نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

محلل سياسي يؤكد لـ"نبأ" أهمية احتضان الهبات الشعبية تنظيميًا..

المقاومة في الضفة الغربية ردود أفعال تبدأ بالاحتلال وتنتهي بزواله

مسلحين-في-جنين.webp

جنين – نبأ – علا مرشود

تعيش الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل حالة من عدم الاستقرار المستمرة منذ سنوات طويلة كنتيجة طبيعية لوجود الاحتلال الإسرائيلي وتتصاعد خلالها المقاومة لتصل لأشبه ما يكون بانتفاضة تارة وتنخفض لمستوى مواجهات تارة أخرى تبعًا لممارسات الاحتلال الاسرائيلي ومدى إمعانها في جرح الفلسطينيين وتعذيبهم والتنكيل بهم.

فلا يتوقف عداد جرائم الاحتلال عن تسجيل إنتهاكات ومجازر في حق الفلسطينيين وكذلك فإن عداد أعمال المقاومة لا يكف عن تسجيل عمليات جديدة فردية او حتى جماعية كعلاقة طردية، كلما اد فيها إمعان الاحتلال في الظلم زادت المقاومة قوة.

حيث رصد تقرير مركز المعلومات الفلسطيني معطى اليومي لأعمال المقاومة خلال 24 ساعة في الضفة الغربية ليوم أمس الأربعاء ما يقارب 50 عمل مقاو ضد الاحتلال تنوعت ما بين عمليات دهس وإطلاق نار وعبوات ناسفة وزجاجات حارقة ومفرقعات نارية، كما تضمنت التصدي للمستوطنين بالحجارة أو تحطيم المركبات، ومواجهات وإحراق جيبات عسكرية.

من جهة أخرى رصد تقرير معطى الشهري لشهر أكتوبر الماضي تصاعد انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة حيث بلغ ما تم رصده  (3665) انتهاكاً، كان أبرزها اغتيال (3) مقاومين من أفراد مجموعات عرين الأسود، أثناء اقتحام وحدات خاصة في جيش الاحتلال مدينة نابلس ليلا، إضافة إلى (27) مواطنا، منهم (5) أطفال، استشهدوا برصاص قوات الاحتلال  والمستوطنين.

وتضمن التقرير أيضًا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت (517) فلسطينيا، فيما أصيب (720) فلسطينيا بنيران قوات الاحتلال ومستوطنيه، كما بلغ عدد الأنشطة الاستيطانية (11) نشاطاً، تنوعت ما بين مصادرة وتجريف أراضٍ، وشق الطرق والمصادقة على بناء وحدات استيطانية، فيما جرى رصد (246) اعتداءً آخر للمستوطنين.

بالتزامن مع ذلك، واصل المستوطنون اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى المبارك، تزامنا مع ما يسمى “عيد العُرش العبري” حيث بلغ عدد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى (8208) مستوطناً، فيما بلغ عدد حالات إبعاد المقدسيين عن المسجد الأقصى (17) حالة إبعاد.

وحول ذلك أشار المحلل السياسي أشرف بدر خلال حديثه مع "نبأ" إلى أن الضفة تعيش ضمن حلقة وسلسلة من الهبات والانتفاضات الصغيرة تتجدد كل سنتين على شكل هبّة ضد الاحتلال وضد ممارساته تماما كما حدث في العام 2014 والعام 2016.

وأكد بدر ان هذه الهبات تبقى محدودة والسبب في ذلك عدم وجود حواضن تنظيمية لهذه الهبات التي تبقى على شكل فردي في بعض الاحيان يتم تبنيها بشكل جزئي من بعض الفصائل إلا أن الواقع يؤكد عدم وجود حاضنة تنظيمية تمد هذه الظاهرة باسباب استمرارية.

وذكر بدر أن حالة الانقسام الموجودة في الضفة الغربية هي سبب آخر لبقاء هذه الهبّات محدودة ولا يضمن لها الاستمرار في الضفة، إضافة إلى عدم دخول الحزب الاكبر وهو الحزب الحاكم في الضفة بشكل رسمي وبشكل فاعل في اي شكل من اشكال المقاومة ضد الاحتلال.

ويعقب بدر: "حتى الان ما زالت الهبة مستمرة وتنتشر شيئا فشيئا ولو بشكل بطيئ ولا نستطيع أن نقول أنها تحولت إلى انتفاضة شعبية بسبب عدم وجود الشروط الموضوعية لحصول هذا الشيء".

 ولفت أيضًا إلى أن هذه الهبات ستظل محدودة في تأثيرها ومكانها والمشاركة فيها اذا لم تتبناها تنظيمات فاعلة اساسية حزبية كبيرة، إلا أن وجود الاحتلال وممارساته القمعية التي لا تنتهي فهي كفيلة بأن تمد مثل هذه الظواهر بأسباب البقاء حسب بدر.

ويستطرد: "أي طالما الاحتلال يزيد في ممارساته القمعية ستكون في ردود افعال تحددها الناس الموجودين على الارض وفي الميدان".

ومن جهة أخرى استنكر بدر الأراء التي ترى في هذه الهبات ونتائجها استنزاف للشباب ودمائهم التي تروح هباء كما يصفها البعض، واستشهد بوصية الشهيد عدي التميمي الذي لخص فيها الجواب وكتب فيها أن عمله ذلك لن يحرر فلسطين لكنه وسيلة من وسائل رفض المحتل وابقاء جدوى المقاومة موجودة.

وقال: "قضية انه يستحق او لا يستحق لسنا نحن من يحددها، واذا كان هؤلاء الشباب موجودين في بيوتهم على أسرتهم فهناك نقول أن دمائهم سالت هباء أما بمجرد كونهم في حالة اشتباك او مواجهة مع المحتل فهذا خيارهم وهم مدركين لاختلال موازين القوى بينا وبين اعداءنا"

ومن جهة أخرى شدد بدر على فكرة أساسية تتمثل في "لكل فعل ردة فعل" وبالتالي أفعال الاحتلال العدوانية وسياستهم القمعية وقتل ابناء الشعب الفلسطيني هذا يولد ردة فعل رافضة لهذا السلوك وهي حلقة لن تنتهي لأنها تبدأ بالاحتلال وتنتهي بزواله.

وزاد أن هذه القضية مرهونة بعاملين، هما العامل الذاتي والعامل الخارجي بمعنى اذا تولدت قناعة عند الجهات الفاعلة والحزبين الكبييرين بانه في الصفة الغربية اغلقت جميع ابوابنا لن يبقى امامهم الا الدخول في حالة اشتباك مستمر مع الاحتلال وهذا يمكن يدعم الظاهرة ويمدها باسباب الاستمرار

ومن ناحية أخرى نوه بدر إلى طريقة تشكيل الحكومة والوزارات من جانب الاحتلال وللتصريحات الاعلامية التي وصفها بالتوتيرية والتي تنبئ باحتمالية انتهاج سياسيات اكثر قمعية الأمر الذي سيولد ردة فعل في المقابل.

وكالة الصحافة الوطنية