نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"لوّحوا بفصل اشتراكهم معها"

كاشفاً فجوة في الثقة بالحكومة.. غضب شعبي من قرار إضافة شيكل على فواتير الاتصالات 

رام الله – خاصّ نبأ: 

أثار القرار الرئاسي بإضافة شيكل واحد على مشتركي خدمات الاتصال بفلسطين، تُجبى على الفاتورة الشهرية، غضب نشطاء فلسطينيين، كاشفاً عن فجوة في الثقة بين المواطن والحكومة، فيما عبّروا صراحةً عن تشكيكهم بالجهة التي ستؤول إليها أموال التبرعات، على اعتبار أنهم مرّوا بتجارب سابقة. 

ووصف كثيرون القرار بأنه "طريقة سرقة جديدة" -حسب تعبيرهم-، وأعلنوا رفضهم له، فيما بادر البعض إلى الإتصال بشركة الاتصالات المشتركين معها، مؤكدين أنهم ضد القرار، وفي حال تمّ اقتطاع الشيكل من فواتيرهم، فإنّهم سيضرون إلى فصل الإشتراك والخدمة فوراً . 

وكان رئيس الوزراء محمد اشتية أعلن في جلسة الحكومة بتاريخ السادس عشر من يناير الجاري، أن الرئيس محمود عباس، أصدر قرارا بقانون "لتنظيم جمع التبرعات من مشتركي خدمات الاتصال بفلسطين، بحيث تتم المساهمة بشيكل واحد، تجبى على الفاتورة الشهرية".

وقال "اشتية" إنّه سيتم تحويل هذه التبرعات إلى حساب خاص لدى البنك الإسلامي في مدينة جدة السعودية، ويتم تخصيصها للصرف على المشاريع التنموية في القدس، وفقا للأولويات المعتمدة بقرار من مجلس الوزراء، بهدف تعزيز الصمود، وتحقيق الدعم، والإسناد لأهالي القدس، في ظل ما تتعرض له من هجمة احتلالية استيطانية تهويدية، والتراجع الحاد في المساعدات الدولية.

وبدأت تصل الى هواتف المواطنين رسائل من شركات الإتصالات، تفيد بأنها بدأت عملياً بتطبيق القرار، فيما رآى  خبراء أن القرار غير قانوني، نظرًا لأن الضرائب والرسوم تفرض بالقانون، عدا عن أن التبرع يكون اختياريًا وليس إجباريًا.

وإضافة شيكل واحد على كل فاتورة اتصالات يعني جمع أكثر من خمسة ملايين شيكل شهريًا، أي بواقع 60 مليون سنويًا.

ويتضح من تعليقات المواطنين، أزمة ثقة بينهم وبين والحكومة، تكمن في أن تلك التبرعات لا يُرى أثرُها على أرض الواقع، وهو نفس التخوّف الذي أبداه نشطاء في هذا القرار المتعلق بإضافة شيكل على فواتيرهم.

وفي سياق تعليقه على القرار، قال الصحفي والناشط أكرم النتشة إنّ الشعب الذي يقدم كل يوم أبناءه للقدس لا يفرق معه تقديم شيكل للقدس، لكن يفرق معه من سيأخذ الشيكل.

بينما علّق الناشط الفلسطيني علي قراقع بسخرية على القرار وقال: " عباس طلع ع مصر من كم يوم التقى السيس ورجع بحملة صبّح عالقدس بشيكل".

من جهته، علّق الناشط عقيل عواودة قائلاً: " ما حدا يلعب بعواطف الناس ويحكي عشان القدس. عشان القدس بس اولاد الغلابا الي بكونو بالشارع وبدافعو عنها بدمهم، الناس عمرها ما بتقصر ولا رح تقصر بالقدس ... الناس دمها ودم اولادها قدمتو للقدس وامياتهم بتزغرد وبتردد " عشانك يا قدس" 


وتابع: "الناس مش قاصرة عن دعم القدس , الناس بتنزل تهريب على القدس عشان تشتري ضمة بقدونس من القدس وتدعم اهلها ... شباب البلد بتنط من فوق جدار بحجب الشمس عشان تصلي بالقدس".

وأضاف: "ما تحكولنا عشان القدس لانه احنا القدس , ولانه وقفة عز ومستشفى خالد وكثير صناديق خزقتوها حضرتكم".

وقال الخبير القانوني عصام عابدين، إنّ أيّ خصم مالي أو فرض أيّ ضريبة، لا يكون إلا بقانون أصيب صادر عن المجلس التشريعي الفلسطيني بحسب المادة 88 من الدستور الفلسطيني، متسائلاً: "كيف يقبل أهل القدس أن يأخذوا أموالاً على حساب القانون". 

أما الناشط والكوميدي علاء ابودياب فعلّق قائلاً: " الشعب بثقش بالسلطة بشيكل!".

وعلّق الناشط فادي عاروري: " الموضوع مش فلسفة ولا سياسة تهكم دائم . لكن ببساطة الثقة اللي بينا وبينكم يا سلطتنا العتيدة هي تنحصر في شوية أمثلة وفي زيها مئات الأمثله: وقفة عز، مستشفى خالد الحسن ، الضمان الاجتماعي، أما الموضوع مش شيكل ".

وأضاف: "الشعب جربناه كثير ومن امثله بسيطة جدا للقدس شاركت فيها مع اصدقاء  لبناء بيوت شهداء القدس وجمعة مبلغ فلكي من مواطنين وأفراد . موضوع ادارة المال العام شايفينه، الشحاد فيكم صار عنده اراضي وعقارات وسيارات من وين ؟ من راتب السلطة؟".


وفي عام 2016 أعلن الرئيس عباس عن مشروع بناء مستشفى خالد الحسن للسرطان على مساحة 20 دونمًا من الأرض، بتكلفة تقريبية قدرت بـ140 مليون دولار، لا تشمل تكاليف المعدات الطبية، حيث أُطلقت آنذاك حملة تبرعات للمشروع، وجرى في اليوم الأول جمع 10 ملايين دولار و12 مليون شيكل، لكن لم ير المشروع النور حتى اليوم، فيما قالت الحكومة إن الأموال موجودة في "صندوق خاص".

وكالة الصحافة الوطنية