نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

والد الرضيعة غرام عرفات يروي لـ"نبأ" تفاصيل وفاة طفلته على "سرير الموت"

بسبب إهمال الحكومة .. مستشفى طوارئ ابن سينا في نابلس يحصد أرواح المواطنين بعد أن بنوه من جيبوهم

نابلس - نبــأ:

في مستشفى طوارئ ابن سينا ببلدة حوارة جنوب نابلس، بلا كهرباء ولا اكسجين توفيت يوم الجمعة الماضية 2/ يونيو الرضيعة غرام عرفات أربعة أشهر من بلدة عينابوس، حيث وصلت إلى المركز الطبي وهي  تعاني من اختناق وضيق في التنفس.

يقول  ياسر عرفات والد الطفلة عن تفاصيل ما جرى  معهم:  "مساء يوم الجمعة أرضعت زوجتي  طفلتي كالمعتاد ، ثم وضعتها في سيررها، وبعد عدة دقائق عادت لتتفقدها فوجدتها غير قادرة على التنفّس، و سرعان ما حملتها والتقت  مع شقيقي مع ثم أخذها وتوجّه بها إلى مركز طوارئ ابن سينا فهو أقرب مركز طبي علينا، وكان قلب طفلتي في ذلك الحين يعمل"
.
وأضاف عرفات في حديث له مع "نبأ":  "بعدما وصلنا بطفلتي إلى المركز، وضعوها على "سرير الموت" بدلاً من ان يكون "سرير العافية"، تفاجئنا أن التيار الكهربائي مقطوع و المركز الطبي يفتقر لمولّد كهرباء ، وورغم أنه يوجد كادر طبي مشكورين على ما بذلوا من جهد لكنهم لم يتمكنوا من وضعها على جهاز الأكسجين بسبب انقطاع الكهرباء، كما ان المركز يفتقر للمعدات الطبية الاساسية الازمة،  وحاولوا إعطاءها أوكسجين عبر قارورة مياه فارغة لكن  دون جدوى، فقد فارقت الحياة".

وطالب والدة الطفلة بضرورة محاسبة كل مسؤول، وأن تكون طفلته غرام آخر ضحايا هذا الاستهتار مضيفاً:" أحمل وزارة الصحة المسؤولية الكاملة عن وفاة ابنتي  فلذة كبدي، والله انها لفاجعة وخاصة انني فقدت  طفلي ايضاً منذ خمس سنوات داخل أحد المستشفيات، حيث انه وبعد ولادته بعشرة أيام كان طفلي يعاني من أن الرئة لديه  غير مكتملة، ونتيجة تقديم إحدى الممرضات حليبًا للطفل، أدى لاختناقه ووفاته، ورغم الاهمال، ووفاة طفلي، المستشفى لا تزال تطالبني بالمبلغ الذي لم استطع دفعه".

 


مطالبات دون جدوى من اهالي بلدة حوارة لتحويل المركز الطبي إلى مستشفى
من جهته قال أمين سر حركة فتح في حواره كمال عودة: إن حالة الطفلة غرام ليست الحالة الأولى سبقها وأن استشهد في المركز الشهيد سامر الاقطش بعد ان أصيب برصاصة اثناء المواجهات في بلدة حوارة وجرى نقله للمركز ونتيجة افتقاره للمعدات أعلن عن استشهاده.

وأضاف عودة في مقابلة مع "نبأ": استشهدت ايضاَ الفتاة عائشة راضي من بلدة بديا بعدما اصيبت بحجر في رأسها بشكل مباشر من قبل المستوطنين، وايضاَ أعلن عن استشهادها داخل طوارئ ابن سينا، و بالرغم أن الجميع يعلم أنه طوارئ لكنه يفتقر للكوادر و المعدات الطبية، مضيفاَ، هناك حالات أخرى توفيت داخل هذا المركز عدا عن الإصابات التي وصلت إليه وتفاقمت حالتها داخل المركز وكان بالإمكان علاجها لو أن المركز مزود بالمعدات الطبية اللازمة.
 
