القدس - نبأ – إسلام عمارنة
من جديد، يثبت الشعب الفلسطيني من يريد أن يمثله، نتائج فرز الأصوات بانتخابات نقابة الأطباء الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، مساء الجمعة، أظهرت فوزاً ساحقاً للمستقلين مقابل خسارة كبيرة لمرشحي حركة فتح.
حيث فاز المستقلون في 7 فروع في من أصل 8 جرت فيها الانتخابات في الضفة الغربية.
نقيب الأطباء الدكتور شوقي أبو صبحة الذي فاز بالتزكية لدورة أخرى، أوضح أن كل القوائم التي خاضت الانتخابات حملت صفة المستقلة رسميا.
وأضاف أن الهيئة العامة قالت كلمتها وأخرجت من يريد أن يمثلها، وأن النقابة كلمتها حرة ولا يسيطرعليها دولة أو حزب أو وزير، كلمتها وسياستها ونبضها من نبض الهيئة العامة.
وأكد أنهم لا يرفضون الأحزاب والتنظيمات الوطنية اذا كانت جاهزة لدعم سياسة نقابة الأطباء، "ولكن أن تصادر كلمة النقابة فهذا نرفضه رفضاً قاطعاً ممن كان".
ما سبب خسارة فتح؟
وعلق الدكتور فراس حمامدة من قائمة خليل الرحمن المهنية المستقلة، على سبب خسارة فتح بقوله أن مقولة لا أريكم الا ما أرى واللون الواحد لم تعد تنفع، اذا أردت أن تكون في الساحة يجب أن يكون لديك انجازات، اذا لم يكن لديك انجازات الناس لن تدعمك.
وأوضح بأن الناس لا تثق بهم بالرغم من إعلانهم للدعاية الانتخابية، "لأنه يتم تعيين مدراء على أساس أنهم ممثلين عن النقابة ولكن يوجد هناك "تعارض مصالح".
وأضاف: "أن تكون في فصيل كبير ومشهور ودائما لك كل شيء فهذا لا يشفع لك، لأن الناس بحاجة لإنجازات، ليس فقط الطلب بالدعم المستمر ولا ترى وجهه إلا الانتخابات التي تليها".
وبين حمامدة أن القوائم المستقلة في الفترة الماضية أثبتت جدارتها في التعامل مع الناس، "أي شخص كان يطلب منهم أي شيء إلا ودعموه ولبوا النداء أمام الجميع، إنجازاتهم ظاهرة وواضحة للعيان".
الدكتور سفيان البسيط من قائمة القدس المهنية المستقلة، قال إن هناك أشخاص مأطّرين في كل الكتل كما هو حال الشعب الفلسطيني، وأن المزاج العام للأطباء مع فكر معين ومع استقلالية النقابة وبالتالي القوائم التي شاركت كمستقلة فازت في الانتخابات، وأضاف بأن الفكر الموجود اليوم في سياسة نقابة الأطباء "واضح بأنه بحاجة الى نقابة مستقلة بعيداً عن التجاذبات السياسية من أجل تنظيم مهنة الأطباء بعيداً عن الآراء السياسية والتجاذبات لأنه يجذبنا بعيدا عن الخط الذي نتحدث عنه، ألا وهو خط الاستقلالية والمهنية".
ولفت الى أن المستقلين لا تحالف يساري ولا إسلامي ولا فتحاويين، "يجب على كل شخص أن يشتغل بتنظيمه، فالساحة الفلسطينية فيها متسع، وبالعكس نحن اليوم نعاني من نقص في الكوادر التنظيمية وبحاجة لتنظيمها في كل الفصائل، فالساحة مفتوحة، أما الساحة النقابية فندعو الى استقلاليتها ومهنيتها".
ونوه أن سبب فوزهم هو المشاركة بقوائم موحدة في كل الضفة الغربية وبالتالي فإن هدفهم مهني استقلالي وقد حصلوا على دعم جمهور الأطباء لهم.
وبالنسبة لخصوصية مدينة القدس قال: "كلجنة فرعية عملنا على بعض النقاط الموجودة التي تهمّ مدينة القدس بخصوصيتها واختلاف العمل فيها عن الضفة الغربية بحكم واقعها السياسي، وبما أننا نحن كمقدسيين لنا أطباء موجودين في بقية المناطق تتبع للنظام الفلسطيني كالعيزرية وأبوديس وكفرعقب ملتزمين في برنامج النقيب في الضفة الغربية".
أما الدكتور علاء أبو زهرة من قائمة الخليل المهنية المستقلة قال: "الكل يريد أن يبعد عن التيارات التابعة للسلطة، الانتخابات لا تنحكم بهذا الشكل، الانتخابات هي فرصة لمن يريد أن يخدم ويعمل لأجل الأطباء ويحفظ كرامة الطبيب، فهي عمل ليس حزبي وإنما من منطلق المبدأ، ليدافع عن حقوق الأطباء".
وأخيراً، فقد نجحت شريحة جيدة من نخبة الشعب الفلسطيني على انتخاب من يستحق ويمثلها ولو بأبسط الحقوق، وعلى قول "لا" في وجه من يظلم ويسلب حقهم، على أمل إقامة انتخابات تشريعية ورئاسية يختار فيها الشعب من يمثله بشفافية ونزاهة.