نبأ-شوق منصور-طولكرم:

في حادثةٍ مأساويةٍ يدمى لها القلب، وتدمع لها العين، تشبه أحداث فيلم سينمائي لكنه ليس تمثيلاً، فهي واقعة حقيقية حدثت في محافظة طولكرم، حيث تعرض المسنون النزلاء في "بيت الأجداد" للتعذيب الجسدي والنفسي واللفظي من قبل العاملين في هذه المؤسسة، فعندما تندثر الإنسانية تموت الرحمة في قلوب البعض، ويتحجر القلب.

بقلب يعتصر ألماً، وعيون تملؤها الدموع يقول ياسر عمر (67عاماً) وهو أحد النزلاء في المؤسسة بمحافظة طولكرم" نحن كنزلاء في بيت الأجداد تعرضنا لسوء المعاملة من قبل الموظفين العاملين فيها، فلا يكفي  ما نحن عليه من مرض، أيضا نتعرض للضرب؟".

ويروي المُسن عمر في حديث له مع" نبأ": لقد تعرضنا للتعذيب الجسدي واللفظي، وكانوا يقدمون لنا أسوأ الطعام الذي يأتي من بيوت العزاء والأفراح ويتم تجميده لعدة أيام، ولا يصلح للأكل".

وتابع عمر حديثه وقد سبقته دموعه على وجنتيه التي أكلتها التجاعيد: "لقد قام أحد الموظفين بضرب أحد النزلاء بالحذاء على وجه، عدا عن أنهم كانوا يقومون بحجزنا في أحد المخازن المخصصة للأغراض والبضائع كعقاب لنا، مضيفاَ أننا عندما كنا نذهب إلى الإدارة لأخبارهم بما نتعرض له وأنا ما يفعلونه غير صحيح دائما كان يقول لنا "أنني أعرف موظفيني".

وأوضح عمر: كنا نفتقد للعناية والنظافة في ذلك المكان، فالبعوض والحشرات كانت منتشرة بالمكان، وحتى المراوح معطلة، ولم يكن أحد يهتم فينا ولا في نظافتنا، أما اليوم في المؤسسة التي انتقلنا إليها بدأنا نشعر بأننا نعيش في 5 نجوم، فهم يقدمون لنا أفضل الأطعمة، ويحضرون لنا الملابس ويهتمون بمظهرنا الخارجي.

واستكمل عمر حديثه بصوت حزين: أقول لهؤلاء العاملين في هذا المؤسسة غداً سوف ستكبرون وتصبحون كما حالنا اليوم، عجزة".

في الإطار نفسه يقول نائب مدير الشؤون الاجتماعية فواز حمزة لـ" نبأ" : إنه بعدما تبين لنا أن النزلاء في بيت الأجداد وهي إحدى المؤسسات التابعة لتنمية الاجتماعية يتعرضون لسوء المعاملة والتعذيب الجسدي والنفسي، أخذنا عدة إجراءات ومنها، توفير الحماية لهم وبالتالي نقل النزلاء لمؤسسات أكثر أماناً، وتشكيل لجنة لدراسة آلية المؤسسة، ومدى استمرارية ترخيصها بوزارة الداخلية، وتحويل المتورطين للقضاء، وإنهاء "شراء خدمة"، لأننا كنا ندفع عنهم كوزارة تنمية من ميزانية السلطة.

وأوضح حمزة: أنه تم توجيه إنذار مسبق لهذه المؤسسة منذ سنة كي تقوم بتحسين معاملتها مع الظروف كي لا تتعرض للفصل، كم أنه منذ فترة تم الاتفاق مع رئيس الجمعية، وتم فصل أحد الموظفين الذي اعتدى على النزلاء، ولكن للأسف تبين أنهم مازالوا يتعرضون للتعذيب.