نبأ – القدس – شروق طلب
لا يخفى على أحد أن باب العامود كان وما زال المكان المفضل للمقدسيين للجلوس فيه بعيدا عن الرائحة النتنة التي تستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ لتفريق المتظاهرين بشكل سلمي.
ولكن الاحتلال لا يروق له تجمعات المقدسيين في هذا المكان الذي بات يمثل رمزا للنضال والصمود والبوابة الرئيسية للدفاع عن المسجد الأقصى، فيضطر لاستخدام وسيلة مقززة لمنع التجمهر في هذا المكان.
وتتمثل هذه الوسيلة في سيارة المياه العادمة والتي يطلق عليها المقدسيون اسم "الخرارة"، فما هي؟ وما المواد التي تستخدمها؟
يستخدم الاحتلال "ماء الظربان" المقزز وهو سائل ذو رائحة كريهة نفاذة في البشرة والملابس والشوارع وتدوم عدة أيام على الرغم من الاستحمام والتنظيف، وهي خليط ترشه الشرطة الإسرائيلية منذ ثلاثة أسابيع تقريبا يوميا في القدس الشرقية على المظاهرات، مما يجعل من المستحيل تنفس الهواء في بعض الأحياء.
ويسمى هذا الخليط بالإنجليزية "skunk water" وترجمتها الحرفية "ماء الظربان"، وهو اسم لتلك الرائحة المنبعثة من الحيوان المذكور المعروف برائحته المقززة.
وهو اسم المادة المستخدمة التي أنتجتها الشركة الإسرائيلية Odortec، والتي تتكون من الماس والخميرة وبيكربونات الصوديوم وتفاعل الخميرة والبيكربونات كيميائيا هو الذي يعطي هذه الرائحة النفاذة.
هذه الرائحة تعطي شعورا بالغثيان وتعلق بك حتى لو لم تصبك بشكل مباشر.
وخلال المواجهات التي استخدمت فيها قوات الاحتلال "الخرارة"، رصدت وكالة "نبأ" أحد المتواجدين يرش العطور للتخفيف من حدة الرائحة الكريهة وإحداهم كانت توزع الكمامات؛ لأن الرائحة تعلق في المكان بكل شيء و لا شيء يزيل الرائحة بل كانت محاولات للتخفيف.
ومع هذه المعاناة، إلا أن عزيمة المقدسيين الذين خرجوا بمسيرة سلمية نصرة لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، لم تحبط بل واصلوا مرارا وتكرار الخروج في المظاهرات والتجمعات رغم غرق المدينة بالمياه العادمة ذات الرائحة النتنة.