نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

الممرض إلياس .. جرح استشهاد والده سيبقى نازفًا

نبأ-نابلس-شوق منصور:

"هذا أبي هذا أبي، اتركوني..." ليست عبارة من فيلم درامي، بل هي صرخة الممرض الياس الأشقر الذي  سأل دكتور القلب عن حالة مصابَين وصلا إلى المستشفى بحالة خطرة فأخبره أنهم استشهدا، فكشف إلياس عن وجه المُسّن ليتفاجأ أنه والده وقال لصديقه: هذا أبوي!.. ليضع صديقه بطاقة هوية المسن التي كان يحملها في وجه إلياس، وسأله: هذا أبوك؟!، أجاب إلياس: آه، هذا أبوي!.،  هذا الجرح الذي سيبقى ينزف.

يصف إلياس لـ"نبأ"، شعوره عندما اكتشف أن أحد المصابين هو والده قائلاً: إن ما حدث معي صدمة لا اعتقد أن في يوم من الأيام سوف أتخطاها، وهذا المشهد سوف يبقى يتكرر في ذاكرتي لمئة عام، وسيقى جرحي ينزف على رحيل والدي.

وحول تفاصيل ما حدث معه يقول الأشقر: بعد كثير من الأحداث والإصابات التي وصلت إلى المستشفى، وصل إليها مصابين بحاجة إلى إنعاش فقد كان القلب متوقف عندهم، في هذه اللحظة كنت في قسم التصوير لتصوير إحدى المرضى، وبعد انتهاء عملي، ذهبت الى دكتور القلب وسألته عن حال المصابين فأخبرني أنهم استشهدوا.

وأضاف الأشقر: عندما أخبرني الطبيب بأنهم استشهدوا شعور غريب قد أصابني وقلبي بدأ يدق ويرتجف، فقد شعرت أن أحدهم قريبي أو أنني اعرفهم، فذهبت ابحث  عن أسرتهم وكشفت عن وجه المريض الأول ولم اتعرف إليه وعندما كشفت وجه الشهيد الثاني كان أبي فصرخت على صديقي الممرض الذي كان يقف إلى جانبي هذا ابي، وسرعان ما عم الصمت في المكان وتعجبه الممرضين ومن كانوا في الطوارئ.

وتابع حديثه: ليس هناك شعور أستطيع فيه وصف مدى الصدمة التي أصابتني حينما شاهدت والدي، ففقدان الأب ليس كأي شعور، وابي لا يمكن ان يتكرر ولا يمكن لاي كلمة أن تصفه أو تصف حنيته علي وعلى إخوتي.

واستشهد الشهيد عبد الهادي الاشقر(61عاماً) بالأمس خلال المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مدينة نابلس وراح ضحيتها أحد عشر كوكبًا، وأكثر من  100 مصاب.

والشهداء هم المسن عدنان سبع بعارة (72 عاما)، ومحمد خالد عنبوسي (25 عاما)، وتامر نمر ميناوي (33 عاما)، ومصعب منير عويص (26 عاما)، وحسام بسام اسليم (24 عاما)، ومحمد عبد الفتاح عبد الغني "الجنيدي" (23 عاما)،  وهم أحد مقاتلي عرين الاسود، ووليد رياض دخيل (23 عاما)، المسن عبد الهادي عبد العزيز أشقر (61 عاما)، ومحمد فريد شعبان (16 عاما)، وجاسر جميل قنعير (23 عاما)، وعنان شوكت عناب (66 عامًا).

 

وكالة الصحافة الوطنية