رام الله - نبــأ:
تواصل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية حملتها ضد أبناء الجامعات، فمنذ بدء انتخابات مجالس الطلبة اعتقل عشرات الطلاب سياسيًا ولم تنتهي الحملة بانتهاء الانتخابات بل ازدادت بعدها خاصة بعد فوز الكتلة الاسلامية في أكبر جامعتين في الضفة النجاح وبيرزيت.
يقول الصحفي خلدون مظلوم أن الاعتقال السياسي الذي يستهدف طلاب الجامعات الفلسطينية هو ردة فعل غير مبررة على فوز كتلة بعينها وهي تعبير واضح عن عملية القمع البوليسي لفئة قادت العمل الجماهيري والمقاوم ضد الاحتلال لا سيما في الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وأضاف مظلوم أن اعتقال شخصية بمكانة رئيس مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت هي ضرب لكل مكونات الجامعة والحركة الطلابية فيها ورسالة لكل رأي أو اتجاه معارض في أوساط الطلبة والكتل المشاركة في الانتخابات والمجلس الطلابي.
وفي مواجهة هذه الحملة المسعورة بدأ مجلس طلبة جامعة بيرزيت إضراب داخل أسوار الجامعة منذ لحظة اعتقال الطالبين يحيى فرح وعبد الغني فارس لكن الأجهزة الأمنية لم تستجب، بل على العكس صعدت وقامت باعتقال رئيس مجلس الطلبة المنتخب من أغلبية الطلاب عبد المجيد حسن وتبعه اعتقال كل من عمر كسواني رئيس مجلس الطلبة السابق وبراء عاصي وفوزي أبو كويك.
و حوّلت أجهزة السلطة رئيس مجلس الطلبة في جامعة "بيرزيت" عبد المجيد حسن وعضو مؤتمر الطلبة يحيى قاسم ورئيس المجلس السابق عمر الكسواني إلى سجن أريحا.
وفي حوار له مع نبأ قال معتصم زلوم عضو مؤتمر مجلس الطلبة أنه وفي ظل كل هذه التصعيدات من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطيني دخلت الكتل الطلابية في إضراب عن الطعام استمر لما يقارب يومين حتى تدخلت وساطات من قوى إسلامية ومن مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات حقوقية، والتي استجاب لها الطلاب المضربين كبادرة حسن نية وأعطوا مهلة ثمانية وأربعين ساعة لحل مشكلة عبد المجيد بشكل رئيسي ومشكلة الاعتقال السياسي بشكل عام.
وأكد زلوم أنه وخلال الأربعين ساعة القادمة في حال لم يتم الإفراج عن عبد المجيد ستدخل أفواج إضافية وعدد أكبر الطلاب في الإضراب عن الطعام وسيتم إغلاق الجامعة بشكل كامل حتى الإفراج عن جميع الطلبة المختطفين في سجون الأجهزة الامنية الفلسطينية.
ولفت زلوم إلى أنه هذه المرة الأولى في تاريخ الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت يتم فيها اعتقال رئيس مجلس الطلبة من قبل الأمن الفلسطيني، وذكر أن ذلك يهدف إلى محاولة كسر الحركة الطلابية ومحاولة تحجيمها وأن لا يبقى لها أثر كبير في الشارع الفلسطيني بشكل عام وفي جامعة بيرزيت بشكل خاص.
وأشار زلوم إلى التفاف طلبة بيرزيت حول المجلس وخطواته لأنهم على واعي كافي بأن حياتهم الأكاديمية لا تنفصل عن حياتهم الديمقراطية، على الرغم من أن هذه الاعتقالات تأتي في هذا الوقت الحرج من العام الدراسي حيث شارف الفصل على الانتهاء والدخول في الامتحانات النهائية.
وتحدث زلوم لنبأ عن تعرض الطلاب المعتقلين للتعذيب داخل مقرات الأجهزة الأمنية فقال: "الشهادات التي تم مشاهدتها في المحاكم الاخيرة لشباب معتقلين لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية تثبت تعرضهم للتعليق والتعذيب الشديد".
وأضاف أنهم تعرضوا لتهديدات مفادها أنه في حال نقلوا ما حصل معهم داخل السجن سيكون لهم جولة أخرى من التعذيب وهذا ما حصل مع الطالب عبد الغني فارس الذي تم الإفراج عنه قبل يومين من الان الذي تحدث في المحكمة وقال للقاضي أن الآثار التي على جسده هي من حادث دراجة".
من جانبها طالبت حركة حماس السلطة الفلسطينية بالإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين قبيل عيد الأضحى، في ظل خوض شعبنا المرابط لمعركة مصيرية في مواجهة عدوان الاحتلال ومستوطنيه، و دعت الفصائل والمؤسسات الحقوقية للضغط على المتنفذين بالسلطة.
و قال الملتقى الوطني الديمقراطي: "حالة العجز السياسي الفلسطيني والاستسلام الرسمي المهين لأجندة الاحتلال يمثل خياراً مرفوضاً وموقفاً لا يُطاق، ونطالب الأجهزة الأمنية بحماية أبناء شعبنا من هجمات المستوطنين بدلاً من التوغل بالاعتقال السياسي والملاحقات".
و في ذات السياق، ندّدت منظمات حقوقية دولية ومحلية بمواصلة أجهزة السلطة اعتقال عدد من طلبة الجامعات والنشطاء داخل سجونها، مطالبةً بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين.
وطالبت منظمة العفو الدولية السلطة وأجهزتها الأمنية بالتوقف فورًا عن حالات تكميم الأفواه بحق الحركات الطلابية والإفراج عن المعتقلين السياسيين دون قيد أو شرط.
كما طالبت السلطة بوقف أشكال التعذيب كافة في مراكز الاحتجاز، ومضايقة المعتقلين السياسيين لمنعهم من الإبلاغ عن التعذيب وسوء المعاملة.