جنين – خاصّ نبأ:
أمام أكثر من 15 ألف متابع، أصيب وارتقى الشهيد محمد سباعنة، برصاص قوات الاحتلال، خلال بثّ مباشر كان يقوم به على حسابه في "تيك توك"، لتغطية اقتحام واسع لمدينة جنين.
وعلّق تطبيق "تيك توك" البث المباشر، بعد إصابة وارتقاء الشهيد، وترك رسالةً للمتابعين يقول فيها: "تم إيقاف البث مؤقتا .. سوف يعود المضيف قريباً".
لكنّ المُضيف الذي كان يوثّق لمتابعيه عملية الاقتحام الواسعة لجنين؛ بهدف هدم منزل الشهيد رعد حازم منفذ عملية "ديزنغوف" في مدينة تل أبيب، غادر الحياة إلى حياةٍ أُخرى ولن يعود إلى البث مجدداً .
وبالرصاصة التي أصابت رأس الشهيد "سباعنة" لم يوقف الاحتلال توثيق الشهيد للجرائم التي يقوم بها، بل إنّه أنهى حلم الزواج الذي كان يخطط له، حيث كان ينوي اليوم شراء الذهب وتجهيز أموره قبل الخطوبة التي كان من المنوي اتمامها خلال أيام.
وقبل 3 ساعات من استشهاده، غيرّ الشهيد محمد سباعنة صورته الشخصية على حسابه في فيسبوك، فعلّقت والدته على الصورة الجديدة بدعاء: " حبيب قلبي يا أمي الله يحميك ويرضى عليك حبيبي"، ليرد عليها بقلوب كثيرة ووردة: "الله يخليلي ياكي تاج فوق راسي يا امي".
يصف والد الشهيد محمد سباعنة، نجله، بأنّه انسان خلوق ومؤدب، ولا يؤذي أحداً، كما انّه محبوب من أصدقائه وأبناء بلده، وهو غير اتّكالي، وكان مكافحاً في حياته.
ويقول إن نجله خرج من المنزل لتوثيق الاقتحام، عبر "تيك تيوك"، لكنّ جندياً أطلق عليه النار، وأصابه برصاصةٍ في رأسه، ما أدّى لاستشهاده.
وفوره الاعلان عن استشهاد "سباعنة" تهافت المئات من أهالي جنين إلى مستشفى ابن سينا، حيث نُقل جثمانه .
وظهراً، ودّهت جماهير غفيرة، الشهيد محمد سباعنة، وسط مشاركة مقاومين، فيما ردد المشيعون هتافات الغضب، داعين المقاومة الى تصعيد عملياتها، والرد على جرائم الاحتلال.
وأصيب خلال المواجهات التي رافقت الاقتحام الكبير لجيش الاحتلال مدينة جنين، 22 مواطناً، أحدهم جروحه خطيرة، وفق مصادر طبية.
ودمرت قوات الاحتلال الشقة السكنية للشهيد رعد حازم من خلال تفجيرها من الداخل، فيما دارت خلال ذلك، اشتباكات مسلحة عنيفة مع المقاومين، تخللها استهداف دوريات الاحتلال بالعبوات الناسفة المصنعة محليا.
يشار إلى أن الشهيد رعد حازم نفّذ عملية إطلاق نار في حانة بشارع “ديزنغوف” الشهير في مدينة "تل أبيب"، وقتل ثلاثة مستوطنين، وأصاب نحو 15 آخرين، في شهر أبريل/ نيسان الماضي.
