نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

كشف عن التحديات التي تواجه القضية والحلول المقترحة لإنهاء الانقسام

"نبأ" تحاور عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "رمزي رباح"

نبا – نابلس – شوق منصور

رمزي رباح هو قيادي فلسطيني بارز عاصر الكثير من مراحل النضال الوطني وله مواقف سياسية ونضالية وهو عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تنحدر عائلته من قرية كفر برعم في الجليل الأعلى ، والتي جرى اقتحامها وتهجير سكانها في العام 1948.

بداية رباح بالعمل الوطني

وتحدث رباح في مقابلة مع "نبأ" عن بداية عمله الوطني والسياسي وقال: إن بداياته في العمل الوطني كانت في لبنان، عام 1996 وبعدها التحق في العام 1969 بصفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وكان من مؤسسي منظماتها في لبنان.

وأوضح رباح أنه منذ عام 1996 والصراع يحتدم مع الاحتلال الإسرائيلي في مناطق الاحتكاك وخاصة في جنوب لبنان، حيث انتشرت قواعد الفدائيين الفلسطينيين، وكانت إسرائيل منذ 1996 وفي منتصف السبعينيات تشن عدوانا واسعا على المخيمات والتجمعات الفلسطينية ودمر حينها اكثر من مخيم مثل مخيم النبطية الذي جرى إزالته عن الخريطة بشكل كامل.

وتابع حديثه: في هذه الفترة كان صمود المخيمات وحمايته والحفاظ على الوجود الشعبي في المخيمات هدف رئيسي لعملنا كمنظمات فلسطينية وهدف رئيسي في عملنا في الجبهة الديمقراطية، كما إنني أخذت دوراً في قيادة العمل التنظيمي في جنوب لبنان، وتوفير عوامل الصمود للمخيمات من خلال الاهتمام بشؤونه عبر اللجان الشعبية والاتحادات والمؤسسات الفلسطينية.

واستطرد رباح بالقول في عام 1975 الاحتلال قام بالتحريك والتأثير على مجموعات لبنانية، مستغلة النزاعات الطائفية والأحزاب في لبنان، ودخلت على الخط وبدأت بتشجيع أطراف لبنانية مثل حزب الكتائب والقوات اللبنانية لمواجهة الفلسطينيين والمخيمات.

وأضاف: في المعارك مع الاحتلال الإسرائيلي كان لدينا دور رئيسي مع منظمات الجبهة وقواتها كيف ندافع عن وجود الشعبي ونقارع الاحتلال لمنعه من التمدد والتوسع لمنع إلحاق الخسائر والضرر في الشعبين الفلسطيني واللبناني، فكنا نقاتل وكانت المقاومة تقاتل جنبا إلى جنب مع الحركة الوطنية اللبنانية ضد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982.

وأكمل: بعد الاجتياح ومعارك الصمود التي استمرت 80 يوماُ من معارك بطولية وصمود أسطوري للمقاومة في لبنان لم ترفع الراية البيضاء لم تسلم وجر خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، بقيت في لبنان مع كل قيادات الجبهة الديمقراطية لأننا أبناء مخيمات في لبنان وشهدنا بالتأكيد فظائع الاحتلال وأعوانه فكانت مجزرة صبرا وشاتيلا.

وبين رباح أن المسيرة كانت حافلة بالمواجهات ومعارك الصمود والبطولة لأبناء الشعب الفلسطيني الذي كان جزء من هذه البطولات.

 

وأوضح أنه بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان وبعد مجزرة صبرا وشاتيلا وانسحاب الإسرائيلي كانت المهمة الرئيسة لهم كيف يرممون المخيمات ويعملون على استمرار الوجود والتماسك الشعبي للمخيمات.

وأشار إلى أن هذه المهمة أخذت الجهد الأكبر والرئيسي بما في ذلك إعادة بناء منظماتهم ومؤسساتهم كمنظمة تحرير وقوى فلسطينية، وكان هذا الهدف الرئيسي الذي عملنا عليه.

واسترسل: بعد هذه المسيرة في لبنان انتقلت إلى سوريا في إطار التنظيم حيث كان مسؤولية إقليم سوريا من العام 1992 الى العام 1996 ، وكذلك تولي مسؤولية منظمات فروع الجبهة الخارجية حتى العام 1998.

وفي نهاية عام 1998 انتقل رباح إلى أرض الوطن وتولى مهمات قيادية متعددة في قطاع غزة حتى العام 2010، لا سيما مسؤولية المكتب التنظيمي ومكتب المؤسسات والمنظمات الجماهيرية، بحسب قوله.

