نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"جردات" تتحدث لـ"نبأ" عن الطريق من الاعتقال والإهمال الطبي إلى الحرية

نبأ-رام الله-رنيم علوي:

الفتاة الشابة دينا جرادت والتي تُلقّب بِـ " ترسيان" تحدثت عنها وكالة "نبأ" سابقاً في تقاريرٍ خاصة، تعرّضت للاعتقال، وللإهمال الطبي؛ بفعل معاناتها " الاستسقاء الدماغي" وهذا مرضً نادر؛ ينتج عنه تجمّع سوائل في الدماغ وتصبح الحاجة إلى سحبهِ.

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عنها؛ بعد أن اعتقلت في يوم 7 آب/أغسطس الماضي، وهي طالبة إعلام في جامعة القدس المفتوحة.

فَـمن هي دينا، ولماذا اعتلقتها قوات الاحتلال، وكيف عايشت الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال؟ وصولاً إلى وصف شعور الحرية.

في حديثٍ جرى مع دينا عن أحلامها، قالت:" إن هدفها الأسمى هو أن تصبح إعلامية تستطيع أن تصل الرسالة من خلالها للعالم بالصوت والصورة وحتى الكلمات، ذاكرة أنها تتمنى أن يُقال اسمها بالفخر والخير؛ ولهذا السبب حاولت بقدرتها الجمّة أن تصبح إعلامية وفي ذات الوقت تترك الأثر الطيّب قبل اعتقالها".

دينا، في فجر الـ 7 من أغسطس نشرت عَبر حسابها عالفيسبوك أن قوات الاحتلال تُحاصر منزلهم، داعية التسليم والحماية؛ لم تكن تتصور أن نتيجة المحاصرة هي "اعتقالها"، واسترسلت تصف لحظة الاعتقال، قائلة: " لحظة اعتقالي؛ كانت بعد أن دخلت قوات الاحتلال للمنزل وبدأوا بالسؤال عن الأسماء؛ وعند دينا توقفت التساؤلات لمن في المنزل، وتوجهت النظرات لها؛ وبدأ التحقيق معها في زاوية المطبخ".

وأردفت جرادات:" بعد التحقيق، صادروا أجهزتها الإلكترونية كَـ اللابتوب والهاتف وحتى الساعة الإلكترونية".

لحظة الاعتقال

" ودعت ولدتها وغادرت باتجاه جيب عسكري يحتوي بداخله كلاب بوليسية" بعد هذا القول استطردت جردات " في هذا الوقت كنت قوية كثير"، وطيلة فترة التحقيق حاولوا اذيتها جسدياً ف حرموها من " فرشة البرش" والتي ساهمت في أن تتأذى بمنطقة الرأس؛ وهو ما أوصلها إلى أن تشعر بالتعب الجسدي باكراً.

نُقلت جردات لِـسجن "الدامون" في انتظار ساعة الحكم، وعندما حُكمت تمالكت قواها وقالت لوالدتها " الحمدلله احنا مش أحسن من اللي جوا" وعادت إلى السجن حيث منزلها بعد ذلك شاكرة حامدة لله.

إهمالٌ متعمّد

وعن الإهمال الطبي، قالت: " إن الإهمال من قِبل إدارة السجون هو  متعمّد سواءً كان في فترة التحقيق أو حتى بعد الدخول إلى السجن؛ إذ تمثّل لدى دينا بأن حُرمت من الدواء مدة التحقيق؛ وبعد ذلك تغيير في نوع الدواء الذي ساهم في جعلها تعاني من أعراض جانبية ومن ضمنها أن تأذى ما يسمى بِـ "عصب البصر" والذي ينتج عنه أن لا يُرى شيء سوى بياض، بالإضافة إلى منع  دواء مميع الدم عنها.

وأكدت جردات لِـوكالة "نبأ" أن الإهمال الطبي متواصل داخل السجن، من قبل إدارة مصلحة السجون؛ مشيرةً لوضع الأسيرات اللواتي يفتقرن لِـطبيبة نسائية؛ وحرمانهن من الفحص الدوري كل 6 أشهر؛ لسرطان الثدي، بحسب الصحة العالمية.

وتحدثت دينا عن نفسها، مؤكدة أنها قبل الاعتقال كانت تميل إلى الاعتدال صحياً ونفسياً، ذاكرة أنه خلال الاعتقال خسرت من وزنها ما يقارب الـ 20 كليو؛ وقد تم سحب سوائل من منطقة الدماغ ٣ مرات وهي  مقيدة اليدين والقدمين خلال عملية السحب.

البوسطة

وتابعت: " عدا عن البوسطة التي بقيت فيها ما يقارب الـ 3 ساعاتٍ بعد الخروج من السجم، بالإضافة إلى أن تكيف درجة حرارة متدني جداً؛ وهذا بدوره ساهم بالتأثير عليها بعد أن خرجت من البوسطة".

ومن الجدير ذكره، أن البوسطة، عبارة عن سيارة مصفحة محكمة الإغلاق يتم فيها نقل الأسرى الفلسطينيين من وإلى المحاكم الإسرائيلية أو للتنقل بين السجون المختلفة أو النقل إلى المستشفيات خارج السجون، ولكنها تفتقر إلى مقومات السلامة المدنية.

ولا يوجد في البوسطة مكان للجلوس كما أنها لا تصلها أشعة الشمس أو الهواء إلا من خلال فتحات دائرية صغيرة، ويبقى الأسير مكبل اليدين والقدمين في وضعية واحدة لمدة تتراوح من 10 ساعات إلى عدة أيام.

وعند خروجها من السجن، سردت القول: " بعد خروجي من السجن كان من المفترض أن أخرج عند حاجز  سالم؛ ولكن بعد رؤية الاحتلال لعائلتي عند الحاجز قاموا بإعادتي ووضعي أمام حاجز الجملة".

علماً أن حاجز سالم الإسرائيلي يقع في شمال الضفة الغربية بِمحافظة جنين، وسمي بسالم نسبة لقرية سالم الفلسطينية الواقعة على خط التماس داخل الأراضي التي احتلت عام 1948، أما حاجز الجملة يفع في محافظة جنين شمال الضفة الغربية، وهي من القرى التي وقعت في حرب 1967 تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وعند لقاء الاحبة تكمل دينا أنها بكت بكاء الفرح الحقيقي الذي حرمت منه داخل زانازين الاحتلال؛ إلا أن تلك الفرحة رافقتها ساعة واحدة؛ وذلك لأنها نقلت إلى المشفى.

ومن الجدير ذكره، أن أقدم الأسيرات في معتقلات الاحتلال اليوم هي الأسيرة ميسون موسى المعتقلة منذ عام 2015، ومحكومة بالسجن لمدة 15 عاماً، في حين أعلى الأحكام صدرت بحق الأسيرتين شروق دويات وشاتيلا عياد، المحكومتين بالسجن 16 عاماً".

وكالة الصحافة الوطنية