نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"تجمع عين سامية تنذر بنكبة جديدة للفلسطينيين"

بعد 40 عاماً اضطروا للرحيل عن قريتهم نتيجة مضايقات المستوطنين 

شوق منصور - نبــأ:
عين سامية هي إحدى البلدات الفلسطينية، تقع على السهول الشرقية لقرية كفر مالك، على امتداد أربعة كيلومترات من بقايا مدينة رومانية عرفت باسم (ارام)، وصفها الباحثون في تاريخ الحضارات بأنها مدينة تحظى بالعديد من المزايا والآثار التي تعود إلى العهد البرونزي القديم والكنعاني المعروف وأيضا الروماني والإسلامي.

تتعرض عين سامية منذ ما يقارب الخمس سنوات لمضايقات عديدة من المستوطنين بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، ونتيجة لهذه المضايقات والانتهاكات اضطر أهالي هذه التجمع للرحيل من قريتيهم بعد حوالي 40 عاماً من العيش فيها، وهذا ينذر بنكبة جديدة في هذه القرية.

ويقول المتحدث باسم أهالي قرية عين سامية الحاج محمد كعابنة في حديث له مع "نبأ":"رحلنا نتيجة المضايقات التي تعرضنا لها ولازلنا نتعرض لها، حيث تحولت حياتنا لجحيم لا يطاق منذ خمس سنوات".

وتحدث كعابنة عن المضايقات المتمثلة في سرقة المستوطنين للأغنام، ورشق البيوت البسيطة بالحجارة وتخويف الأطفال ، والاخطارات التي تصل بالهدم واخراها اخطار لهدم المدرسة الوحيدة بالقرية، و الإستيلاء على المزارع وإطلاق المستوظنين الأغنام والمواشي للرعي فيها.

وأضاف كعابنة كنا 37 عائلة نعيش مع بضنا البعض ولكن الآن وبعدما اجبرنا على الرحيل من قريتنا تفرقنا في عدة مناطق فالبعض قاموا بالتخيم في المغير والبعض في الطيبة واخرون انتقلوا إلى خربة أبو وفلاح، والبعض اتجه نحو الكسارات الموجودة فوق عين سامية.

وتحدث  كعابنة عن عتبه الشديد، فلغاية الان لم يتواصل معهم أي شخص ولا أي مسؤول ولا احد قام بزيارتهم والنظر إلى معاناتهم سوى الصحفيون الذين يأتون من أجل التصوير.

 وطالب كعابنة الحكومة بضرورة القيام بمسؤوليتها وواجبها بتوفير البديل لهم، قائلاً:" نحن اولاد الحكومة، الآن نعيش ظروف صعبة تحت اشعة الشمس، وفي أراضي وعرة لا تصلح للعيش، عدا ان هذه الأرض التي رحلنا إليها الآن لها أصحاب"

وفي هذا الإطار يقول رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان:  "إن الاحتلال اعتمد على التهجير القصري للمواطنين الفلسطينيين منذ بداياته، ولكن بفضل صمود المواطنين والمقاومة الشعبية والضغط الدولي احياناً هذا الخيار فشل فشلاً ذريعاً".

وأضاف شعبان في حديث له مع "نبأ": "الاحتلال ذهب باتجاه اخرو خلق ظروف قاهرة للمواطن الفلسطيني حتى يتم التهجير الطوعي، كي يرحل من تلقى نفسه، ومن ضمن الممارسات التي تمارس على المواطنين، أولا الحد من مراعي الناس والسيطرة على المنطقة الرعوية في تلك المناطق وتحديداً في عين سامية.

وتابع حديثه: ثانياً سرقة الأغنام وهو أسلوب جديد يعتمده المستوطنين، ثالثاً السيطرة على آبار تجميع المياه ورابعاً وضع حواجز للاحتلال ومستوطنيه أمام هذه التجمعات والتفتيش الليلي للمستوطنين بين اغنام المواطنين بحجة ان شيء مسروق لهم، خامساً العربدة وضرب الحجارة على البيوت ليلاً و ترويع الأطفال والنساء، وبالتالي كل هذه الأسباب تدفع لتهجير الطوعي بين المواطنين".

وأردف شعبان قائلاً: "خسرنا هذه التجمع موقتاً حتى يعود المواطنين من أصحاب الأراضي إلى قريتهم، وهناك جهود حثيثة تجرى من اجل عودة هذه التجمع إلى ما كان عليه".

وأكد شعبان، على أنهم على تواصل دائم مع هؤلاء التجمعات، و قال "نحن نعرفهم شخصياً هم واطفالهم نتيجة التعامل والاحتكاك الدائم ونحن على علاقة وثيقة معهم ونحاول بكافة الطرق لإعادتهم إلى بيوتهم واراضيهم وحمايتهم بعد عودتهم".

وكالة الصحافة الوطنية