وأردف: بعد ذلك انتقلت إلى الضفة الغربية وخلال هذه الفترة كان يمارس دوره في إطار المنظمات الشعبية والاتحادات.

وأشار إلى أنه وخلال هذه الفترة وفترة لبنان نشأت علاقات قوية جداً مع الفصائل الفلسطينية، حيث عملنا سويا وخضنا معاركنا الوطنية بشكل مشترك لفترة طويلة، حيث مدتنا العلاقات الكفاحية والنضالية مع الفصائل وممثليه، أسهم في ذلك بمشاركتي من المجلس الوطني إل المجلس المركزي والآن في عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

واستكمل: نحن أبناء مدرسة الوحدة الوطنية وأبناء العمل الوطني المشترك باعتباره الشرط الحاسم لانتصار نضالنا التحرري، فنحن أبناء هذه المدرسة في العمل الوطني الذي لا يعرف لا الانفراد ولا الهيمنة ولا الإقصاء للآخر بل التوحيد كل طاقة شعبنا لتحرر الوطني ونحن   على هذا الخط نسير.

علاقاته الدولية

ويقول رباح حول علاقاته الدولية، إنه شارك في العديد من المؤتمرات فالجبهة الديمقراطية له علاقات قوية مع العديد من الدول، من بينها الصين وفنزويلا الذين يدعمون شعبنا الفلسطيني ونضاله ولازالت العلاقات متينة مع موسكو بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، كما أن هناك علاقات متينة مع أحزاب تقدمية أوروبية وفي أمريكا اللاتينية ومع نقابتهم ومؤسساتهم، فنشارك فعاليتهم ويحضرون فعاليتنا.

وأكد أن هذه العلاقات لا تزال موجودة ومستمرة ومتواصلة ويطمح دائما لتطويره، فالفترات القادمة وخصوصاً أن الشعب الفلسطيني يحتاج في كفاحه لكل أشكال المساندة والتضامن من العرب ومن الأشقاء العرب والأحزاب العربية وحتى من الموقف الرسمي العربي، كما أننا نحتاج في صراعنا مع الاحتلال إلى أوسع تأييد ودعم أممي.

وتابع رباح: على مستوى الحضور الإعلامي أشارك بشكل معين في مقابلات دائمة وربورتاج ومقابلات سياسية وشخصية على وسائل الإعلام، والأداء الإعلامي يتم ربطه دائما بالوظيفة بهدف نقل الحقائق ووقائع الحالة السياسية الفلسطينية، ونستشرق آفاق العمل الوطني المشترك وكيف نعززه، وكيف نكشف لرأي العام كل فضائع واعتداءات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

 

وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية يقول رباح: نعمل في جهود متواصلة لتجاوز حالة الانقسام، الجبهة الديمقراطية قدمت مبادرة لإنهاء الانقسام تقوم على مسارين المسار الأول في منظمة التحرير تمثيل كل القوة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، والمسار الثاني حكومة وحدة وطنية تضم جميع القوى الفلسطينية، وبهذه المسارين في ضم جميع القوى باعتبار منظمة التحرير مؤسسة ائتلافية مظلة وطنية وجبهة وطنية عريضة، وباعتبار الحكومة ينبغي أن تعمل في الضفة وغزة على شكل متساوية.

وأضاف: وبالتالي انضمام الجميع في إطار مؤسسات منظمة التحرير وفي اطار الحكومة من شأنه أن يؤسس علاقات جديدة تتجاوز حالة الانقسام وتوحد المؤسسات الفلسطينية، ويتم العمل في مرحلة انتقالية مدتها سنة على الأكثر، وربما 9 شهور ، بعدها نذهب للانتخابات شاملة.

وأوضح رباح أن هذه المبادرة لا تزال مطروحة على الطاولة ولا يزال البحث والحوار فيها يجري مع فصائل العمل الوطني جميعها بكل تياراتها، بهدف أن نصل إلى قواسم مشتركة.

وبين أن من لديه مقترحات أخرى نرحب بها فالاهم هو إنهاء الانقسام الكارثي الذي استنزف طاقات شعبنا وحركتنا الوطنية بدلا من تكريس ضاقتنا لمواجهة الاحتلال.

وأكد رباح على أنهم جاهزون للعمل بانفتاح مع الجميع للوصول إلى نقطة نستطيع من خلاله إنهاء الانقسام في أي صيغة توافقية تمهيدا للذهاب لانتخابات، كي يكون لشعب رأيه في اختيار قيادته التي تمثله وهذا الحل الديمقراطي هو الوحيد

 

وكالة الصحافة الوطنية