نبأ - نابلس – شوق منصور
لليوم الثامن على التوالي، تواصل قوات الاحتلال حصارها لمدينة نابلس شمال الضفة الغربية ضمن سياسة العقاب الجماعي، بعد عملية إطلاق النار التي نفذتها مجموعة "عرين الأسود" وتمكنت فيها من قتل جندي قرب مستوطنة "شافي شمرون" شمال غرب نابلس.
ورغم هذا الحصار الذي فرضه الاحتلال على مدينة نابلس والذي أثر بشكل كبير على مختلف القطاعات وضرب الاقتصاد النابلسي؛ إلا أن أهالي المدينة من مواطنين وتجار وأصحاب قطاعات كبيرة يسطرون بتكاتفهم أسمى معاني الصمود والتحدي.
وتسلّط "نبأ" الضوء على أبرز مظاهر التلاحم والصمود، بحديث مع عضو الغرفة التجارية في نابلس ياسين دويكات الذي أكد أن الاحتلال اليوم يسعى للضغط على الاقتصاد من خلال ضرب عنصر مهم وهو الشباب، فبعدما سرق الاحتلال مواردنا في داخل الأرض وفوق الأرض وسلب الأرض بقي لدينا عنصر واحد وهو الشباب فيحاول القضاء على ما تبقى من موارد وعناصر إنتاج مهمة لقيام قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأضاف دويكات أن "الحصار هو السلاح الوحيد الآن للاحتلال الإسرائيلي للقضاء على هذا الهدف الرئيسي إلى جانب الهدف الاقتصادي باعتبار أن مدينة نابلس تعتمد في اقتصادها على الزوار من خارج نابلس وأهالي 48، وحصاره يهدف لضرب اقتصاد نابلس وتوقيف عجلة الإنتاج وتدمير ما تبقى من بنية تحتية وعجلة اقتصادية لإدخال المواطنين في ضيق اجتماعي".
وأوضح أن أسلوب الاحتلال في حصار مدينة نابلس ليس جديداً بل هو أسلوب قديم يستخدمه في كل مرة، وبالتالي أصبح لدى التجار مناعة، لان هذا الأمر أصبح أسلوبا يتبعه الاحتلال لكسر هذا الصمود.
وأكد على أنه بصمود الجميع وبتعاون الجميع من مواطنين ومؤسسات وحكومة يمكن التغلب على هذا الحصار دون الخضوع لأي سياسية إسرائيلية.
وشدد على ضرورة أن يكون هناك تعاون من قبل المحافظات المجاورة بتنظيم رحلات جماعية لاختراق الحواجز لكسر هذا الحصار، والمشي على الأقدام وصولاً للحواجز العسكرية لنشكل أجساما بشرية تقتحم هذا الحاجز وترفض الخضوع لهم.
من جانبه قال أبو صهيب صاحب محل للألبسة في مدينة نابلس لـ"نبأ"، إن "الاحتلال يعتقد أن الحصار الذي يمارسه علينا يضر بالمواطنين وبالاقتصاد وبالشباب، لكنه لا يعلم أن الشعب الفلسطيني شعب أصيل، نحن كتجار مع شبابنا ومع المقاومين، فهم الدرع والمتن الواقي لشعبنا".
وأضاف: "هؤلاء الشباب نذروا أعمارهم وزهرة شبابهم في سبيل هذا الوطن، فنحن كتجار لا يعقل ومن المعيب أن نتحدث بالأمور المادية والاقتصادية في ظل هذه التضحيات التي يقدمها هؤلاء الشباب".
وأكمل: "إنني كتاجر أسمع من جميع التجار كلمات ترفع لها القبعات، فهم يعلمون أن ما يحدث هي غيمة على مدينة نابلس وسوف تمضي وتنتهي".
وقال تاجر آخر: "طول عمرنا فاتحين هذه المحلات بنابلس نبيع ونشتري ونوزع بضاعة، بس هذه المرة غير ونقسم بمن أحل القسم غير، سنبيع الوهن والجبن والخوف ونشتري كرامتنا وعزتنا ومجدنا ونوزع على العالم صبرا وشموخا وعزة وأنفة، نابلس ومحلاتها وتجارها بخير مادام شبابها وعرينها بخير".