جنين – نبأ – علا مرشود
خلال الفترة الأخيرة التي مر بها مخيم جنين بحالة استثنائية على جميع الأصعدة الوطنية والسياسية والاجتماعية، برز دور ريادي للجنة المتابعة العليا والتي أصبح لها دور فاعل في الحالة الوطنية الموجودة.
لم تكن هذه اللجنة وليدة اللحظة، بل لجنة وجدت منذ مدة طويلة وكانت تضم العائلات وشخصيات اعتبارية لمتابعة القضايا الاجتماعية داخل المخيم، ولكن بعد الأحداث الأخيرة التي تمر بها مدينة جنين ومخيمها تحديدًا تم تطوير اللجنة لتضم ممثلين عن التنظيمات السياسية الفلسطينية والمؤسسات الفاعلة.
وخلال حديث خاص أجريناه في "نبأ" مع نضال نغنغية رئيس لجنة المتابعة العليا في مخيم جنين أكد أن عملها تركز منذ بداية الأحداث الأخيرة في المنطقة وتهدف إلى إيجاد نقاط التقاء لجميع الأطراف وعدم الاصطدام خاصة مع الشرطة والأجهزة الأمنية في ظل هذه الظروف.
وذكر أن اللجنة أجمعت على نقاط عدة تم الاتفاق فيها على طبيعة المرحلة وطريقة إدارتها وعلى أساسها تم العمل من خلال تعزيز الحالة الوطنية واحتواء الحالة الفصائلية والحالة الاجتماعية الموجودة داخل المخيم سواء كانت إشكاليات بسيطة أو قضايا اجتماعية.
وأشار نغنغية إلى أن الحاجة لمثل هذه اللجنة برزت لضمان أن لا يكون هناك أي احتكاك بين التنظيمات السياسية أو تزاحم ولتجاوز كل الاشكاليات المعهودة وعدم ترك المجال مفتوحًا لآثار الانقسام السياسي على الساحة الفلسطينية ليكون له تداعيات داخل المخيم.
وفي السياق نفسه أضاف أن ضبط العلاقة مع السلطة ووضع قواعد التعامل معها حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة وعن نطاقها الطبيعي في الحالة الوطنية الموجودة كان من أهم الأدوارللجنة، وعقب:
"اذا أجمعنا على أنها حالة وطنية وهذا عليه إجماع بالتالي لا بد أن تكون العلاقة مع السلطة لها نقاط التقاء وليس نقاط اختلاف تؤدي إلى صدام معها".
أما عن أبرز الانجازات فقال نغنغية: "مجرد الاتفاق بين الفصائل يعتبر انجاز للجنة المتابعة"
وتحدث أيضًا عن التوصل لوثيقة مع كافة الفصائل تم الاجماع عليها تضبط العلاقة بين الفصائل وتعتبر كنظام داخلي بين المؤسسات والفصائل والعائلات في المخيم، إضافة إلى إنجازات محلية كحل خلافات داخل المخيم أو مع التنظيمات تم التغلب عليها عدا عن القضايا اليومية الحياتية التي كان للجنة المتابعة دور هام في حلها وضبطها.
واجهت اللجنة تحديات كبيرة في بداية عملها، فالعمل في مجال الإصلاح الذي تدخل فيه عمل المؤسسات والتنظيمات ومحاولة التوفيق بينها رغم التشعبات الكثيرة ليس بالأمر الهين ولكن يردف نغنغية:
"تمكنا من التغلب عليها لأن الكل كان مستشعر للخطر والكل توقف عند مسؤولياته طالما أن الأهداف معروفة والنوايا صافية سنتغلب على كل الصعوبات وفي النهاية ما يهمنا هو أن نجنب شعبنا أي اصطدام داخلي او اصطدام مع السلطة وهذا كان السبب الأساسي لوجود لجنة المتابعة".
وتربط لجنة المتابعة مع الأجهزة الأمنية علاقة يسودها الاحترام المتبادل التي تؤمن بأن الأمن وسيادة القانون للسلطة الفلسطينية وأجهزتها وأذرعها المختلفة ولا يتم تجاوز ذلك حسب نغنغية.
وتمنى نغنغية أن تنتشر هذه اللجان في كافة المناطق الفلسطينية واستحداث اطر فلسطينية جديدة غير عن الأطر الموجودة حاليا والمستهلكة لأن المرحلة التي يمر بها الشارع الفلسطيني مرحلة استثنائية.
وختم بقول: "أنه لا بد من ايجاد لجان توفق بين الجميع وتصلح الشرخ السياسي الموجود في المجتمع الفلسطيني بين كافة التنظيمات السياسية الموجودة وبين غزة والضفة".