وأوضح عودة ان المركز المبنى تم التبرع بها من قبل المواطنين في بلدة حوارة من الداخل والخارج،  منذ الانتفاضة ومنهم من باع أرضه وذهبه، حيث كلّف أكثر من 4.5 مليون دولار، و المبنى تم تجهيزه بالكامل بكافة التجهيزات الطبية اللازمة، و بعد الانتهاء من بناء المركز جرى تسليمه لوزارة الصحة من أجل إدارته، و في عام 2013 تم توقيع اتفاق بين الحكومة وبلدية حواره تقتضي بفتح كلية ابن سينا  وقسم طوارئ وقسم للولادة الآمنة، لكن ما التزمت به الوزارة هو فتح  الكلية وقسم الطوارئ،  و حتى اليوم قسم الطوارئ لا يتوفر فيه المعدات الكاملة الحقيقية كي يقدم خدمات طبية حقيقية للمواطنين.



وأكد عودة أنه بالرغم من صدور كتاب من ديوان الرئاسة الفلسطيني في حزيران/ يونيو 2022، ينص على تحويل الكلية إلى مستشفى وقدوم لجنة من وزارة الصحة للكلية، لكن الحكومة لم تلتزم بقرار الرئيس، وقامت بتحويله من وزارة الصحة إلى التعليم العالي.



وأشار عودة إلى ان حالة من الغضب تسود لدى أهالي بلدة حوارة بعد وفاة الطفلة، وأضاف:"رفعنا كتاب للرئيس وللحكومة بضرورة الالتزام بالاتفاقية وإلا الأمور سوف تخرج عن السيطرة" على حد وصفه وتعبيره.

وكانت وزيرة الصحة د.مي الكيلة، قد شكَّلت صباح أمس الأحد، لجنة تحقيق في ظروف وفاة الطفلة الرضيعة غرام ياسر عرفات (٣ شهور)، من بلدة عينبوس، متقدمة بالتعزية والمواساة من ذويها.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صادر عنها (وفقاً للتقرير الأولي للطبيبة المعالجة) أن الطفلة وصلت إلى مركز طوارئ حوارة برفقة أهلها وبسيارتهم الخاصة، أول أمس الجمعة (٢-٦-٢٠٢٣)، الساعة ٧:٢٤ مساءً، حيث تم أخذ التاريخ المرضي للطفلة، وتبين أن الأهل قد قاموا بإرضاع الطفلة ووضعها مباشرة في السرير.

وأضافت الوزارة ”كانت الطفلة تعاني من شحوب في الوجه مع وجود آثار حليب حول الفم وبرود في الأطراف، كما أن العلامات الحيوية كانت متوقفة تماماً، ولم يكن هناك نبض أو تنفس، إضافة لتوسع في البؤبؤ وعدم استجابته لتأثير الضوء“.

وذكرت الوزارة أن الطواقم الطبية بدأت فور وصول الطفلة بعمل الإنعاش القلبي الرئوي لمدة ٢٠ دقيقة تقريباً، باستخدام أسطوانة الأوكسجين المتحركة وجهاز (ambo-bag) وهو جهاز أوكسجين يدوي، ويتم استخدامه ضمن البروتوكول العلاجي السليم.

وأضاف البيان أن الطواقم، اتصلت بسيارة اسعافٍ فور وصول الطفلة للمركز، وقد وصلت بعد نحو ١٠ دقائق، أي خلال عملية إنعاش الطفلة، وجرت إعادة تقييم لحالة الطفلة بعد الإنعاش، حيث تبين أن العلامات الحيوية لا زالت متوقفة، وتم نقل الطفلة إلى مستشفى رفيديا الحكومي بواسطة الإسعاف، ورافقتها الطبيبة المناوبة

وأكدت الوزارة أن الطفلة وصلت إلى مركز طوارئ حواره في فترة انقطاع التيار الكهربائي عن المركز بفعل أعمال الصيانة على الشارع الذي يتواجد فيه المركز من قبل سلطات الاحتلال، مؤكدة أيضاً أنه رغم انقطاع التيار الكهربائي إلا أن الطواقم في المركز قدمت البروتوكول العلاجي للطفلة كاملاً وفق الإجراء الطبي السليم.

وكالة الصحافة الوطنية