نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"بيغاسوس" .. لماذا لجأ إليه الاحتلال في حربه على "عرين الأسود"!

نابلس – نبأ:

يُسلط ما كشفته وسائل إعلامٍ عبرية عن استخدام أجهزة أمن الاحتلال برنامج “بيغاسوس” للتجسس، للوصول إلى مخبأ مقاتلي مجموعة "عرين الأسود" في البلدة القديمة بمدينة نابلس، فجر الثلاثاء، الضوء على خطورة هذا البرنامج، ولجوء الاحتلال إليه في عدوانه على المجموعة المقاوِمَة.

 وبرنامج "بيغاسوس" هو برنامج تجسسي صنعته شركة NSO الإسرائيلية، يمكن من خلاله الوصول إلى أبّ هاتف مُستهدف عن بُعد دون أن يلمسه أي شخص ودون أن تدرك أن هاتفك قد تحول إلى جاسوس عليك لصالح جهة أخرى.

ويعتبر "بيغاسوس" من أخطر برامج التجسس وأكثرها تعقيدا، وهو يستهدف بشكل خاص الأجهزة الذكية التي تعمل بنظام التشغيل "آي أو إس" (iOS) لشركة آبل، لكن توجد منه نسخة لأجهزة أندرويد تختلف بعض الشيء عن "آي أو إس".

وابتاعت "إسرائيل" البرنامج إلى دول عربية منها السعودية والإمارات، وكشفت تقارير سابقة عن أنّ تلك الدول استخدمته في التجسس على معارضين لها، وصحفيين، ونشطاء في مجال حقوق الإنسان.

ونفذ جيش الاحتلال فجر الثلاثاء، عدواناً عسكرياً واسعاً في البلدة القديمة بمدينة نابلس، تخلله اشتباكات عنيفة مع مقاومي عرين الأسود، وانتهى عدوانه باستشهاد 5 شبان أبرزهم القائد الحالي للمجموعة الشهيد وديع الحوح. 

ويرى المختص بالشأن الإسرائيلي، محــمد هلسه، أنّ لجوء الاحتلال لاستخدام هذا البرنامج، ينبع من سعي للوصول إلى حسم سريع لمجمعة عرين الأسود، كون "إسرائيل" تعيش أجواء انتخابية، وهي معنية بحصد نقاط من خلال استثمار مشهد الوصول الى هؤلاء المقاومين . 

وقالت وسائل إعلام عبرية إن الوصول إلى المخبأ الرئيس لمقاتلي "عرين الأسود"، كان عبر الوحدة 8200 التي استخدمت بدورها برنامج "بيغاسوس" للتجسس، وهي فيلق في وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، مسؤولة عن التجسس الإلكتروني من خلال التنصت.

وأضاف أن مجموعة "عرين الأسود" تتواجد في منطقة تحت سيادة السلطة الفلسطينية، وتحظى باحتضانٍ شعبيّ واسع وغير مسبوق، وقضية الوصول إليهم يحتاج وقتاً وجهداً كبيرين، وبالتالي فإنّ أجهزة الاحتلال لجأت إلى كل وسيلة متاحة وممكنة، حيث يوفر برنامج "بيغاسوس" الوصول العاجل والسريع للمجموعة لإنهائها. 

وأشار إلى أنّ الصحافة العبرية، تروّج بأن أجهزة أمن الاحتلال حققت "انجازات" في طريق الوصول إلى تصفية "عرين الأسود"، وقد نشرت صور القادة الذين تم اغتيالهم، ومن بقوا على قائمة الاغتيال، معتبرًا أن ذلك غرضاً سياسياً إلى جانب كونه غرضاً أمنياً.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الأربعاء، أن "الوحدة 8200 هي التي قدمت معلومات استخبارية في الوقت الحقيقي"، وفق تعبيرها.

وأضافت "سبق ذلك اختراق استخباراتي للبنية التحتية لعرين الأسود، باستخدام أدوات إلكترونية متقدمة مثل بيغاسوس التي تساعد الشاباك على جلب معلومات استخباراتية دقيقة".

وتابعت أن القوات اعتمدت على "معلومات استخبارية ممتازة قدمها الشاباك بخصوص شقة الاختباء حيث شعر ناشطو التنظيم بالأمان، والمكان الذي مكثوا فيه في الأيام الماضية".

وأشارت إلى أن "دهم منزل وديع الحوح -الذي أسس عرين الأسود- كان عملية مشتركة مخططة سابقًا، تمّت مراقبتها من كثب من قبل رئيس الأركان أفيف كوخافي، ورئيس الشاباك نداف أرغامان، وآخرين".

من جهته، قال نير دفوري مراسل القناة 12 للشؤون العسكرية إن " العملية في نابلس جرت بعد أن التقى وزير الجيش الخميس الماضي برئيس الشاباك – ووافق على سلسلة من الخطوات والعمليات، كان إحداها القضاء على تامر الكيلاني”، وهو الشهيد الذي اغتيل بعبوة ناسفة زرعت على دراجة نارية ركنها جاسوس داخل البلدة القديمة فجر الاحد الماضي. 

وقال إنّ "الشاباك" أدرك أن جميع المطلوبين الرئيسيين كانوا يتواجدون في مخبأ واحد في حي القصبة – ربما معرفته جاءت من خلال المقاطع التي ينشرها نشطاء العرين على تيك توك- وقرر شن عملية معقدة.

وباتت مجموعة "عرين الأسود" تشكل حالة أمنية صعبة، بالنسبة للاحتلال الاسرائيلي، ويسعى بكل الطرق والوسائل لإنهائها، في حين أنّها تحظى بحاضنة شعبية داخل المجتمع الفلسطيني، لم يسبق لها مثيل، منذ سنواتٍ طويلة .

وكالة الصحافة الوطنية