نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"عناصر بكتيبة مخيم عقبة جبر"

شهداء الفجر في أريحا .. نالوا ما سعوا إليه مُشتبكين

أريحا – نبأ:

لم يكن فجرُ الإثنين، في مخيم عقبة جبر جنوب مدينة أريحا، عادياً، لا على سكانه، ولا حتّى على الشعب الفلسطينيّ عموماً، فالصورة بدت ضبابيةً، والمعلومات الأولية متضاربة حول ما يحدث حول أحد المنازل على أطراف المخيم. 

كانت البداية بتسلل قوات اسرائيلية خاصة إلى المخيم، وأعلنته منطقة عسكرية مغلقة، وفرضت حصاراً مطبقاً على المنزل المستهدف، والذي تبين أن مجموعة من المقاومين من "كتيبة مخيم عقبة جبر" التابعة لكتائب القسام، كانوا يتواجدون فيه. 

على إثر ذلك، دارت اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال المعززة، انتهت بارتكاب مجزرة بحق المقاومين، إذ انسحبت تلك القوات من المكان، واختطفت معها جثث الشهداء والمصابين، لتبقى حالة من التعتيم المقصود من جانب الاحتلال على طبيعة ما حدث في المنزل.

وفور انسحاب قوات الاحتلال من المكان، خرج الأهالي ووصلوا إلى المنزل، ولم يجدوا سوى دماء الشهداء وفوارغ الرصاص وآثاره على الجدران، والدمار الذي خلفه الجنود بداخله.

ومع ساعات الظهيرة، أعلنت وزارة الصحة أنّها تبلغت من الهيئة العامة للشؤون المدنية باستشهاد 5 شبان، فيما لم يتبين لها طبيعة إصابة الشابين الآخرين، وقالت إنها تتابع ذلك مع الهيئة. 

وبحسب الوزارة، فإن الشهداء هم: مالك عوني لافي، وأدهم مجدي عويضات، وثائر عويضات، والشقيقان إبراهيم ورأفت وائل عويضات، وجميعهم في العشرينات من أعمارهم.

ونعت "كتيبة مخيم عقبة جبر" التابعة لكتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، شهداء أريحا الخمسة مؤكدةً أن دمائهم لن تذهب هدرًا، فيما كشفت أن عناصرها تمكنوا من إسقاط طائرة مسيرة استخدمتها قوات الاحتلال في التصوير.

وأعلنت مصادر عبرية، عن اغتيال جيش الاحتلال خلية عسكرية لحركة حماس في مخيم عقبة جبر، بزعم مسؤوليتها عن تنفيذ عملية إطلاق النار باتجاه مطعم للمستوطنين قبل عدة أيام قرب مفترق ألموغ في محيط أريحا.

وبينما بدأ الأهالي بالتوافد إلى منازل الشهداء الخمسة، بعد التأكد من هوياتهم، عمّت حالة من الغضب والحداد المخيم، ومناطق متفرقة بالضفة الغربية، على المجزرة التي ارتكبها الاحتلال .

والد الشقيقين الشهيدين إبراهيم ورأفت عويضات، عبّر عن فخره بنجليه، وقال إن ما كانوا يشاهدانه من جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، كان دافعاً لهما لسلوك هذا الطريق، الذي اختاراه بإرادتهما، مؤكداً أن قتلهما واحتجاز جثمانيهما لن يكسر عزيمة العائلة . 

بينما استقبلت والدة الشهيدين، خبر ارتقائهما بحمد الله وشكره على اصطفائهما، مشيرةً إلى أنّ آخر مرة التقت فيهما كانت أول أمس، وقالت إنها احتضنتهما وهي تبكي، بينما هما كانا فرحين بمحاولة تنفيذ العملية في مطعم المستوطنين، والتي طوردا بعدها إلى أن استشهدا.

وأضافت والدة الشهيدين ابراهيم ورأفت أنهما أخبراها عن عمليتهما "أن الله قدّر لها أن لا تكتمل، ولو لم يُصِب سلاحهما خللاً مفاجئاً، لتمكنوا من الثأر وأوقعوا عشرات القتلى والمصابين من المستوطنين".  

أما والد الشهيد مالك لافي، فقال إنّه كان بإمكان الاحتلال اعتقال نجله ورفاقه، لكنّه اتخذ قرار اعدامهم وتصفيتهم ميدانياً، مشيراً إلى أنّ جيش الاحتلال اعتقله ونجله الآخر قبل يومين، وأخضعوهما للتحقيق، وأبلغوهما أنّ "مالك" ظهر مقنعاً ويحمل سلاحاً خلال الاشتباكات التي شهدها مخيم عقبة جبر صباح السبت.

من جهتها، قالت والدة الشهيد أدهم عويضات، إنّ نجلها شاب ملتزم، وطلب الشهادة ونالها، ومن صفاته قوة القلب، لافتةً إلى أنّه في آخر لقاء معه طلب منها أن لا تبكي عليه حينما تسمع بخبر ارتقائه شهيداً، وأنه أخبرها أنّه اختار طريقه لنيل رضى الله، وفداءً للمسجد الأقصى المبارك. 

وكان الظهور الأول بشكلٍ رسميّ، لكتيبة مخيم عقبة جبر، يوم السبت الماضي، حينما خاض مقاتلوها اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم، في محاولةٍ منها للوصول إلى منفذي عملية إطلاق النار على مطعم المستوطنين قرب أريحا، لكن مهمة تلك القوات فشلت.

وأبدت أوساط عبرية قلقها من ظهور عناصر مسلحة تابعة لحركة حماس في أريحا، واعتبر ذلك مؤشراً خطيراً في مدينة توصف بأنها هادئة، ولا تشكل خطورة أمنية على الاحتلال.

وكالة الصحافة الوطنية