نبأ-نابلس-شوق منصور:
أمام مرأى العالم أجمع وفي بلدة حوارة جنوب نابلس، أُعدِمَ الشاب الفلسطيني عمّار مفلح بدم بارد برصاص جُنديٍّ إسرائيلي تجرّد كما جيشه من الإنسانية وأدنى الأخلاق، رُغم أنه كان أعزلاً مُجرداً من أي سلاحٍ أو خطر، دونَ أيِّ ذنبٍ سوى أنهُ فلسطينيٌّ شامِخٌ واجه المحتل دوماً بشجاعته وبسالته.
لم يكن يعلم عمّارالأسير المحرر والمصاب سابقًا برصاص الاحتلال خلال تصديه لعدوان المستوطنين على بلدته، أن مشواره إلى الصيدلية لإحضار العلاج لوالده سيكون ذهابًا دون عودة، فحُرِقَ قلبُ أمه التي لا تكاد تستطيعُ العيشَ دونه وغابتِ الحياةُ عن قلب والده وعائلته.
يقول والد الشهيد عمار مفلح: بأي ذنب قتلوا ابني الذي ذهب إلى الصيدلية ليحضر لي الدواء، فأنا أعاني من مرض الأعصاب، ذهب ليحضر لي الدواء من بلدة حوارة عندما لم يمكن متوفرًا في قريتنا والقرى المجاورة ولكن رصاصات المحتل أعدمته بدم بارد، ولم يرجع ولم يحضر لي الدواء.
وأضاف مفلح في حديث له مع وكالة "نبأ"، "ما حدث مع نجلي حسب شهود العيان أن مستوطنًا كان يقود السيارة فقام باستفزاز عمار، مما أدى لحدوث جدال بين الطرفين، وقام المستوطن بإطلاق النار على عمار وإصابه، فحاول نجلي الدفاع عن نفسه، وبعدها جاء جندي حاقد، وبدلاً من أن يمنع المستوطنين من اعتداءهم قام بإطلاق النار على عمار من منطقة الصفر فأرداه قتيلًا".
وتابع مفلح حديثه بالقول "رغم الحزن والألم على فقدان فلذة كبدي لكنني فخور به وما قام به أثبت بأنه رجل شجاع مكافح، لايقبل بالذل والإهانة".
يعتبر عمار كان أصغر شبل يتم اعتقاله، وإصابته في نابلس، لذا فالاعتقاد بأنه مستهدف بشكل متعمد مما حدث معه بالأمس من اعتداء وقتل من قبل الاحتلال ومستوطنيه، بحسب القيادي في حركة فتح محمد حمدان.
وأضاف حمدان في مقابلة مع "نبأ": أن مسلسل جرائم الاحتلال ليس جديداً، ولكنه أصبح يزداد يوماً بعد يوم، وازداد عنصرية، وكل ما يحدث هو مبرمج، يهدف لتهويد القدس، وفرض واقع في الضفة الغربية، ولكن هذا لن يمر، وحكومة الاحتلال هذه سوف تسقط.
وحمل حمدان ما جرى بالأمس للمجتمع الدولي الذي يصمت عن كل هذه الجرائم، ولا يتم محاسبة ومعاقبة الاحتلال على جرائمه الذي اصبح يمارسها في وضح النهار وأمام أعين الكاميرات.
وأكد حمدان أننا نراهن على إرداة الشعب الفلسطيني وليس على المجتمع الدولي ومؤسساته التي أثبتت عجزها وغير قادرة على حماية منظومتنا القانونية والأخلاقية التي أقرتها الأمم المتحدة لذا وحدة الميدان هي الكفيلة لرد على جرائم الاحتلال.