رنيم علوي - نبــأ:
منذ أن قام زعماء الصهاينة بإعلان قيام دولة "إسرائيل" عام 1948م، والأرض الفلسطينية لم ترى حالة من الاستقرار مطلقاً، ف " بلدة ترمسعيا" تُعاني من هجماتٍ استيطانية بين الحين والآخر على اعتبار أنها مصنّفة مدنياً تحت السيادة الإسرائيلية.
فقد شن الأربعاء المنصرم مستوطنين وصل عددهم قَرابة ال 300 مستوطن، هجوماً على بلدة ترمسعيا شمال شرق مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة.
أحمد يعقوب مواطن من بلدة ترمسعيا، مُغترب في بنما، تحدّث عن بلده الأم لِوكالة "نبأ"، قائلاً:" إنَّ ما يجري في الأراضي المحتلة من اعتداءاتٍ واطلاق الكلاب الضالة "المستوطنين" على المواطنين، وبالتحديد على بلدة " ترمسعيا" والتي تعتبر أن عدد كبير من سُكانها مُغتربين والأقلية من لبوا نداء الدفاع، مُنافي للقوانين الدولية وحقوق الإنسان".
وتابع يعقوب الوصف بما يجري في بلدته بِـ"طفح الكيل" فالمواطن الفلسطيني يقف عاجزاً أمام الاحتلال، ولفت يعقوب أن وجود القيادة يعتمد على تلبية النداء الشعبي والحماية، وإن لم تكن كذلك ف الشعب وحده يدافع عن نفسه بخياراتٍ مختلفة.
واسترسل، أن حاله كحال باقي أبناء الشعب الذين يتعرضون للإهانة، من اعتداءات على المنازل والرجال والنساء وحتّى الأطفال.
وعبّر كَمغترب أنه الجسد موجوداً في بلاد الغُربة، والقلب في البلاد المُحتلة، موضحاً أن هاتفه لا يتوقف عن الاتصال ومعرفة ما يجري في كل لحظة، موضحاً حاله كَ " القابض على الجمر" يشاهد ويسمع ويقهر ولا بيده سوى الدُعاء.
وفي مقابلة سابقة اجريت مع الناشط السياسي عُمر عساف، أكد إلى أن الوضع العام مقبلاً على مواجهة شاملة من قطعان "المستوطنين"، وأكد على أن الوضع بحاجة ماسة لتشكيل لجان حماية فلسطينية، تعمد توفير الحماية للبلدات والقرى المستهدفة بذات الطريقة التي شكلت فيها لجان الحماية والحراسة خلال انتفاضة الحجارة؛ مع ضرورة التقدير أن الظروف مختلفة عن سابقاً، أي أن التحركات تختلف.
وتحدثَ عساف عن ما قاله أحد مواطني بلدة ترمسعيا أمس لرئيس الوزراء محمد اشتية " إذا ما بدكم تحمونا ليش بندفع ضرائب تستنزف ٤٠٪ لأجهزة الأمن، وغير قادرة على حماية الشعب الفلسطيني؟"، معلقاً على ذلك بأن كلمات المواطن تُشير إلى ضرورة حل الأجهزة الأمنية الفلسطينية؛ لتجتّب "شرها" بحسب وصف ضيف "نبأ" من اعتقالات للمناضلين والمواطنين والنشطاء، والتي كان آخرها حين اعتقل رئيس مجلس طلبة جامعة بيرزيت، وبعد عدة ساعات بدأ الجيش الصهيوني اجتياح مدينة جنين؛ ولم ترى الساحة الفلسطينية رد فِعلٍ من قبل الأجهزة الأمنية.
ومن جهته، الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة كان قد دعا سابقاً السلطة الفلسطينية؛ لأخذ دورها في حماية الشعب الفلسطيني من أمام إرهاب المستوطنين، والتوقف عن كل السياسات المناقضة للثورة في وجه إجرام الاحتلال وحكومته اليمينية المتطرفة.
واعتبرت حركة حماس في وقتٍ سابقٍ أن اعتداءات المستوطنين على ترمسعيّا وبلدات الضفة المحتلة، جريمة بشعة لن ترهِب الشعب الفلسطيني، وستقابل بمزيد من الصمود والمقاومة.
وقالت الحركة في بيان لها، إنّ اعتداء قطعان المستوطنين الإرهابيين المدجّجين بالسلاح على قرانا وبلداتنا الفلسطينية، وترويع المواطنين الآمنين العُزّل فيها، والتي كان آخرها الأربعاء المنصرم في بلدة ترمسعيّا شمال رام الله، يشكّل تصعيداً خطيراً وجريمة بشعة تجري بتحريض ودعم من حكومة الاحتلال الفاشية التي تتحمل كامل المسؤولية عن تداعياتها.
ومن الجدير ذكره، أن المستوطنين ارتكبوا محرقة في قرية ترمسعيا تحت نظر وحماية جيش الاحتلال، وما حدث في بلدة ترمسعيا هي نكبة جديدة لدى الشعب الفلسطيني.