نبأ – رام الله – رنيم علوي
ضاربًا عرض الحائط بمصالحه مع الأردن، يواصل الاحتلال مخططاته للسيطرة على كل ما هو فلسطيني بدءًا من الأرض التي سرقها والموارد المائية التي يبتلعها ومرورا بالنفط والغاز الذي يبيعه عنوة وبمشاركة عربية لأوروبا، ثم يأتي لسرقة ما تبقى من أموال تستفيد منها الأردن ومصر من خلال سفر الفلسطينيين عبر مطاراتها.
هنا يأتي مطار رامون، الذي يسعى الاحتلال لتشغيله بعد فشله الاقتصادي وعدم جدواه على حساب الفلسطينيين والأردنيين والمصريين، مقدمًا عروضا مغرية وتخفيضات لتشجيع سفر الفلسطينيين عبره.
وفي مقابلة أجرتها وكالة " نبأ" مع المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، قال "إن مطار رامون لا يمكن أخذه بمعزل عن فكرة الصراع والسلام الاقتصادي، وفي هذا الجانب تكمن خطورة المشروع الذي يعتبر سلسلة مشاريع كبيرة تضع القضية الفلسطينية على سكة حل اقتصادي يخفي من خلالها ملامح الاحتلال مع إبقاء السيطرة الاحتلالية. "
وأضاف منصور، أن هذا المطار ظاهرياً يقدم خدمة للفلسطينيين إلا أنه عملياً يبعدهم عن الاستقلال ويعزز من هيمنة الإسرائيلي عليهم من خلال التحكم بالموافقة على سفرهم على حساب كرامة الفلسطيني الشخصية حتى لو كان ظاهرياً أنه أقل كلفة.
ومن جهته، قال السياسي أنس أبو عرقوب : " إن التقديرات في " إسرائيل" تشير إلى أن مثل هذه الخطوة ستلحق الضرر في الإيرادات التي تجبيها السلطات الأردنية من المعابر، بالإضافة إلى انخفاض السياحة الأردنية.
واسترسل أبو عرقوب لِـوكالة " نبأ" : "هذه الخطوة سيضاف إليها حرمان الأردن من دخول الحجاج والمعتمرين الفلسطينيين للمرور إلى المملكة العربية السعودية بعد إطلاق الخط المباشر للفترات المقبلة للحجاج والذي سيبدأ من مطار رامون إلى الرياض".
وأردف: " أن إسرائيل تراهن على أن مثل هذه الخطوة ستستخدم لإجبار الأردن على الموافقة لمشروع "القطار السلام" الذي ينطلق من حيفا إلى دول الخليج مروراً بالأردن لنقل المسافرين والبضائع؛ لتعويض خسائرها.
وعلى الذات السياق، قال السياسي فارس الصرفندي : " إن المطار بالنسبة السلطة الفلسطينية اصبح له علاقة بالدور الإسرائيلي الذي يحاول تهميش السلطة بكل شيء، والتي كانت إما عن طريق العلاقة المباشرة ما بين العمال الفلسطينيين وما يسمى بِـ " المنسق"، أو عن طريق الاعتقالات المستمرة التي تحاول " إسرائيل" من خلالها فرض سيادتها".
وتابع، " الآن يأتي مطار " رامون" ليهمش السلطة الفلسطينية تماماً، أي أن المغادر والعائد من خلال المطار لن يُسجل في الكشوفات لدى السلطة، والتي عندما تقوم بإحصاء المغادرين والقادمين، وإن مرور المواطنين من خلال استراحة أريحا مروراُ بالأردن هذا معناه أنه يتم تسجيل مغادرته وكذلك الأمر عند العودة، وفي هذا الإطار مع وجود المطار يعني أنه لم يعد للسطلة السيادة"
ونوه الصرفندي لِـوكالة " نبأ" أنه من الممكن أن يُشكل المطار مساحة لهروب المطلوبين لدى السلطة الذي من الممكن الوصول إليهم عَبر مغادرتهم الأراضي الفلسطينية من خلال الاستراحة.
وأشار، أن شعور الفلسطيني في حالة الإذلال التي يعاني منها أثناء سفر من خلال استراحة أريحا، والتي تتمحور حول المرور إلى 3 نقاط تفتيش أمنية والتي تمتد إلى ساعات من الانتظار ليأتي الدور على المواطن المسافر، وبالتالي هذا الشعور سيشكل دافع أمام الفلسطيني للسفر من خلال مطار "رامون".