جنين - نبأ - علا مرشود
يسطر اليوم الشيخ خضر عدنان آخر صفحاته في هذه الحياة، ويغلق ملفًا بدأه منذ العام 2012 حينما فجر معركة الأمعاء الخاوية في وجه الاعتقال الإداري.
عاش خضر عدنان حياة ملؤها النضال في سبيل الله وفي سبيل الحرية، عرف عنه وفاءه للقضية فكان نصيرًا للأسرى والشهداء وعائلاتهم.
تشهد له ساحات النضال جميعها، فلم يترك مسيرة داعمة للمقاومة او للاسرى والشهداء الا وكان على رأسها يصدح بالهتاف ويردد من خلفه المشاركون، فكان دائمًا بالصفوف الأولى.
إلا أنه وعلى الرغم من كل ما قدمه لأبناء هذا الشعب وفي اضراباته الستة لم يجد إلا بضع من المتضامنين، فكثيرًا ما وقفت زوجته رندة أم عبدالرحمن وحيدةً في الميادين تحمل صورته وتستجدي الناس وتصرخ وامعتصماه، ولكن دون صدى.
إلا أن الموجع أكثر في رحيل الشيخ أنه فارق الدنيا بعد أن ظُلم من القريب قبل الغريب، فتعرض قبل اعتقاله الأخير لمحاولات اغتيال معنوية واطلاق نار من قبل مسلحين فلسطينيين أرادوا النيل منه ومن سيرته النضالية النبيلة، واعتقل مرارًا لدى أجهزة أمن السلطة.
ولد خضر عدنان موسى في 24 مارس/آذار 1978 في بلدة عرابة في محافظة جنين، أنهى مرحلة الدراسة الأساسية والثانوية العامة في مسقط رأسه، حيث اجتاز المرحلة الثانوية بتقدير جيد جدا عام 1996، والتحق بجامعة بيرزيت في مدينة رام الله، وحصل عام 2001 على درجة البكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية، ثم التحق ببرنامج الماجستير (تخصص الاقتصاد) في نفس الجامعة.
منذ التحاقه بالجامعة انتمى عدنان لحركة الجهاد الإسلامي ونشط في صفوفها ما أدى لاعتقاله عدة مرات من قبل الاحتلال والسلطة الفلسطينية، فقضى في سجون الاحتلال ما مجموعه تسعة أعوام معظمها في الاعتقال الإداري.
ويعد الأسير عدنان مفجر معركة الإضرابات الفردية ضد الاعتقال الإداري، حيث خاض منذ عام 2012 حتى الآن خمسة إضرابات عن الطعام، سبقها إضراب جماعي عن الطعام مع مجموعة من المعتقلين من قطاع غزة عام 2005، وفق زوجته، واستمرت 25 يوماً ضد عزله انفراديًا.
في عام 2012 خاض عدنان إضراباً عن الطعام استمر لمدة (66) يوماً رفضاً لاعتقاله الإداري وكان بمثابة بداية لاضرابات فردية توالت بعد ذلك كالأسيرة هناء الشلبي التي أضربت لمدة 44 يوما، وبلال ذياب وثائر حلاحلة لمدة 78 يوماً وحسن الصفدي وغيرهم.
في عام 2015 خاض عدنان اضرابا استمر لـ(54) يوماً، نقل على إثره إلى مستشفى "أساف هروفيه"، وسط اجراءات عقابية شديدة كتكبيل يديه وقدميه في الأغلال بالسرير، تحت حراسة مكثفة، بعد أن تدهورت صحته بسبب الإضراب عن الطعام، قبل أن ينجح في انتزاع حريته.
تبع ذلك عام 2018، إضراباً جديداً مدته 54 يوماً، ثم عام 2021، خاض إضراباً استمر 25 يوماً، وخرج بعدها بـ5 أيام، وكان يخوض في الآونة الأخيرة إضرابه السادس منذ 5 شباط/فبراير الماضي، والذي استمر لمدة 86 يومًا، وارتقى على أثره شهيدًا.