضمن لهم دخل إضافي أكبر ولا يتوانى الكادر الاكاديمي عن رفع نسب الرسوب قدرالامكان لتحقيق هذه المصلحة.
أما الآن وقد تغير حال مجلس الطلبة واستلم رئاسته الطالب عمر ساري ممثلًا عن الكتلة الاسلامية والذي أخذ على عاتقه تحقيق مصلحة الطالب أولًا، لجأ طلاب المجمع الطبي للمجلس بعد أن تم تحديد ٧ امتحانات بمواد طبية صعبة خلال اسبوع، ٦ منها في يوم واحد فقط، ما يعني استحالة ان يقدمها الـ٣٠٠ طالب، أو ان يكون ذلك على حساب رسوب النسبة الأكبر منهم.
يقول رئيس مجلس طلبة النجاح عمر ساري: "مباشرة بدأنا بمحاولات تأجيل مواعيد الامتحانات ليتسنى للطلبة تقديمها بأوقات مناسبة تسمح لهم باجتيازها وبما لا يتعارض مع مصلحة الجامعة إلا أن الجامعة لم تتجاوب، وتم عقد لذلك عشرات الاجتماعات والتوجه إلى مختلف الجهات بدءًا من رئيس الدائرة وصولًا إلى رئيس الجامعة".
وذكر ساري أنه في تلك الأثناء وعندما حان وقت الامتحان اتخذ المجلس قرار بمقاطعة الامتحانات والذي التف حوله جميع الطلبة عدا ٢ من أصل ٣٠٠ طالب، ثم وبعد صمت ١٠ أيام من قبل الجامعة، قررت أخيرًا أن ترصد لجميع الطلاب المقاطعين "صفر جامعة"، ليتخذ المجلس قرارًا جديدًا ببدء الاعتصام داخل أسوار الجامعة إلى حين التوصل إلى حل بعد فشل جميع جلسات الحوار السابقة.
وفي ظروف صعبة اعتصم ما يزيد عن ٢٠ طالب داخل أسوار الجامعة منعتهم خلالها الإدارة من إدخال الأغطية والفراش وأي مستلزمات تعينهم على الاستمرار، ما دفع الطلبة أن يقضوا الليالي مفترشين الأرض وملتحفين السماء في سبيل تحقيق مطالب زملائهم في كلية الطب.
وأخيرًا وبعد أكثر من أسبوعين من بدء المحاولات وتصعيد الخطوات، وتدخل وسطاء وبعد ٥ أيام من الاعتصام توصل مجلس الطلبة إلى حل مبدئي بتشكيل لجنة حوار من مجلس اتحاد الطلبة والكتل الطلابية مع الجامعة، ومن منطلق بادرة حسن النية أعلن عن تعليق اعتصامه لغاية صباح يوم الأحد القادم تاركا المجال للحوارات أن تثمر بما يضمن حق الطلاب وعلى قاعدة عدم وجود صفر جامعة، حسب ساري.
ووجه ساري رسالته: "نؤكد على أن هذه الجامعة جامعتنا ونحن ننتمي لها تمامًا كما ننتمي لتنظيماتنا وكتلنا، ولا نريد أن نكسر أي جهة بل ما نريده هو أن نحصل الحقوق ونصونها قدر المستطاع".